تظاهرات في أم درمان غداة سقوط قتلى في ساحة الاعتصام بالخرطوم
أغلق عشرات المتظاهرين الشوارع، وأحرقوا الإطارات في مدينة أم درمان المجاورة للعاصمة السودانية الثلاثاء، لأول مرّة منذ شهر بعد مقتل ستة أشخاص في الخرطوم.
وقتل ضابط برتبة رائد وخمسة متظاهرين في إطلاق نار في ساحة الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم الاثنين، وفق ما أفاد المجلس العسكري الحاكم و”لجنة أطباء السودان المركزية” المرتبطة بحركة الاحتجاج، بعد ساعات من الإعلان عن تحقيق اختراق في المفاوضات بين قادة التظاهرات والعسكر.
وتجمّع المتظاهرون في حيي العبّاسية والعرضة في أم درمان حيث هتف كثيرون بشعارات مناهضة للمجلس العسكري، وفق ما أفاد شهود عيان.
وهتف المتظاهرون “يا وطنك يا تجهّز كفنك”.
وفي العرضة، أغلق بعض المتظاهرين الشوارع باستخدام إطارات مشتعلة، بحسب شهود أشاروا إلى انتشار الجنود في المكان.
وشهدت أم درمان تظاهرات يومية تقريبا على مدى أربعة شهور من الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد وأدت للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير بتاريخ 11 نيسان/ابريل.
لكن منذ ذلك الحين، نُظّمت جميع التظاهرات تقريبا في ساحة الاعتصام التي أقيمت خارج مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم حيث طالب قادة الحركة الاحتجاجية المجلس العسكري الذي تولّى السلطة بنقلها إلى المدنيين.
واندلع العنف الدامي داخل مقر الاعتصام وفي محيطه بعد ساعات فقط من إعلان الطرفين أنهما توصلا إلى اتفاق بشأن هيكلية وسلطات الهيئات التي ستشرف على العملية الانتقالية.
وأفاد تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير” الذي نظّم الحركة الاحتجاجية وتفاوض مع المجلس العسكري، أن هدف عمليات إطلاق النار كان محاولة للتأثير سلبا على الاختراق الذي تحقق متهما العناصر التي لا تزال موالية للنظام السابق بالوقوف وراءها.
بدوره، أكد المجلس العسكري “لاحظنا وجود مندسّين مسلّحين بين المتظاهرين” في ساحة الاعتصام دون أن يحمّل أي جهة مسؤولية ذلك.
وأما سفير بريطانيا لدى السودان عرفان صدّيق، فأعرب عن “استيائه من عمليات القتل والإصابات التي وقعت في شوارع الخرطوم الليلة الماضية”.
وقال عبر “تويتر” إن “عنف الليلة الماضية يوضّح كذلك السبب الذي يجعل من الاتفاق على عملية انتقالية يقودها المدنيون أمرا ملحا. تحمل الضبابية السائدة الحالية خطر زعزعة الاستقرار بشكل إضافي”.