تعرف على سلس البول وأسبابه وعلاجه
يُعرّف سلس البول على أنه فقدان البول اللاإرادي، وهي مشكلة غالباً ما تُسبب الإحراج للكثيرين، وعلى الرغم من أن سلس البول مشكلة شائعة جداً، إلا أنه لا ينبغي اعتبارها «طبيعية». كثير من الناس لا يدركون أن هناك أنواعاً مختلفة من سلس البول، كما أن هناك أسباباً مختلفة تتسبب في تسرب البول، هنا يمكنك التعرف على ما هو سلس البول وأنواعه وطريقة علاجه.
ما هو سلس البول؟
سلس البول هو تسرب لاإرادي للبول بشكل لا يمكنك التحكم به، يعاني العديد من الرجال والنساء من سلس البول، لكن عدد المصابين بهذا المرض غير معروف على وجه الدقة، لأن الكثير من الناس لا يخبرون أي شخص عن أن هذا يحدث لهم، قد يكونون محرجين أو قد يعتقدون أنه لا يمكن فعل شيء أو الحصول على علاج ما، لذلك يعانون في صمت.
سلس البول ليس مشكلة طبية فقط، لكنه أيضاً يمكن أن يؤثر على الحياة العاطفية والنفسية والاجتماعية، فالكثير من الناس الذين يعانون من سلس البول يخافون من القيام بأنشطة يومية طبيعية، لكونهم لا يريدون أن يكونوا بعيدين عن المرحاض، فيمنع هذا المرض المصابين به من الاستمتاع بالحياة.
يُصيب سلس البول النساء بشكل أكبر من الرجال، وقد يكون هذا بسبب الحمل والولادة وانقطاع الطمث، وهي كلها من الأسباب التي تُزيد من احتمالية حدوث سلس البول، كثير من الناس يعتقدون أن سلس البول هو مجرد جزء من أعراض الشيخوخة والتقدم في السن، إلا أن الأمر ليس كذلك.
كيف تتم عملية التبول لدى الشخص الطبيعي؟
يتحكم الدماغ والمثانة في عملية التبول، فتخزن المثانة البول حتى تمتلئ ويصبح الفرد مستعداً لتفريغه، العضلات في الجزء السفلي من الحوض تساعد على جعل المثانة في مكانها، عادة يتم استرخاء العضلات الملساء للمثانة لكي يبقى البول في المثانة، وتبقى رقبة المثانة أو نهايتها مغلقة، وتقوم العضلة العاصرة حول مجرى البول بالمساعدة في إغلاق المجرى حتى لا يتسرب البول.
والعضلة العاصرة هي العضلة التي تحافظ على تضيق ممرات الجسم وفتحاته الطبيعية وترتخي عند الحاجة، ومجرى البول هو الأنبوب الذي يحمل البول خارج الجسم.
بمجرد أن يكون الفرد جاهزاً للتبول، يرسل الدماغ إشارة إلى المثانة، فتنقبض عضلات المثانة، هذا يجبر البول على الخروج من خلال مجرى البول، بعد أن تُفتح العضلة العاصرة عن طريق انقباض المثانة.
ما هي أنواع سلس البول؟
سلس البول ليس مرضاً في ذاته، لكنه أحد أعراض العديد من الحالات، قد تختلف أسباب حدوثه بين الرجال والنساء، لكن هذه الأسباب ليست وراثية، وليست مجرد جزء طبيعي من الشيخوخة، وهناك عدّة أنواع من سلس البول:
1- سلس البول الإجهادي:
يحدث هذا النوع عندما تسمح عضلات الحوض الضعيفة بتسرب البول، وهو واحد من أكثر أنواع السلس البولي شيوعاً، وهو شائع في النساء الأكبر سناً، وأقل شيوعاً في الرجال.
فعندما تقوم ببذل جهد يضغط على مثانتك مثل السعال أو العطس أو الضحك أو ممارسة التمارين الرياضية أو حمل شيء ثقيل أو الانحناء، يؤدي هذا إلى تسرب بضع قطرات من البول قد تصل إلى مقدار ملعقة كبيرة أو أكثر.
