تعرف علي أسباب فرط التعرُّق
عادةً ما يُعاني الناس من العرق بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة أو القيام بمجهودٍ زائد يؤدي إلى التعرّق. كل هذا طبيعي ولا توجد به مُشكلة، لكن ماذا إذا كُنت تُعاني من فرط التعرّق بشكل يسبِّب لك الحرج، ويعوقك عن أداء مهامك و أنشطتك اليومية بشكل طبيعي؟
في هذا التقرير ستتعرّف على أسباب فرط التعرّق وكيف يمكنك التعامل معه.
في البداية.. ما هو فرط التعرق؟
يُمكننا بداية تعريف التعرُّق بأنَّه الآلية التي يتّبعها الجسم للتبريد الذاتي، فالجهاز العصبي يثير تلقائياً غدد العرق عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، ويحدث التعرُّق طبيعياً وخاصةً في راحة اليد عندما يكون الشخص منفعلاً.
أمّا فرط التعرق فهو حالة من التعرُّق الزائد، خلال هذه الحالة يمكن أن يؤثر التعرُّق على منطقة واحدة محددة في الجسم أو في الجسم كله. على الرغم من أنها ليست حالة مُهدِّدة للحياة، فإنها قد تكون غير مريحة وتتسبب في الإحراج والأذى النفسي.
يبدأ عادةً فرط التعرُّق خلال فترة المراهقة، والأعضاء الأكثر شيوعاً التي تتأثر بفرط التعرق هي القدمان واليدان والفخذ والإبطان بسبب التركيز العالي للغدد العرقية بها نسبياً.
من أعراض فرط التعرُّق ابتلال اليدين أو القدمين بالعرق. وفرط التعرق يكون عادةً دائماً ومُتكرراً ولا يعتمد على سببٍ مُحدد. ومن أعراضه بالطبع ظهور الملابس في بعض المناطق مُبتلة بسبب العرق الزائد وخاصةً تحت الإبطين، قد تحدث نوبة التعرق مرة أسبوعياً وخاصةً أثناء ساعات الاستيقاظ.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق أيضاً من مشاكل جلدية مثل التهيُّج والالتهابات الفطرية أو البكتيرية، والقلق بشأن وجود ملابس ملطّخة، كما يسبب الإحجام عن الاتصال الجسدي والرغبة في الابتعاد مسافة كبيرة عن الآخرين لتجنُّب الحرج، ما يؤدي للانسحاب الاجتماعي الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الاكتئاب.
لماذا يحدث فرط التعرق؟
للإجابة عن هذا السؤال، علينا في البداية التفريق بين نوعين من فرط التعرّق:
1- فرط التعرُّق الرئيسي
وهو الشكل الأكثر شيوعاً من فرط التعرق، وفي هذا النوع، تصبح الأعصاب المسؤولة عن إرسال الإشارات إلى غدد العرق ذات نشاطٍ مفرط، حتى لو لم تتعرض للإثارة بسبب النشاط البدني أو ارتفاع درجة الحرارة.
مع الضغط أو الانفعال، تتفاقم المشكلة أكثر، ويؤثر هذا النوع عادةً على راحة اليد وباطن القدمين وأحياناً الوجه.
ولا يوجد سبب طبي لهذا النوع من فرط التعرق، وإن كان الخبراء يُرجعونه إلى عوامل وراثية.
2- فرط التعرق الثانوي
يحدث هذا النوع عندما يكون العرق الزائد للغاية ناتجاً عن حالة طبية، وهو النوع الأقل انتشاراً، وعندما يحدث يُصبح من المُرجح أن يحدث فرط التعرق في كل الجسم، وتتضمن الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا النوع من فرط التعرق، ما يلي:
إصابة الحبل الشوكي، والقلق، وداء السكري، والنوبات القلبية، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والسمنة، والحمل، وبعض أنواع السرطان، وبعض الالتهابات مثل فيروس نقص المناعة البشرية، وبعض مضادات الاكتئاب.
كيف يمكن تشخيص فرط التعرق؟
في البداية لتشخيص فرط التعرق، قد يحاول الطبيب استبعاد أي حالات مرضِيَّة، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو انخفاض نسبة السكر في الدم عن طريق طلب اختبارات الدم والبول.
سيتم سؤال المريض عن أنماط التعرق، وأي أجزاء من الجسم تكون أكثر تأثراً، وعدد مرات حدوث التعرق، وما إذا كان التعرق يحدث أثناء النوم، وهناك بعض الفحوص المتوفِّرة لتحديد مناطق التعرق وتقدير مدى شدّة الحالة.
كيفية علاج فرط التعرق
إذا كانت هناك حالة طبية كامنة تُسبِّب حدوث فرط التعرّق فسيتم التعامل مع هذه الحالة أولاً، وإذا لم يُحدد سبب واضح، فسيركز العلاج على السيطرة على التعرُّق المفرط.
قد تستخدم مجموعة من العلاجات في بعض الأحيان، مثل الكريمات ومضادات التعرق المصروفة بوصفة طبية، كما يمكن الاستعانة بأدوية حجب العصب وهي أدوية فموية تحجب المواد الكيميائية التي تسمح لبعض الأعصاب أن تتواصل بعضها ببعض، يمكن لهذا أن يقلل التعرق في بعض الأفراد، ولكن بالطبع لا تؤخذ هذه العلاجات إلا بعد زيارة الطبيب.
وقد تحتاج إلى تكرار العلاج حتّى بعد تحسُّن الحالة، ويمكن أيضاً التدخل الجراحي لعلاج الحالة الذي قد يتضمّن إزالة الغدة العرقية إذا كُنت تُعاني من التعرق في منطقة الإبطين.
كما يوجد بعض التعديلات التي يمكن إدخالها على النشاط اليومي ونمط الحياة والتي قد تساعد في تحسُّن الحالة، ومنها:
مضادات التعرُّق: خاصة المُضادات التي تحتوي على المكونات المعتمدة على الألومنيوم التي تعمل على سدّ مسام العرق بشكل مؤقت، وذلك يُقلل من كمية العرق التي تصل إلى الجلد.
الاستحمام يومياً: يساعد الاستحمام بانتظام على إبقاء عدد البكتيريا الموجود على الجلد تحت السيطرة، لكن يجب تجفيف نفسك جيداً، خاصة بين أصابع القدم وتحت الإبطين.
اختيار الأحذية والجوارب والملابس المصنوعة من مواد طبيعية: يمكن أن تساعد الأحذية المصنوعة من المواد الطبيعية، مثل الجلد، على منع تعرق القدمين عن طريق السماح بتهوية القدمين.
كذلك فإن الملابس المصنوعة من الألياف الاصطناعية، مثل النايلون، قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، في هذه الحالة تكون الملابس الفضفاضة هي الحل الأفضل، أيضاً بعض الجوارب تكون أفضل من غيرها في امتصاص الرطوبة، مثل الجوارب السميكة والناعمة المصنوعة من الألياف الطبيعية.
تهوية القدمين: امشِ حافي القدمين كلما استطعت ذلك، أو اخلع حذاءك بين الحين والآخر.