تعرف علي جزيرة القيامة من أغرب جزر العالم
في جزيرة منعزلة بالمحيط الهادئ، قبالة السواحل التشيلية، لا يسكنها سوى عدد قليل من السكان، تنتصب تماثيل غريبة منذ آلاف السنين. اسمها جزيرة القيامة أو الفصح، وأكثر ما يميزها إلى جانب التماثيل، شكلها المثلثي.
نصطحبكم في جولة في هذا التقرير لزيارة جزيرة القيامة المنعزلة، واستكشاف سبب اعتبارها من أغرب الجزر في العالم.
في الرابط التالي تجد موقعها على خرائط جوجل، ولو وسعت إطار الصورة قليلاً، لن تتمكن من رؤيتها لصغر حجمها.
جزيرة القيامة من أغرب جزر العالم
هي إحدى الجزر النائية والمنعزلة في العالم، تقع في الجهة الجنوبية من المحيط الهادي، وتتبع لدولة تشيلي في قارة أمريكا الجنوبية.
تبعد عن برّها مسافة تقارب 3600 كم غرباً، وهي محافظةٌ تضم بلدية واحدة، تتبع لمنطقة فالبارايسو.
وتبلغ مساحة جزيرة الفصح حوالي 163.6كم²، أما عن عدد سكانها بحسب آخر إحصائيةٍ متوفرةٍ لعام 2002، فهو 3.791 نسمة، أغلبهم يقطن العاصمة هانجا روا.
أما التماثيل الموجودة في جزيرة القيامة، فهي عبارة عن نموذج بشري محدد.
ويقول علماء الآثار إنه تمّ تصنيع تلك التماثيل من خلال الرماد البركاني بعد كبسه وضغطه، ومن ثم تسويته.
ما سبب اختيار هذا الاسم؟
يعود السبب في تسمية جزيرة القيامة بهذا الاسم لقيام المستكشف الهولندي باكتشافها في اليوم الموافق لعيد الفصح المجيد أو القيامة.
كما أنها تعرف أيضاً باسم جزيرة عيد الفصح.
المجهولون.. سكان جزيرة القيامة المنعزلة
توالت الأبحاث عن الجزيرة الغامضة، ففي عام 1914 زار الجزيرة فريق بحث بريطاني، ثم تبعه فريق بحث فرنسي عام 1934.
وأظهرت الدراسات أنَّ الجزيرة كانت مليئة بالسكان من شعب غير محدد ومعروف من العصر الحجري الأخير أي قبل الميلاد، وقد قاموا في القرن الأول بصنع هذه التماثيل الكبيرة والضخمة.
ولكن كارثة كبيرة حلت بالجزيرة عام 1680، ورحل الجميع عنها، ثم بعد فترة جاءت شعوب أخرى إلى الجزيرة وهم من جزر ماركيز الفرنسية واستقرّوا فيها، وهم الآن سكانها الحاليون، وفق National Geographic.
وهناك نظرية أخرى تقول إنَّ وراء صنع تماثيل جزيرة القيامة كائنات فضائية قدمت من الفضاء الخارجي، حيث إنَّ تلك الكائنات لم تستطع العودة إلى كوكبها الأصلي، فقامت بنحت تلك التماثيل حتى تستطيع ملء فراغها.
ويفسر أصحاب تلك النظرية صحّة أقوالهم، بأنّ الدقة في أماكن وجود تلك التماثيل الغريبة تمثل رموزاً فلكية معقّدة، ويظهر بذلك تعامدها مع أشعة الشمس.
حتى الرسومات والمنحوتات الصخرية والخشبية تغطّيها رموز معقّدة ومبهمة، تمثل أنّه بالفعل كانت توجد حضارة ذكية اختفت بشكل غامض.
وماذا عن التماثيل الصخرية الغريبة؟
تضم جزيرة القيامة أو الفصح مئات التماثيل على شكل وجه إنسان، وجذعه؛ أي من الرقبة حتى أسفل البطن، وبعضها له غطاء دائري حول الرأس، وبعضها الآخر له أذرع.
يبلغ وزن كل تمثال 50 طناً، وطول كل تمثال 32م، وبعضها يرتفع إلى 12 متراً.
تتكون تلك المنحوتات العجيبة من الرماد البركاني المضغوط، وبعضها من البازلت، وحتى الآن لم يتمكن أحد من العلماء والباحثين في التاريخ، من التوصل إلى حقيقة هذه التماثيل، وقصة انتشارها على الساحل التشيلي في جزيرة القيامة.
ويرى البعض أن صنع هذه التماثيل تم من باب تعظيم شأن أسلاف تلك الشعوب التي سكنت الجزيرة قبل قرابة 2500 ق.م.
ورغم بساطة الأدوات المُستخدمة في النحت في ذلك الوقت، التي لا تتعدى أن تكون معاول يدويةً حجريةً، فإن دقة نحت تلك التماثيل التي يتجاوز عددها 800 تمثال، تُشير إلى براعةٍ عاليةٍ في النحت، وصلابةٍ في العمل، فمعظم التماثيل ذات أوزان ثقيلة.
ويطلق السكان الحاليون للجزيرة على التماثيل اسم «مواي»، ولشدة غرابة هذه المنحوتات، تُعرف الجزيرة بأنها من الجزر الأغرب في العالم.
متى اكتشفت الجزيرة أول مرة؟
في العام 1862 وصلت سفن تجّار العبيد إلى الجزيرة، واختطفوا حوالي 1400 شخص من الجزيرة، وأحضروهم إلى مدينة بيرو ليعملوا في المزارع، لكن مات 1300 شخص منهم، وبقي 100 شخص.
ثم أعادوا الأحياء منهم إلى جزيرتهم في عام 1863، وأثناء الرحلة مات أيضاً منهم 85 شخصاً.
أما الذين نجوا من الموت، فقد عادوا إلى وطنهم، ثم انتشرت العديد من الأمراض في الجزيرة منها الجدري، فتسببت في موت الكثيرين.
وفي أوائل السبعينات من القرن التاسع عشر، غادر الكثيرون من سكان جزيرة إيستر آيلاند موطنهم، وبقي حوالي 110 أشخاص في الجزيرة، وذلك في عام 1877.
ومنذ ذلك الحين بدأ عدد السكان الأصليين في الازدياد، وفي العام 1996 تم اختيارجزيرة القيامة موقعاً من التراث العالمي، ولكنها مازالت حتى الآن تحت البحث والاكتشاف من قبل العلماء حول تلك التماثيل الغريبة والمدهشة.
هل يمكن زيارتها؟
يمكن الوصول إلى الجزيرة عبر رحلات جوية طويلة من تشيلي وتاهيتي ورابا نوي.
تعد الشهور الأنسب لزيارتها من يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار.
توفر الجزيرة دراجات هوائية ونارية وسيارات للتجول في سهولها وجبالها.
وتوفر مواقع جميلة لمحبي الغطس والتزلج على الماء، أو لمن يود مجرد الاسترخاء على شاطئ بعيد جداً.