لا توجد أدوية معتمدة لعلاج هذه الحالة من سلس البول، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها، مثل القيام ببعض التمارين لتقوية عضلات قاع الحوض، وإحداث بعض التغييرات في نمط الحياة إنقاص الوزن وتقوية العضلات، وقد تكون الجراحة حلاً أيضاً للتعامل مع سلس البول الإجهادي.
2- سلس البول الإلحاحي:
وفي هذا النوع تُصاب بإلحاح مفاجئ وشديد للتبول متبوعاً بفقد لا إرادي للبول، وهي الحالة التي تُعرف أيضاً بفرط نشاط المثانة، في هذا النوع يخبر عقلك المثانة بإفراغ ما بها من بول رغم عدم امتلائها، أو تكون عضلات المثانة نشطة للغاية فتنقبض لتمرير البول قبل امتلاء المثانة.
من أعراض سلس البول الإلحاحي الرغبة المُفاجئة والعاجلة في التبول، ولا يمكن للفرد التحكم فيها أو تجاهلها، مما يؤثر على حياة المصابين به، ويُقيد ممارستهم للأنشطة الحياتية المختلفة، فقد يخشون أن يضطروا إلى التبول فجأة عندما لا يكونون بالقرب من الحمام، كذلك فهم لا يتمكنون من الحصول على نوم جيد ليلاً لرغبتهم في الذهاب إلى الحمام عدّة مرات.
الرجال الذين يعانون من مشاكل البروستاتا والنساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من سلس البول، ويتمثل علاجه في إحداث تغييرات في نمط الحياة، والأدوية التي تُهدئ من عضلة المثانة، أو الجراحة.
3- سلس البول الفيضي:
وفي هذا النوع يصنع الجسم كمية بول أكبر من قدرة المثانة على الإمساك بها، أو امتلاء المثانة دون تفريغها بشكل كامل، مما يؤدي إلى تسرب البول، وقد يكون عدم إفراغ المثانة بشكل كامل بسبب شيء يمنع تدفق البول، أو عدم انقباض عضلة المثانة كما ينبغي لإخراج البول بشكل تام.
يجعلك هذا النوع تعاني من تقطير بول متكرر أو مستمر نتيجة عدم تفريغ المثانة بالكامل.
4- سلس البول الوظيفي:
وفي هذا النوع قد يمنعك اختلال بدني أو عقلي من الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب، على سبيل المثال، إذا كنتَ تعاني من التهاب مفاصل حاد، فقد لا تكون قادراً على فك أزرار سروالك والوصول إلى المرحاض بالسرعة الكافية.
5- سلس البول المختلط:
وهو أن تُعاني من أكثر من نوع من أنواع سلس البول السابق ذكرها في وقت واحد.
أعراض سلس البول
تخبرك الأعراض بأي نوع من سلس البول لديك، ليست كل أنواع سلس البول دائمة، فهناك بعض الأسباب المؤقتة التي تؤدي إلى حدوث سلس البول، والذي يزول عندما يزول السبب، فالالتهابات المهبلية يمكن أن تسبب سلساً مؤقتاً، كذلك فإن التهابات المسالك البولية هي سبب شائع للسلس المؤقت ويجب معالجتها، وأعراض سلس البول هي:
أعراض سلس البول الإجهادي: أن يحدث تسرب البول في حال كونك نشطاً وتبذل جهداً بدنياً، وتعتمد كمية التسرب على مدى خطورة سلس البول.
أعراض سلس البول الإلحاحي: الرغبة المفاجئة والقوية في التبول التي لا يمكنك التحكم فيها، قد تسبب الرغبة أو لا تتسبب في تسرب البول من المثانة.
أعراض سلس البول الفيضي: التبول بكميات قليلة ومتكررة والرغبة المستمرة في التبول، وتسرب البول رغم ذهابك للحمام منذ قليل.
أسباب حدوث سلس البول
تشير الدراسات إلى أن هناك العديد من الأشياء التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، مثل:
– الحمل: فيمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية وزيادة وزن الجنين إلى حدوث سلس الإجهاد.
– الولادة: يمكن أن تُضعف الولادة المهبلية العضلات اللازمة للتحكم في المثانة كما يمكن أن تتلف الأعصاب والأنسجة الداعمة للمثانة.
