تغريم أمريكية 675 ألف دولار لرفضها تأجير محلها لمسلمَين
أُلزِمَت مالكة عقارات أمريكية كان قد سُجِّلَ لها تسجيل صوتي وهي تقول لمستأجرٍ أن يعثر لها «على شخص أمريكي جيد مثلك ومثلي»، لتأجير ملكيتها بدلاً من أب مسلموابنه يسعيان إلى افتتاح مطعمهما الثاني، دفع 675 ألف دولار أمريكي للرجلين.
ونشرت صحيفة Stuff النيوزيلندية قصة الرجال الثلاثة الذين رفعوا دعوى ضد مالكة العقارات العام الماضي (2018)، إلى أن أنهى الطرفان تسوية القضية في أبريل/نيسان 2019.
وقال رشيد خان إنه تنفَّس الصعداء بعد أكثر من عام من تعرُّضه، لأول مرة، لموقفٍ يرفض فيه شخصٌ العمل معه ومع والده زونيد، لسبب يتعلَّق بدينهما وعرقهما.
إذ قال «خان»، البالغ من العمر 36 عاماً: «أردت أنا ووالدي فقط أن نعرف أن العدل قائمٌ، وأنها لا تستطيع أن تفعل هذا».
إما مستأجر من الباطن وإما دفع إيجار لـ5 سنوات بعد إغلاق مطعمه
كان النزاع يتعلَّق بمبنى في حي كابيتول هيل في دنفر، تحيط به المنازل والمقاهي ومحلات البقالة.
وكان كريج كالدويل قد بدأ استئجار المبنى الواقع على الزواية في عام 2016، ولكنه قرَّرَ بعد ذلك إغلاق مطعم الدجاج المقليِّ خاصته في أواخر عام 2017، وكان عليه الاستمرار في دفع الإيجار مدة 5 سنوات إن لم يعثر على مستأجرٍ آخر من الباطن.
وبدا أن أسرة «خان» ناسبها عرضه، فقد كانا يأملان افتتاح الفرع الثاني لمطعمهم الهندي، ليكون نسخةً من الأول الذي حقَّق شهرةً في مدينة بولدر القريبة.
اقتنع كالدويل بهما بعد الاطلاع على سجلاتهما المالية، وتذوَّق الأطباق التي تعدها العائلة، وقد شهد الأب وابنه وهما يعملان بنفسيهما.
ولكن الأسابيع مضت دون أن يحصل كالدويل على الموافقة على اتفاقية الإيجار من الباطن من مالكة العقار كاتينا غاتشيز. وقال كالدويل إنه صُدِمَ عندما انتقد ابن المالكة دِين أسرة «خان» المسلمة.
لم يكن ليصدقه أحد لولا تسجيلاته
قال كالدويل، وهو رجل أبيض يبلغ 71 عاماً: «لم أُصدِّق الأمر، ولم أظن أن أيَّ شخصٍ سيصدقني».
فقرَّر أن يستخدم أحد تطبيقات تسجيل الصوت على هاتفه المحمول في أثناء محادثته التالية مع غاتشيز. ففي ولاية كولورادو، من القانوني تسجيل المحادثات سراً بموافقة أحد المتحدثين على الأقل.
«أشخاص أمريكيون!»، هكذا قالت غاتشيز في التسجيل الذي قدَّمه محامو كالدويل إلى وكالة Associated Press الأمريكية. وأضافت: «أحتاج أشخاصاً أمريكيين جيدين مثلي ومثلك».
وعاد إليها كالدويل بعد بضعة أيام، آملاً أن تغيِّر رأيها، ولكنها أصرَّت أيضاً، مثلما يتضح في تسجيلٍ للمحادثة.
قالت: «إنهم يُحضِرون كلَّ المسلمين من الشرق الأوسط، ثم أقع أنا في مشكلاتٍ هنا عندما تحدث التفجيرات».
