تعرف علي قصة “آيا صوفيا” من كنيسة لمسجد إلي متحف
رفضت المحكمة الدستورية التركية، طلبَ السماح للمسلمين بالصلاة في متحف آيا صوفيا في إسطنبول ، الذي كان كنيسة قبل أن يتحول إلى مسجد، على مر التاريخ.
وكانت مؤسسة تقدمت بطلب الصلاة في متحف آيا صوفيا في إسطنبول ، وقالت إن منع المصلين من أداء الصلاة في آيا صوفيا هو انتهاك لحرية التعبير والرأي. وذكر موقع «خبر ترك» أن مؤسسة التراث التركي المستقلة هي التي تقدمت بالطلب.
مركز علماني «يمكن للجميع دخوله»
وفي ثلاثينات القرن الماضي أمر المؤسسون العلمانيون لتركيا الحديثة بتحويل آيا صوفيا إلى متحف يمكن للجميع دخوله. ويخشى العلمانيون الأتراك أي تحركات لـ»أسلمة المبنى أو إعادة استخدامه مسجداً».
وتزايد النشاط الإسلامي داخل متحف آيا صوفيا في إسطنبول في السنوات الأخيرة، في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحيث تتم داخله تلاوة القرآن في بعض المناسبات.
وفي 31 مايو 2014، نظمت جمعية تسمى «شباب الأناضول» فعالية لصلاة الفجر في ساحة المسجد تحت شعار «أحضر سجادتك وتعال»، وذلك في إطار حملة داعية إلى إعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد.
وكانت الجمعية قد ذكرت أنها قامت بجمع 15 مليون توقيع، للمطالبة بإعادة المتحف إلى مسجد. إلا أن مستشار رئيس الوزراء وقتها قد صرَّح بأنه لا نيه لتغيير الوضع الحالي لآيا صوفيا، حتى رفع فيه أذان الفجر فجر أمس في حدث يعتبر تاريخياً.
ليعود إليها الأذان بعد 85 عاماً من الانقطاع
وبعد قرابة الـ85 عاماً من الانقطاع، عاد الأذان ليصدح من جديد من داخل متحف آيا صوفيا في إسطنبول في فجر ليلة القدر، خلال برنامج استثنائي نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية، مساء الجمعة الماضي.
وأقدمت السلطات التركية على السماح برفع الأذان من مآذن آيا صوفيا في بعض المناسبات الخاصة، خلال السنوات الأربع الأخيرة، إلا أن ذلك كان يتم من غرفة خاصة للمؤذن في ساحة المتحف، فيما كانت هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها الأذان من المكان المخصص لذلك داخل بناء آيا صوفيا المثير للجدل.
كيف تحولت من كنيسة للبيزنطيين إلى مسجد
وبنيت كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس في عهد الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، وكانت مقراً لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لإسطنبول. وعندما غزت القوات العثمانية المدينة في 1453 أمر السلطان محمد الثاني بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الإسلامية حول قبتها البيزنطية.
وبقيت آيا صوفيا مسجداً إلى ما بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفي منتصف الثلاثينات أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها العلماني مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.
قضية متحف آيا صوفيا في إسطنبول تثير جدلاً دولياً
فيما تثير قضية متحف آيا صوفيا في إسطنبول جدلاً دولياً، حيث اعترضت اليونان على بث برنامج تلفزيوني ينقل تلاوات للقرآن من داخل المسجد، معبرة عن استيائها وقلقها من البرنامج، خاصة أنه يخضع لإشراف رئاسة الشؤون الدينية التركية.
وأعربت اليونان المجاورة، التي ترصد وضع التراث البيزنطي في إسطنبول، مراراً عن قلقها على وضع آيا صوفيا كمتحف علماني.
ويعتبر مبنى آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه، وهو موجود في إسطنبول منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد. ومسجد آيا صوفيا، كان من قبل كنيسة ضخمة بناها جستنيان الأول البيزنطي سنة 537، وقد سقطت قبتها عدة مرات، وآخر مرة أعيد بناؤها سنة 1346، وقد أجريت عدة تقويات وترميمات للمبنى في العهد العثماني.
وكان مبنى متحف آيا صوفيا في إسطنبول على مدار 916 عاماً كتدرائية، ولمدة 481 عاماً مسجداً، ومنذ عام 1935 أصبح متحفاً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
وقد غيَّر السلطان محمد الفاتح المبنى ليكون مسجداً، وأضاف إليه منارة، ثم أضيفت إليه منارة أخرى زمن السلطان بايزيد الثاني، إلى أن قام بتحويله كمال أتاتورك مؤسس تركيا العلمانية إلى متحف سنة 1934.