“المونيتور” تكشف تفاصيل جولة مسؤولي الأمن الروسي في مصر والخليج بشأن القضايا الإقليمية
أجري سكرتير الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف جولة في الشرق الأوسط لزيارة مصر ودول الخليج، واستهل زيارته إلى أبو ظبي للاجتماع مع مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
قضايا مشتركة بين روسيا والأمارات
وبحسب صحيفة “المونيتور” الأمريكية، ان الجانب الروسي والأماراتي في 31 يناير تبادلا وجهات النظر حول الوضع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، مع التركيز بشكل خاص على التطورات في ليبيا وسوريا.
الملفات المصرية الروسية
وفي 29 يناير شارك باتروشيف في المشاورات الثنائية حول القضايا الأمنية في القاهرة مع نظرائه المصريين، والمحادثات تمحورت حول الوضع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب والقضايا ذات الصلة إلى ما يسمى ” ثورة ملونة “، وخاصة الاضطرابات التي يشهدها السودان ، وشملت الزيارة أيضاً علي مناقشة التعاون العسكري والعسكري التقني، والجهود المشتركة في تطبيق القانون ، والتقي باتروشيف في وقت لاحق الرئيس عبد الفتاح السيسي.
السعودية وروسيا يعززان مجالات التعاون
وجاءت المحادثات في مصر والإمارات العربية المتحدة في أعقاب زيارة سيرجي ناريشكين ، مدير وكالة المخابرات الخارجية الروسية إلى المملكة العربية السعودية، وكان رئيس المخابرات الروسية قد اجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، وهو أيضا وزير دفاع بالمملكة.
و في 21 ينايرأجرى محادثات مع خالد بن علي بن عبدالله الحميدان ، المدير العام لمديرية المخابرات العامة، وركزت الأطراف على تعزيز التعاون بين الوكالات في مكافحة الإرهاب الدولي وتسوية الصراعات الإقليمية بفعالية.
مصر والسعودية والأمارات قوة الشرق الاوسط والعالم الإسلامي
وتشير الصحيفة إلي أن علي الرغم من الجهود الروسية التركية المشتركة في سوريا، إلا هناك اتصالات مكثفة بين أجهزة الأمن الروسية المكلفة بالإشراف على تسوية نزاعات الشرق الأوسط ، وبين مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ،الذين يعدوا قوة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ، وبينهم نزاع مع تركيا وقطر على النفوذ الإقليمي.
وتري الصحيفة أن موسكو بالحفاظ على تعاون رفيع المستوى مع تركيا حول سوريا ، إلا أنها في نفس الوقت تسعى إلى الحصول على نفوذ بديل لأنقرة في المسار السوري ، بمساعدة ثلاثية القاهرة وأبوظبي والرياض.
لقد شاركت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لفترة طويلة نسبياً في شمال سوريا من خلال دعم القوى الديمقراطية السورية ، وهو تحالف يهيمن عليه الأكراد معادٍ لتركيا. ويقال إن ممثلي الولايات المتحدة العسكريين والسياسيين قد زاروا مدينة منبج في ديسمبر وكوباني في نوفمبر، و جرت مشاورات مع ممثلي قوات الدفاع الذاتي، ما يجعل من المحتمل نشر وحدات العسكرية من هذه الدول إلى شمال سوريا، وهو أمرقيد النظر.
خطط روسيا نحو الوجود الإيراني والتركي في سوريا
وتضيف الصحيفة أن هناك العديد من نقاط التقارب بين موسكو والثلاثي دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية ، من بينها معارضة النفوذ التركي الأكبر في شمال سوريا بهدف منع إنشاء منطقة عازلة في تركيا، ومواجهة الوجود الإيراني في سوريا.
و في الوقت نفسه ، ستسعى روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها مع تركيا وإيران ، مما يوحي بأن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر يجب أن يعلنوا دعمهم لموسكو في دمشق ضد المصالح التركية والإيرانية في سوريا.
الملف الليبي
ولفتت الصحيفة إلي أن ليبيا كانت البند الثاني على جدول أعمال القاهرة وأبو ظبي لباتروشيف، وجدير بالذكر أن مجلس الأمن الروسي شارك منذ فترة طويلة في صياغة الاستراتيجية الروسية بشأن ليبيا .
وفي الاجتماعات بين باتروشيف والمرشد الميداني خليفة حفتر يبدو أن الملف الليبي جزء من المحفظة الروسية-الإماراتية-المصرية-السعودية لتصفية الصراعات في الشرق الأوسط. وبالتحديد في مقابل مدي استعداد الإمارات العربية المتحدة ، ومصر والسعودية لتعزيز مصالح روسيا في سوريا ، بما في ذلك إعادة الشرعية للأسد ، وبذلك قد تضاعف موسكو جهودها لدعم حفتر ، الذي يدعم من الإمارات ومصر ودعم جزئي من السعوديين.
الثورات الملونة في السودان
وأخيراً في الإمارات ومصر ، ناقش باتروشيف قضية مواجهة ما سمي “بالثورات الملونة”، مثل ما يحدث في السودان ، إن مصالح روسيا وأبو ظبي والرياض على نفس الأمر فيما يتعلق بتعزيز موقف الرئيس السوداني عمر البشير وكلهم على استعداد لمواصلة دعمه.
وخاصة ان السودان مازال عضو رئيسي في التحالف المناهض للحوثيين في اليمن ، حيث تمثل قواته أكبر وحدة عسكرية أجنبية على الأرض ، ويعد أكبر عبء في القتال العنيف ضد الحوثيين، ما يعني أن انهيار نظام البشير والانسحاب السوداني من اليمن سيقوض بشدة التحالف الذي ترأسه الإمارات والسعوديون.
أما بالنسبة لروسيا ، فإن موسكو تطور علاقات عسكرية وسياسية مع الخرطوم ، لاستخدام الموانئ السودانية للسفن البحرية الروسية ، وكذلك شركات الأمن الخاصة الروسية التي تدرب الجيش السوداني.
واعترفت موسكو مؤخراً بأن هؤلاء المتعاقدين يعملون في السودان، وبالتالي يجب على المرء أن يتوقع من روسيا والدول الثلاث الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية مواصلة تنسيق جهودها لدعم النظام السوداني، وستكون موسكو مستعدة لمواصلة تقديم يد المساعدة لها في شكل مستشاريها العسكريين والمتعاقدين العسكريين الخاصين ، في حين ستواصل أبوظبي والرياض تزويد السودان بالتمويل اللازم.