ولم يردَّ محامو غاتشيز على الرسائل النصية على الهاتف أو الإلكترونية والتي طالبت بالتعليق على التسجيلات والتسوية. وبوثيقة من وثائق المحكمة حُرِّرَت في شهر مارس/آذار 2019، قالوا إنها اعترفت بقول ما ورد في التسجيلات وأن «التسجيلات دقيقة».
مالكة العقارات اعترفت بممارستها «التمييز العنصري»
اعترفت غاتشيز في الوثيقة بأنها «مارست التمييز بشكلٍ غير قانوني» ضد شركة عائلة «خان»، وقالت إن كالدويل لا يمكنه التعاقد مع عائلة «خان» من الباطن دون موافقتها بموجب شروط عقده الأصلي.
وقد أخذ كالدويل تسجيلات غاتشيز إلى محامي أعماله، الذي أوصاه بالذهاب إلى المحامي قُصَيْر محمدبهاي، الذي يتولَّى مكتبه كثيراً من القضايا المتعلقة بالتمييز والحقوق المدنية. وقال محمدبهاي إن إثبات التمييز يكون صعباً في كثير من الأحيان، وأثنى على كالدويل، لأنه أفصح عن ذلك.
قال محمدبهاي: «على أصحاب الأعمال في كولورادو وبالبلاد أن يعرفوا أن هذه القوانين موجودة بالفعل، وتُطبَّق بشكلٍ كبير، وأنهم إن مارسوا التمييز فسيقف الناس ضدهم ويخبرونهم بأنهم مخطئون».
ولا تقوم مفوضية كولورادو للحقوق المدنية، التي تتولَّى التحقيق في شكاوى التمييز، بتتبُّع الحوادث وتصنيفها وفقاً لدِينٍ أو عرقٍ مُحدَّد. ووفقاً لأحدث تقاريرها السنوية، تلقَّت المفوضية 96 شكوى تمييزٍ بناء على الدِّين، و432 شكوى تمييزٍ بناء على العِرق في العام المالي الأخير.
وقال «خان» إنه في حين أن والده لم يفاجأ بتعليقات غاتشيز، فإنه صُدِمَ إثرها.
وأضاف: «انظر فقط إلى اسمي وتستطيع أن تفترض كلَّ شيءٍ في حياتي، كلَّ شيءٍ يجعلني أنا. لقد كنت غاضباً ومستاءً. وبدأت أشعر بقليلٍ من الشك في نفسي. وبدأت أفكِّر من أيضاً يُفكِّر فيَّ بالطريقة نفسها؟ وهل هي الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك؟».
قصة «خان» الذي جاء إلى أمريكا وهو طفل وبنى نفسه من الصفر
جاء «خان» إلى الولايات المتحدة عندما كان عمره 11 عاماً، ورعاه والده الذي كانت لديه بطاقة خضراء وكان يعمل حينها لمصلحة شركة Phoenix، ثم انتقلا لاحقاً إلى مدينة بولدر، بولاية كولورادو أيضاً.
حصل «خان» على شهادةٍ جامعية من جامعة كولورادو بولدر، وعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات قبل أن يعمل مع والده. وتتأثر وَصفات مطعمهما بجذور العائلة في بنغلاديش، وإنجلترا حيث وُلِدَ «خان».
وفي عطلات نهاية الأسبوع حين يضج مطعمهما Curry n Kebob (كباب وكاري) بالزبائن، كان يقدم للزبائن على الغذاء أطباق خبز النان، والأرز البسمتي، وأنواعاً مُتعددة من اللحم مع الكاري.
قال «خان» إنه تلقَّى دعماً متواصلاً من الزبائن والأصدقاء في أثناء القضية، ولا يزال يأمل العثور على مكانٍ في دنفر، لتوسيع عمل العائلة.
وأضاف: «إن لم أكن (في أمريكا)، لكانت حياتي قد باتت مختلفة. فلم أكن لأنعم بالحريات ذاتها، ولم أكن لأجد النظام العادل الذي حكم عليها بما تستحقه، جزاءً لما قالته».