تعرف علي “اتفاق 1938” الذي حذر منه بن سلمان
“لا ينبغي لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا ولا يجب تكرار اتفاق عام 1938 الذي تسبب بحرب عالمية”، تحذير أطلقه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ليسلط الضوء مرة أخرى على الخطر الذي يتهدد المنطقة والعالم بسبب أجندة إيران التوسعية التي ساهم الاتفاق النووي في تصاعدها.
ويبدو أنه حين أبرمت القوى الكبرى الاتفاق النووي مع إيران، لم تحسن قراءة التاريخ، فسقطت في الشرك الذي نصبه الزعيم النازي أدولف هتلر قبل أكثر من نصف قرن، حين نجح في الفوز بـ”معاهدة ميونخ”، التي سمحت له بالتوسع أوروبيا لتندلع على أثرها الحرب العالمية الثانية.
فمعاهدة ميونخ أبرمت في 30 سبتمبر 1938 بين ألمانيا النازية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وافقت فيها هذه الدول على إشباع أطماع هتلر التوسعية في أوروبا بعد أن تذرع بحماية الألمان في المناطق الحدودية الفاصلة بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا، الأمر الذي سمح له لاحقا باجتياح هذا البلد ودول أوروبية أخرى.
واعتبر مؤرخون أن معاهدة ميونخ كانت محاولة ضعيفة من دول كبرى لاسترضاء هتلر ومنعه من التوسع وتجنب الحرب، إلا أنها كانت، في الواقع، البوابة التي سمحت لألمانيا العبور إلى أوروبا وإدخال العالم بعدها في دوامة حرب أسفرت عن وقوع ملايين الضحايا، ما دفع البعض إلى تسميتها “بخيانة ميونخ”.
ونصت الاتفاقية على قبول بريطانيا وفرنسا طلب ألمانيا بضم منطقة سوديتنلاند في تشيكوسلوفاكيا التي كان يقطنها 800 ألف تشيكي و 2,800,000 شخص من أصل ألماني، وتضم أغلب المراكز الصناعية والاتصالات والمراكز العسكرية والدفاعات الطبيعية الحيوية.
وتضمنت المعاهدة وعدا من ألمانيا النازية بإنهاء توسعاتها العدوانية، واعتبرتها بريطانيا وفرنسا محاولة لتجنب الحرب، ولكن هتلر سارع إلى نقض الاتفاقية، وانطلق بعد اجتياح تشيكوسلوفاكيا إلى احتلال بولندا، لتندلع على أثر ذلك الحرب العالمية الثانية عام 1939 إي بعد عام واحد على توقيع “خيانة ميونخ”.
وباتت هذه الاتفاقية نموذجا لسياسة الاسترضاء والتنازل، التي ستزيد حتما من الأطماع التوسعية للأنظمة الشمولية التي تعتبر أي تهاون من قبل المجتمع الدولي بمثابة الضوء الأخضر للإمعان في الأنشطة الخبيثة والتوسع ونشر الفوضى في دول الجوار.