تعرف علي تاريخ استخدام السلاح الكيماوي في سوريا وموقف المجتمع الدولي من الأسد
أثار استخدام الأسلحة الكيميائية من جديد في سوريا الجدل والغضب العالمي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وحلفائه روسيا وإيران، ونددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الأوروبية لاستخدام السلاح الكيماوي في الدوما مؤخراً والبعض هدد بخيار التدخل العسكري والأمر مطروح علي الطاولة للمناقشة.
أول هجوم كيماوي في 20 أغسطس 2012
وفي ضوء الأحداث للصراع السوري، استعرضت صحيفة “حريت ديلي نيوز” التركية عمليات الهجوم الكيميائية في سوريا التي بدأت منذ العام الثاني في الصراع السوري، وكان أول هجوم كيماوي في 20 أغسطس 2012.
تهديد اوباما بالخط الأحمر
وأشارت الصحيفة إلي تحذير الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في اول هجوم كيميائي من الرئيس بشار الأسد ضد المتمردين السوريين، وقال “لقد كنا واضحين جدا أمام النظام السوري، والأطراف الأخري الموجودة في سوريا، ان استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب خط احمر، وسنتحرك ضد من استخدامها”.
انتخاب مرسي في مصر
واوضحت الصحيفة أن بعد 40 يوماً من تصريح أوباما حول سوريا، انتخب محمد مرسي رئيساً لمصر بدعم من جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن تنظيم داعش ظهر في العراق، وكان المتمردين السوريين في الغالب من المقاتلين الذين يميلون إلي الإخوان بدعم من تحالف بعض الدول مثل تركيا والسعوديى وقطر والولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه بدأ جبهة النصرة وهي فرع لتنزيم القاعدة في الظهور في سوريا.
تجاهل الأسد لتحذيرات الأمريكية
ولم يهتم الأسد بتحذير أوباما وتهديده بالخط الأحمر ولقي الدعم الكامل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأيضا الدعم الكامل من المرشد الأعلي الأيراني علي خامنئي، ونتيجة ذلك زادت تقارير استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد مناطق المتمردين.
وبعد مرور أشهر، وفي 20 مارس 2013 عقد مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوباما، وقال أوباما “أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا سيكون مغيراً للعبة”.
ضعف الإخوان وتقوية النصرة وداعش في سوريا
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في 4 يونيو 2013 “ليس لدينا ادني شك في ان النظام السوري استخدم غاز السارين”وكان ذلك قبل أشهر من إسقاط مرسي من الحكم في مصر مما ساعد علي انهيار شبكة الإخوان المسلمين في سوريا وفي المقابل قوية النصرة وداعش الذي ظهر في وقت مبكر من عام 2013″.
هجوم كيماوي يقتل الف سوري في الغوطة
وكان أكبر هجوم كيماوي في 21 أغسطس في الغوطة التي تبعد 15 كم من العاصمة دمشق، قتل حوالي ألف شخص وكان معظمهم من المقاتلين، وتصاعدت الضغوط الداخلية والدولية علي أوباما واشار الكثيرون إلي تحذيره بالخط الأحمر ومن بينهم الرئيس التركي رجب طيب أرودغان الذي كان رئيساً للوزراء في ذلك الوقت.
وفي 4 سبتمبر عام 2013 عندما سئل أوباما في مؤتمر صحفي في ستوكهولم ، قال” لم أضع خط احمر، ووضع العالم خطا أحمر”، والآن بعد حوالي 5 سنوات في 6 أبريل 2018 شهدت الغوطة هجوم كيماوي جديد بالغاز الذي أودي بحياة حوالي 60 شخصاً.
نصف مليون ضحايا الصراع السوري
وأضافت الصحيفة أن مراقبو حقوق الإنسان يقدرون ضحايا الصراع السوري حوالي نصف مليون شخص قتلوا، بجانب هروب الملايين من البلاد، ويوجد حوالي 3 ملايين سوري في تركيا والعديد من السوريين متواجدين أيضاً في لبنان والأردن وبعض الدول الغربية، بجانب تشريد الملايين داخل سوريا، وتدمير مئات المدن.
ماذا سيفعل ترامب أمام روسيا في سوريا
ولفتت الصحيفة إلي استبدال أوباما كرئيس للولايات المتحدة بدونالد ترامب، ورد وزير دفاعه جيمس ماتيس علي تقرير استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بإن جميع الخيارات مطروحة علي الطاولة فيما يتعلق بالعمل ضد نظام الأسد.
وعلق ترامب، قائلاً “إنه سيقرر قريباً طبيعة الإجراء الذي ستقوم به الولايات المتحدة ردا على ما يشتبه في أنه هجوم كيمائي على دوما بسوريا”.
وأضاف ترامب إنه يبحث الأمر مع القادة العسكريين وسيقرر من المسؤول عن الهجوم، سواء كانت الحكومة السورية أو روسيا أو إيران او جميعهم .
وقد تصاعدت حدة الادانة الدولية لما حدث في دوما، إذ حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، من أن واشنطن سترد على ذلك الهجوم الذي تقول إن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل المسؤولية عنه، سواء تصرف مجلس الأمن أم لا.
أما السفير الفرنسي لدى المنظمة الدولية فقد قال إن الغاز السام استخدم عمدا.
الموقف الروسي
وفي الوقت نفسه استنكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التقارير المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية كمؤامرة، وأكد السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، في جلسة طارئة عاصفة لمجلس الأمن أن المعارضة السورية هي من نفذت الهجوم .
هيئة الرقابة الدولية
كما دعا أعضاء الهيئة الدولية للرقابة على الأسلحة الكيميائية إلى زيارة سوريا للتحقيق بشأن المزاعم حول هجوم كيميائي في بلدة دوما في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق.
وفي رده على الهجوم المشتبه بأنه هجوم كيماوي، أدان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، الدول الكبرى في العالم ومجلس الأمن نفسه، قائلا إن الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا الآن وفي الماضي كان مجرد كذبة جماعية وفشل ذريع.
واشنطن لا يمكنها مواجهة موسكو في سوريا
وتر الصحيفة انه من الصعب التفائل من أن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة روسيا في سوريا لوقف هذه المأساة وعدم تكرارها مرة أخري.