تعرف علي رأي مذيعة “CBS” في بن سلمان بعد حوارها معه
بعد ساعات من نشر شبكة سي بي إس نيوز الأميركية الحوار الحصري مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “32 عاماً” لمدة 60 دقيقة، ظهرت المذيعة التي التقت الأمير الشاب في فقرة خاصة على القناة نفسها تتحدث فيها عن انطباعها عن الأمير الشاب ف 60 دقيقة ليست قليلة!
المذيعة وهي نورا أودانيال “44 عاماً” أمضت 90 دقيقة تحاوره تجولت فيها داخل قصر عرقة بالعاصمة الرياض، والذي بحسبما أشارت فإنه يقضي معظم وقته فيه، القصر نفسه الذي تجول تحت جدرانه الفخمة وثرياته الكريستالية أهم زعماء العالم منهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قبل 3 أعوام.
“ما الذي عرفته عنه؟” ربما هو أول سؤال سيجول بخاطر أي شخص يرغب بطرحه على المذيعة الأميركية، تجيب بقولها “إنه جريء وذو رؤية” وتستدرك تلك العبارة “لكن قيل عنه أنه مدافع ومغامر”.
الحوار لم يكن عادياً، فقد فتح بن سلمان ملفات مهمة تقلب المملكة رأساً على عقب اجتماعياً وسياسياً ودينياً، ولكن الأهم من هذا كله بحسب أودانيال أنه “يمكن أن يغير ملامح الشرق الأوسط بأكمله”.
فينيسكا فيكا وغرام ميسيك منتجا البرنامج كانا قد التقيا ولي العهد قبل أكثر من عام، وأرياه قصصاً سابقة من البرنامج الذي قدم مئات القصص على مدار 50 عاماً الماضية.
ويبدو أن أكثر القصص التي لفتت الأمير الشاب وشجعته لخوض تجربة هذا الحوار هي الحلقة التي ظهر فيها الرئيس الأميركي رونالد ريغان، “لقد أحبه وفهمه” يقول أحد المنتجين.
“هل قال أي شيء يفاجئكم؟” يجيب المنتجان على ذلك السؤال “قال الكثير من الأشياء التي فاجأتنا”، فيبدو أن تصريحات بن سلمان عن المرأة السعودية عن عدم وجود نصوص شرعية تفرض على النساء ارتداء العباءة وغطاء الرأس الأسود، يبدو أنها صدمت المنتجين أيضاً!
يقول أحدهما “سماع قائد سعودي يتحدث عما يمكن للنساء ارتداؤه وما تقوله الشريعة الإسلامية وأن يعتبر أن للنساء حق اتخاذ القرار بين التغطية من عدمها”.
وحول ذلك كان بن سلمان قد قال خلال المقابلة التي نشرت مساء الأحد 18 مارس “القرار عائد بالكامل للنساء لتقرير أي نوع من الملابس المحتشمة ارتداؤها”.
وقد قال بن سلمان في هذه المقابلة التي نشرت قبل ساعات من توجهه إلى الولايات المتحدة الأميركية، إنه إذا عاش لخمسين عاماً فالمتوقع أن يحكم البلاد، وأضاف “ولن يُوقفني شيء إلا الموت”، متعهداً بالقضاء الكامل على “ما تبقى” من فكر جماعة الإخوان المسملين.
أهم ما ذكره في الحوار
وقال بن سلمان في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي إن بي إس نيوز الأميركية، نشرت قبل ساعات من سفره إلى أميركا، إن المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائياً” بحسب ما نقل موقع بي بي سي.
المقابلة التي نشرت مساء الأحد 18 مارس 2018، أكد فيها بن سلمان أنه لا توجد دولة في العالم تقبل تعرض نظامها التعليمي لـ”غزو من أي جماعة متطرفة”.
وشن بن سلمان هجوماً على ما يعرف بتيار “الصحوة، وقال إنه هيمن على البلاد منذ نحو 30 عاماً، مشيراً أيضاً إلى أن زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن أحدث شرخاً بين الشرق الأوسط والغرب.
