على الرغم من تعثر قدوم الصيف في بريطانيا هذا العام، إلا أن مضمار أسكوت العريق في ضاحية بركشاير Berkshire شهد انطلاقة مهرجان رويال أسكوت Royal Ascot الملكي السنوي لسباق الخيول في احتفالية تمتد إلى خمسة أيام متتالية. وقد بدأت في 18 يونيو/حزيران الحالي وتستمر لغاية 22 منه. ومنذ عام 1711 وحتى اليوم يستقطب المهرجان أكثر من ثلاثمئة ألف من مربي الخيول وعشاق سباقاتها.
ولكن دعونا نذهب بعيداً عن الخيول وفوزها وخساراتها، لنلقي نظرة على الحدائق الخلفية للمهرجان، حيث التجمع الأرستقراطي الذي يجمع أفراداً من العائلة المالكة البريطانية، ونخبة من أهم مشاهير العالم ممن ينتمون إلى طبقة الأثرياء، ومن أهل الفن والرياضة والإعلام، حيث يُشاركون في هذا الحدث الكبير.
ولعاشقات الموضة يبقى هذا المهرجان ميدانا مفتوحا لسباقٍ من نوع آخر، وفرصة لاستعراض دواليب الملابس وما تحويه من ثياب وإكسسوارات، وبالطبع سوف لا ننسى القبعات التي هي شرط أساسي لدخول المهرجان، بحيث يُمنع على المرأة التي لا تلبس القبعة المشارَكة. ومثل كل عام، يقف الضيوف بكامل أناقتهم في انتظار العربة الملكية التي تقل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، تتبعها مجموعة من أفراد العائلة المالكة، فيكون هذا الوصول إيذاناً ببدء الاحتفال.
في مهرجان رويال أسكوت Royal Ascot الملكي، تتألق النجمات بأبهى الإطلالات، وتطلق الصحافة البريطانية على اليوم الثالث من أيام المهرجان، يوم السيدات او يوم القبعات. وهنا يطلق المصممون العنان لمخيلتهم، عند تصميم القبعات لإضافة لمسات جريئة تقترب أحياناً من الإبداع الجميل. وفي لقطات أخرى، تُعَبر عن هوس الجنون والابتكار بلا حدود، لجذب الانتباه وعدسات الكاميرات، التي تزدحم وتتنافس في سباق محموم داخل الـ”رويال أسكوت” للفوز بلقطة مميزة لتتصدرعناوين الصحف البريطانية والعالمية ومجلات الموضة ومواقع التواصل الاجتماعي. وهنا تزداد المهمة صعوبة على المدعوين، فيتحول المهرجان إلى مسرح لعرض الأزياء والتنافس في الأناقة بين الحاضرات.
أما الأزياء فعلى المشاركين في مهرجان رويال أسكوت التقيد والالتزام بها. فعلى الرجال ارتداء بدلات داكنة اللون أو باللون الرمادي. وعلى السيدات أن يلتزمن بشروط أكثر صرامة، إذ لا يجوز أن ترتفع تنورة السيدة أو فستانها عن الركبة، ولا يُسمح لها بارتداء سروال من قماش الجينز،. كما يمنع أيضاً ارتداء الملابس المكشوفة عند منطقة الظهر أو البطن أو الكتفين. أما الرأس فلا بد أن يكون مغطى بقبعة، مع الاحتفاظ بحرية اختيار لون وشكل وحجم القبعة حسب ذوق كل سيدة.
وإيذانًا ببدء المهرجان هذا العام، وصلت الملكة اليزابيث الثانية بالعربة الملكية التي تجرها الخيول، يرافقها الأمير أندرو، رغم أنه تهرب من الكاميرات لكننا رصدنا وجوده إلى جانبها. ومن المعروف أن رويال أسكوت، هو من بين الاحتفالات الأحب على قلب الملكة، وقد وبدت متألقة بمعطفٍ صيفي باللون الأزرق المضيء، واعتمرت قبعة كلاسيكية من اللون نفسه، تزينها الزهور الملونة، وارتدت قفازين من اللون الأبيض، وأقراطا من اللؤلؤ الناعم.
أما الدوقة كيت ميدلتون فقد خطفت الأنظار بقميصٍ باللون الأزرق الفاتح من الشيفون والدانتيل، نسقته مع تنورة متوسطة الطول باللون ذاته، من تصميم المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب Elie Saab. ونسقت إطلالتها مع حقيبة فضية صممها صعب خصيصاً لهذه المناسبة. كما اختارت حذاء باللون الفضي بكعبٍ عالٍ من تصميم جيانفيتو روسي Gianvito Rossi، واختارت أقراط الماس مع حبات التوباز الكريمة من كيكي ماكدونو Kiki McDonough. أما قبعتها الزرقاء فحملت توقيع فيليب ترايسي Philip Treacy.
وقد ظهرت الأميرة آن بقبعة من الريش وارتدت فستاناً باللون الذهبي كان قد سبق وارتدته في ذكرى الزواج الماسي لوالدتها الملكة اليزابيت الثانية عام 2007.
رغم أن اللون الأزرق كان حاضراً بقوة على أغلبية إطلالات أزياء العائلة المالكة في هذا المهرجان، إلا أن دوقة ويسيكس صوفي ريس جونز، فضلت ثوبًا ورديًا شاحبًا طُبِعَ بطبعات من الزهورالملونة، واعتمرت قبعة بسيطة لتتماشى مع الفستان الناعم الذي اختارته. ويصادف اليوم ذكرى زواجها العشرين من الأمير إدوارد وما علينا إلا ان نتمنى لهما المزيد من التوفيق في حياتهما المستقبلية.
ومن الإطلالات المبهرة في المهرجان أيضاً، كانت اطلالة دوقة كورنوول كاميلا زوجة الأمير تشارلز، التي ظهرت معتمرة قبعة باللون الزهري الباهت نسقتها مع فستان ومعطف صيفي من اللون نفسه وزينت عنقها بعقد من اللؤلؤ العاجي وقرطين من اللون نفسه.
أما الأميرة بياتريس فقد جذبت الأنظار بفستان من اللون الأزرق الباهت من تصميم ماجي مع قبعة من اللون الأزرق الباهت.
وحضرت الأميرة أوجيني بفستان من اللون الأزرق الفاتح واعتمرت قبعة باللون الأصفر.
أما “زارا تندال” حفيدة الملكة اليزابيث الثانية، فقد ظهرت بفستان مطبع بطبعات الزهور، مع حقيبة كلاتش ناعمة، واعتمرت قبعة باللون الأزرق تزينها الورود.
وعلى الرغم من الحضور اللافت هذا العام لآخر صيحات القبعات والأزياء والألوان التي زينت منصات مهرجان ال رويال أسكوت إلا ان أناقة ملكة هولندا ماكسيما كانت لافتة جداً وكان حضورها مميزاً، وقد ارتدت للمناسبة فستاناً باللون البني الفاتح مع تموجات باللون الأبيض واعتمرت قبعة تزينت بالورود. وباستطاعتنا القول بأن ملكة هولندا سرقت الأضواء وحولت المهرجان إلى عرض أزياء حقيقي، اتاح للطبقة المخملية فرصة الإعلان عن نفسها ومنحها وقتاً للمرح والصخب والتسلية.
