تصورات جمالية وانطباعات فنية معاصرة يقدمها الأمريكي Rolin Pettway
من وجهة نظري My Perspective
تصورات جمالية وانطباعات فنية معاصرة يقدمها الأمريكي Rolin Pettway
أن تجتمع الفنون في تجربة وفي فنان يعني أن تخوض مرحلة شغف من الكثافة الجمالية التي تتضاعف مع تنوع الصياغة والتعبير والانطباع والموقف من الفني والجمالي ومن الواقع وهي وجهة نظر جمالية يقدّمها الفنان الأمريكي رولين باتواي من خلال مجموعة أعمال جديدة اجتمعت فيها المفاهيمية والتجريد المعاصر والأداء، اختار لها عنوان “من وجهة نظري”، انعكست فيها التناقضات بين الواقع والمُتخيل وبين الأحداث التي تلاعبت بالعالم والأفراد وبين وقعها التعبيري والانطباعي على الفنان والانسان.
ولد رولين باتواي في ديترويت سنة 1983 وهو مهندس ومنتج فني وموسيقي ومصمم أزياء وفتوغرافي وصانع أفلام، درس الرياضيات وتخصص في الهندسة الكهربائية العالم المليء بالابتكار والأضواء والتصورات والأخيلة وهو ما قاده إلى الفن المعاصر من خلال هندسة الصوت والضوء وتصميم الموسيقى والتركيب والدمج فنيا لتتوسّع وسائطه التي من خلالها عمل على تركيب الأعمال الفنية المعاصرة والبحث في مدى توافق العمل الفني الحداثي مع تصنيفات ما بعد الحداثة في التعبير البصري.
يقوم رولين بدمج اللون على المسطّحات ويشتغل على المفاهيم ومنها ينقل مواقفه، فهو يعتمد التناقض الموضوعي حيث يستخدمه ليشكّل مواضيعه البصرية المجردة فتلك الوسائط تجمع بين الفكرة الأساسية في المفهوم المُعبر عنه وبين الابتكار من خلال توظيف الفنون التشكيلية مع الفنون البصرية وفنون الأداء ليكون بدوره جزء من لوحته وطرفا في تحوّل حالاتها.
تحمل مواضيع باتواي الكثير من التصورات المعاصرة للواقع اليومي والأحداث ومنها طغيان التكنولوجيا والعوالم الافتراضية وتجميدها للصيغة البشرية في التواصل وتحوّل الانسان إلى مجرّد ملامح كثيرا ما وظّفها في لوحاته كعلامات تعبيرية وملامح قد تبدو مضحكة ولكنها تتحوّل مع الوظيفة والدور التعبيري عند تجريد الفكرة والمشهد الذي يعتليه رولين وهو يستدرج أفكاره أكثر نحو العمق والحركة.
تتنوّع خامات رولين بين القماش والخشب والقطع الجاهزة ليخرج التصور الفني نحو الابتكار المتجدد في الفعل الفني المألوف وكأنه يتحدّى مواهب وإبداعه من خلال التجريب.
يسعى رولين إلى أن يتقدّم أكثر نحو العمق في توافق الصورة والانان بتنوعه وتنوّع انحداراته التي تثبت انتماءه لأرض واحدة مهما اختلفت الأمكنة فالانسان يجتمع تحت مظلة الكون والإنسانية، ولعل هذا البحث هو الذي أفرز التعاون الفني والبصري بين رولين باتواي ومتحف فرحات الفن من أجل الإنسانية ليتعرف على التجارب الجمالية والواقعية والإنسانية في الفنون الشرقية والغربية.
يعتقد رولين أن الفن هو انعكاس للتفكير والخيال والبحث الذهني الداخلي النابع من الواقع ومن التصورات الفردية في فهم وتفسير ذلك التفكير ورغم ذلك يمكن لذلك التفكير أن يتناقض مع الواقع نفسه وبالتالي يحمل التصور الذهني موقفا آخر مختلف من تلك الذهنيات التي تتركب عن طريق الواقع وهنا يكون دور الفنان ترتيبها وتوظيفها واعتمادها كعلامات تفسير ذهنية من خلال المنجز البصري.
إن الفنون المعاصرة وفنون ما بعد الحداثة استطاعت أن تتماثل في المفاهيم وتختلف في التقنيات من حيث الترتيب والانجاز عن طريق الضوء والصيغة البصرية في دمجه وتحريكه وتوظيف المؤثرات وابتكار التقنيات التشكيلية أحيانا والأداء.
يرى رولين نفسه فنانا بلا حدود تساعده مواهبه في تطوير منافذه البصرية من خلال الهندسة والتركيب والوسائط، “رؤيتي الفنية هي مزيج من مخيلتي وتجاربي واهتماماتي بصفتي فنانًا، أشعر أن أفضل طريقة لخلق وإلهام الآخرين هي مشاركة الحياة بشكل حقيقي واقعي ومتفاعل ولكن من خلال وجهة نظري كفنان وباحث وإنسان يحمل شغف الانتصار للجماليات المندمجة معا في اللوحة والمفهوم والأداء التصميم والفيديو والحركة والأزياء.”
يجمع رولين التجريد والتعبيرية أحيانا في رؤى معاصرة مختلفة تبدو ناضجة في ملامح الأشكال التي يلقيها على الفضاء ويتوارى عنها ثم يستدرجها نحوه من خلال اللون الذي يتراكم فيه الخط والتلطيخ المقصود وكأنه يتعمّد استنطاق فوضاه فبين الألوان الباردة والحارة والبقع الداكنة تمضي الفكرة في توظيف الموقف من الإنساني ومن الوجود.