وقال إن السعوديين قبل العام 1979، كانوا يعيشون حياة “رائعة وطبيعية”، مثل بقية دول الخليج، ضارباً أمثلة، بأن النساء كن يقدن السيارات، وكانت هناك دور للسينما.. لكن بعد عام 1979، كان هناك إسلام متشدد وغير متسامح في المملكة”، معتبراً أنه وأبناء جيله كانوا “ضحايا” لذلك الفكر.
وأضاف ولي العهد السعودي أن السلطات ستنشر في أسرع وقت ممكن معلومات عن المعتقلين ليدرك العالم ما تقوم به حكومة السعودية لمحاربة التطرف.
حملته للتغيير في المملكة
وتطرق ولي العهد السعودي للحديث عن التغييرات التي يقوم بها في المملكة، فقد أكد بن سلمان أنه لا توجد نصوص شرعية تفرض على النساء ارتداء العباءة وغطاء الرأس الأسود.
وفيما يتعلق بالمرأة وحقوقها في السعودية، أكد بن سلمان ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة قائلاً “جميعنا بشر ولا فرق بيننا”.
وأوضح بن سلمان أنه يعمل على إطلاق مبادرة ستبدأ في المستقبل القريب لتقديم تشريعات تضمن المساواة في الرواتب بين المرأة والرجل”.
يذكر أن السعودية قامت خلال السنة الماضية بحملة تغيير واسعة، فسمحت للنساء بأمور كانت محظورة عليهن لعقود، أبرزها السماح للمرأة بقيادة السيارات، الذي من المقرر أن يبدأ العمل به في يونيو/حزيران المقبل، علاوة على حضور النساء مباريات كرة القدم في الملاعب السعودية.
هاجم إيران
وعن إيران، أكد ولي العهد السعودي على أن بلاده ستطور قنبلة نووية إذا قامت إيران بذلك، واصفاً المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بأنه “هتلر جديد”، ومتهماً طهران بأنها تحمي عناصر تنظيم القاعدة.
وقلل بن سلمان من شأن إيران قائلاً: “إيران ليست منافسة لنا، فجيشها ليس ضمن أكبر 5 جيوش بالعالم الإسلامي، كما أن اقتصادنا أكبر من اقتصادها”.
وأضاف “قلت إن خامنئي هو هتلر الجديد لأنه يريد التوسع وينفذ مشروعه الخاص في الشرق الأوسط كما هتلر في زمنه”.
واتهم بن سلمان إيران بأنها “تحمي عناصر القاعدة وترفض تسليمهم للعدالة وتأوي الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة وهو نجل أسامة بن لادن”، مشيراً إلى أن أسامة بن لادن سعى لإحداث شرخ بين الشرق الأوسط والغرب، وبخاصة السعودية والولايات المتحدة.
قبل ساعات من لقائه ترامب
وتأتي هذه المقابلة قبل ساعات من لقاء بن سلمان بالرئيس الأميركي، حيث يتوقع أن يعمق الرئيس البالغ من العمر 71 عاماً العلاقة الدافئة أصلاً والودية مع ولي العهد النافذ (35 عاماً).
لكن من المتوقع أن يتطرقا كذلك إلى التطورات الرئيسية في السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي مثل رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة والاعتقالات غير المسبوقة التي طالت العشرات بينهم أمراء ووُصفت بأنها حملة تطهير عالية المستوى ضد الفساد إلى جانب انخراط الرياض عسكرياً في اليمن والأزمة مع قطر.
لكن بن سلمان مدرك لهذا الأمر، فدافع في المقابلة التي بثتها الشبكة الأميركية عن حملة التطهير هذه، وقال “ما فعلناه كان ضرورياً للغاية. كل شيء تم وفقاً للقوانين المطبقة”.
ووفقاً لولي العهد، فإنّ هذه الحملة سمحت بـ”استرداد أكثر من 100 مليار دولار”، مشدداً على أن “الهدف منها ليس المال، وإنما معاقبة الفاسدين الذين انخرطوا في صفقات فاسدة وإرسال إشارة واضحة بأن كل من يختار الفساد سيُحاسب”.