تعرف علي تفاصيل مباحثات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان
سلطت صحيفة “المونستور” الأمريكية الضوء علي تفاصيل قضية سد النهضة بين مصر وإثيوبيا واخر كواليس المحادثات بين الدول الثلاث، وارسال أثيوبيا خطة أحادية لملء سد النهضة دون استشارة القاهرة.
دعوة السودان
وكان سفير السودان عبد المحمود عبد الحليم وجة دعوة للحكومة المصرية لعقد اجتماع ثلاثي خلال الفترة من 4 إلي 5 أبريل مع إثيوبيا لمناقشة ملء سد النهضة، ووجهت الدعوة لوزراء الخارجية والري ولمسؤولي الأمن والاستخبارات.
خطة إحادية من إثيوبيا
وأشارت الصحيفة إلي ان الحكومة الإثيوبية سلمت مصر والسودان في منتصف فبراير خطتها الأحادية لمؤ خزان سد النهضة وسط المحادثات المتوقفة مع مصر والسودان وحتي الآن الخلافات عرقلة الدراسات حول تاثير السد وفشلت الدول الثلاث في التوصل لاتفاق حول القضايا المتعلقة بملء السد.
وقال جديون أسفاو رئيس الفريق الإثيوبي في الجنة الوطنية الثلاثية لـ”مونيتور”: لقد أرسلنا الخطة لملء السد في رسالة رسمية من وزير المياة الإثيوبي إلي مصر ولن نتوقف عن تقديم المعلومات والكشف عن خطتنا، وطلبنا عقد اجتماع لفنيين لإيجاد أفضل الحلول حتي لا نتسبب في أضرار جسيمة.
وقف المحادثات
واوضحت الصحيفة إن مصر والسودان وإثيوبيا أوقفوا المحادثات الفنية في نوفمبر 2017 بعد الإخفاق في التوصل لأتفاق بشأن التقرير المبدئي لتقييم الآثار الهيدرولوجية والبيئية والاقتصادية لمشروع بناء السد وتأثيره علي دول المصب.
ولفتت الصحيفة إلي ان السودان وإثيوبيا رفضا تقييم اثار السد المقترح من استشاريين ودعا إلي إدخال تعديلات حددها التقرير من موقع السد في إثيوبيا إلي دلتا النيل في البحر الأبيض المتوسط في مصر ، لكن السودان وإثيوبيا يرغبان في أن تمتد التقييمات من نهر السد إلى سد أسوان العالي، وتعترض مصر اي تعديلات وتشير الدراسات المصرية إلي ان السد سيكون له اثار سلبية علي الدلتا يتسبب في ملوحة التربة وتطلب مصر تقييم اوسع للمنطقة.
الخلافات
وحول الاختلافات التي أوقفت المحادثات الفنية ، قال أسفاو “كان على خبراء الشركات الوطنية التعليق على التقرير الاستهلالي ، لكن مصر ، التي لم تدل بأي تعليق ، رفضت تصريحات إثيوبيا والسودان، وأكدنا على ضرورة التزام المستشارين بالعقود المبرمة في سبتمبر 2016، واقترحنا العديد من سيناريوهات التعبئة وفق حالة الفيضان أو الجفاف على طول النهر ، مع مراعاة مخاوف مصر والسودان وإثيوبيا”.
وتابع أسفاو قائلاً: “إن قضايا مثل تأثير السد على ملوحة التربة في دلتا النيل في مصر لا يتم تضمينها في أنظمة تقييم الأثر العابر للحدود المتفق عليها في العقود الموقعة مع الاستشاريين، ومع ذلك هناك نقاط أخرى تم الاتفاق عليها ، مثل التأثير على الزراعة والأراضي المروية بمياه النيل في دول المصب.
التزام مصر بمباديء نهر النيل
وتأكيدًا لموقف مصر من خطة إثيوبيا لملء الخزان ، قال مسؤول حكومي مصري طلب عدم ذكر اسمه ومطلع على شؤون حوض النيل لـ “المونيتور”: “مازالت مصر ملتزمة بإعلان المبادئ لنهر النيل، وهي الوثيقة الرسمية الوحيدة التي تحكم علاقة مصر مع إثيوبيا حول هذه القضية “.
وأضافت الصحيفة ان المبدأ الخامس من الإعلان الموقع في مارس 2015 أن البلدان الثلاثة بروح التعاون ستستخدم النتائج النهائية لدراسات مشتركة وستجري وفقا لتوصيات الاتفاق علي تقرير فريق الخبراء الدولي المتفق عليه.
وقال المسؤول المصري “لن يكون هناك رد رسمي على الخطة الاثيوبية في الوقت الحالي، وينبغي أن يتقدم اجتماع وزراء الخارجية ووزراء الرى ومديري المخابرات إلى الدراسات التي تراها القاهرة أنها الطريقة الوحيدة لإثبات تأثير السد بطريقة محايدة”.
إثيوبيا تقوض القواعد والمباديء المتفق عليها
راوية توفيق ، أستاذة مساعدة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وباحثة في معهد التنمية الألماني ، قالت لموقع “المونيتور”: “إن الخطوة الأحادية من جانب إثيوبيا تقوض إعلان المبادئ والمسار المحدد لوضع القواعد، موضحة أنه يجب مناقشة الاتفاق على قواعد التعبئة والتشغيل بشكل مشترك، مؤكدة أنه لا يمكن تقديم خطة التعبئة من قبل طرف واح.
وأضافت راوية توفيق أن رسالة إثيوبيا قد تعني أنها لا تنوي التعويض، وفي خطتها للتعبئة لم توضح ما إذا كانت إثيوبيا ستعالج اي ضرر يلحق بالدولتين خلال فترات ملء وتشغيل السد.
خطة تشغيل
قال خالد أبو زيد ، مدير برنامج الموارد المائية في المجلس العربي للمياه في القاهرة ، لموقع “المونيتور”: “بالتوازي مع خطة التعبئة الإثيوبية ، يجب الكشف عن خطة التشغيل من أجل فحص التأثيرات ملء السد وسيناريوهات التشغيل، ويجب الاعتماد على نتائج الدراسات الفنية المذكورة عند الموافقة على قواعد التشغيل”.
وأضاف أبو زيد: لقد أثيرت أسئلة حول المستويات التشغيلية لسد النهضة ، والتي يعتمد عليها التبخر والخسائر وحجم التسريب، وسيتسبب سد النهضة إلي قدر كبير من التبخر والتسرب للمياة وسيكون له تاثير تراكمي مما يقلل الكياة في بحيرة ناصر في مصر التي تعتكد عليها مصر لتلبية احتياجاتها في أوقات الجفاف وانخفاض معدلات الفيضانات.
جهود مصرية لأتفاق مشترك
ونوهت الصحيفة إلي ان مصر تضغط من اجل التوصل لاتفاق مشترك مع أثيوبيا لملء السد حتي لا يؤثر علي مياة النيل ولكن إثيوبيا بإبلاغها بخطة ملء خزانها تبدو وكانها أخذت خطوة للأمام، وتؤكد على نحو مطرد عدم وجود عوائق أمام إطلاق عملية التعبئة.
وقال وزير المياه والطاقة الأثيوبي سيليشي بيكيلي في مؤتمر صحفي في 21 فبراير: “إن البناء في الموقع وملء الخزان يمثلان عملية متكاملة ولن تتوقف”.