تفاصيل الضربات بين إيران وإسرائيل
شنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق خلال الليل ضد أهداف إيرانية على الأراضي السورية، في عملية تُعدُّ أكبر عمل عسكري لها حتى الآن ضد عدوها الإقليمي، وتصعيداً شديداً على امتداد الحدود الهشة مع سوريا.
وهذا ما نعرفه عما تم استهدافه، وماذا كانت ردود الفعل في العالم، وما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
استهداف مواقع إيرانية
قامت إسرائيل، في ساعات الصباح الأولى من الخميس 10 مايو/أيار 2018، بقصف ما قالت إنه عشرات المواقع الإيرانية المأهولة بسوريا، ومن ضمنها مراكز استخباراتية ومراكز لوجيستية ومستودعات ومركبات.
ووصفت القوات الإسرائيلية، في تأكيد نادر للعمل العسكري في سوريا، العملية بأنها أكبر هجوم من هذا القبيل على أهداف إيرانية حتى الآن.
وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، أن 28 طائرة إسرائيلية من طرازي “إف-15″ و”إف-16″ شاركت في الضربات وأطلقت 60 صاروخ جو-أرض على عدة مناطق سورية، بالإضافة إلى أكثر من 10 صواريخ (أخرى) تكتيكية أرض-أرض.
وقام الجيش السوري بتفعيل دفاعاته الجوية، مشيراً إلى أنها تصدَّت لعدد كبير من الصواريخ.
وأكد الجيش السوري، في بيان، أن الضربات أسفرت عن تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية، لكنه لم يشر إلى المواقع الإيرانية. وأشار إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة اثنين آخرين، دون تحديد جنسياتهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع لقوات موالية للنظام في جنوب البلاد ووسطها وبمحيط دمشق.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 23 مقاتلاً على الأقل، بينهم 5 من قوات النظام السوري و18 عنصراً من القوات الموالية له، ما يجعلها واحدة من أخطر العمليات العسكرية الإسرائيلية على سوريا حتى الآن.
من بدأ بالقصف؟
تبادل الطرفان المتنازعان الاتهامات حول كيفية اندلاع الحادث.
أعلنت إسرائيل عن نشاط إيراني مشبوه على طول الحدود المتاخمة لمرتفعات الجولان المحتلة ليلة الخميس 10 مايو/أيار 2018، واتهمت إيران ببدء التصعيد عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة بعد منتصف الليل بقليل.
وفي حال تم تأكيد ذلك، فإن هذا الحادث سيكون أول عملية إطلاق صواريخ من قِبل القوات الإيرانية في سوريا تجاه إسرائيل.
لكنّ وسائل الإعلام الرسمية السورية ذكرت أن القصف انطلق من مرتفعات الجولان المحتلة بداية واستهدف مدينة البعث في الأراضي السورية خلال الليل.
كما قال مصدر عسكري رفيع حليف للنظام السوري، إن إسرائيل أطلقت النار أولاً، وهذا ما أكده المرصد أيضاً.
ردود فعل دولية
سارعت القوى العالمية إلى توجيه دعوات للهدوء.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه على الطرفين “نزع فتيل التصعيد”، في حين دعت بريطانيا إلى “تجنُّب أي تصعيد إضافي”.
وندَّدت وزارة الخارجية الألمانية بإطلاق صواريخ إيرانية، باعتبارها “استفزازاً”، لكنها دعت في الوقت نفسه إلى وقف التصعيد.
وحذَّرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من أـن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة “حرب أو سلام”.
وندَّدت الولايات المتحدة، من جهتها، بإطلاق صواريخ إيرانية، مؤكَّدةً دعمها “حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها”.
من جانبها، دعت روسيا إلى “ضبط النفس من قِبل كل الأطراف”، في حين دعا وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، إيران وإسرائيل إلى “الحوار”.
ويرى محللون أن موسكو قد تكون في وضع فريد يسمح لها بتهدئة التوتر بين إسرائيل وإيران بفضل علاقاتها مع كليهما.
وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية هيكو ويمن: “لا يمكن لهذه الحالة أن تدوم”، مضيفاً أن “هذا الوضع يحتاج إلى بعض الوساطة، وأفضل من يمكنه فعل ذلك هو روسيا”.
ما الذي يمكن ترقُّبه؟
تأتي الهجمات، بعد أشهر من التحذيرات التي أطلقتها إسرائيل بأنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وجاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وغداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للنظام، نصفهم إيرانيون، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابعاً للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة بريف دمشق الجنوبي.
وتتجه جميع الأنظار إلى المنطقة الحدودية المضطربة؛ لمعرفة ما إذا كانت إيران ستردُّ، إما مباشرة وإما من خلال حليفها القوي “حزب الله”، الذي يقاتل أيضاً في سوريا.
وأشار المرصد إلى عدم وجود تحرُّكات عسكرية ملحوظة، الخميس 10 مايو/أيار 2018، من قِبل القوات السورية على طول الحدود، لكن قوات النظام والقوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله في سوريا كانوا في حالة استنفار.
ولم يَصدر أي تعليق رسمي من إيران، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه لا يسعى لتصعيد الحادث أكثر من ذلك