– الشيخوخة: يمكن أن تؤدي الشيخوخة إلى انخفاض سعة المثانة في تخزين البول.
-انقطاع الطمث: بعد انقطاع الطمث، تنتج النساء كمية أقل من الإستروجين، وهو هرمون يساعد في الحفاظ على بطانة المثانة بصحة جيدة.
– استئصال الرحم: لدى النساء، تدعم المثانة والرحم العديد من العضلات والأربطة نفسها، وقد تسبب أي جراحة تتضمن الجهاز التناسلي للمرأة، بما في ذلك استئصال الرحم، تلفاً في عضلات قاع الحوض الداعمة.
– تضخم البروستاتا: غالباً ما يحدث سلس البول خاصة عند الرجال كبار السن، بسبب تضخم غدة البروستاتا.
– سرطان البروستاتا: عند الرجال، يمكن أن يرتبط سلس الإجهاد أو سلس البول الإلحاحي بسرطان البروستاتا الذي لم يتم علاجه.
– تناول أدوية معينة قد يؤدي إلى حدوث سلس البول مثل أدوية علاج سرطان البروستاتا.
– ضعف الصحة العامة لدى الفرد قد يؤدي إلى إصابته بالمرض.
– السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين تؤدي أيضاً إلى الإصابة بسلس البول.
-السمنة تزيد من خطر الإصابة بسلس البول، وفقدان الوزن يمكن أن يحسن وظيفة المثانة ويُقلل من أعراض سلس البول.
علاج سلس البول
يعتمد علاج سلس البول على نوع السلس ومدى شدته والسبب الكامن وراء حدوثه، وهناك أنواع مختلفة من العلاج، وعلى الطبيب أن يحدد العلاج المناسب للحالة، ومن هذه الأنواع:
1- العلاج السلوكي:
تدريب المثانة على تأخير التبول رغم الشعور بالحاجة إلى الذهاب للمرحاض، قد تبدأ بمحاولة الامتناع عن التبول لمدة 10 دقائق في كل مرة تشعر بالحاجة لذلك، تكرار إفراغ المثانة عن طريق التبول ثم الانتظار لبضع دقائق والمحاولة مرة أخرى وهذا يساعد في مواجهة سلس البول الفيضي، تحديد موعد لدخول المرحاض للتبول كل ساعتين إلى أربع ساعات بدلاً من الانتظار للشعور بالحاجة إلى الذهاب.
2- تمارين عضلات قاع الحوض:
قد يوصي الطبيب بأن تقوم ببعض التمرينات بصورة متكررة لتقوية العضلات التي تساعد على التحكم في البول، هذه التمرينات تكون فعالة في حالات سلس البول الإجهادي وتساعد أيضاً في حالات سلس البول الإلحاحي.
3- التحفيز الكهربائي:
وفي هذا النوع من العلاج يتم إدخال أقطاب كهربائية بصورة مؤقتة داخل المستقيم أو المهبل لتحفيز وتقوية عضلات قاع الحوض، يتسم التحفيز الكهربائي الخفيف بالفعالية بالنسبة لسلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي.
4- الأدوية:
هناك بعض الأدوية التي تساعد على تهدئة فرط نشاط المثانة، أو إرخاء عضلات المثانة مما يساعد على زيادة كمية البول التي يمكن الاحتفاظ بها في مثانتك.
5- المعدات الطبية والجراحات:
فهناك بعض الأجهزة المصممة لمعالجة السيدات المصابات بسلس البول، مثل:
– الغرزة الإحليلية وهي عبارة عن جهاز صغير الحجم يشبه السدادة القطنية يتم إدخاله في مجرى البول قبل ممارسة نشاط معين، فتعمل الغرزة كسدادة لمنع التسرب، وتتم إزالتها قبل التبول.
– الفرزجة وهي عبارة عن حلقة صلبة يتم إدخالها في المهبل وارتداؤها طوال اليوم، وهي تساعد في رفع المثانة، التي توجد بالقرب من المهبل، لمنع تسرب البول.
وإذا لم تعمل أيّ من العلاجات السابقة في علاج سلس البول، فيمكن أن تعالج العديد من الإجراءات الجراحية المشاكل التي تسبب سلس البول.