تصعيد عسكري للنظام على إدلب والأمم المتحدة تصنّف سوريا الأسوأ من حيث القتل والتشويه في العالم
صعّدت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، أمس الخميس، من قصفها على محافظة إدلب والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا، مستهدفة أكثر من 7 بلدات جنوبي إدلب، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، استكمالاً لسياسة النظام القمعية والتدميرية، والتي جاءت تزامناً مع تصنيف الأمم المتحدة سوريا أنها الأسوأ في العالم من حيث عمليات القتل والتشويه والاعتداء، حيث تصدرت قوات النظام قائمة أسوأ أطراف النزاع، كما جعلت سوريا ثاني أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات تجنيد الأطفال، والاعتداء على المشافي ورابع أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات الاحتجاز ومنع المساعدات الإنسانية.
وأكدت مصادر محلية أن قوات النظام السوري، خرقت اتفاق وقف إطلاق النار، وقصفت قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، حيث تعرضت كل من «البارة وكنصفرة وسفوهن والفطيرة والحلوبي وفليفل والرويحة» لقصف صاروخي نفذته القوات بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، في حين شهد محور العنكاوي في سهل الغاب، استهدافات متبادلة بالأسلحة الرشاشة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى.
وقال المرصد السوري إن ريف ادلب، شهد هدوءاً حذراً الأربعاء تخلله سقوط قذائف مدفعية من قبل قوات النظام على محاور قرى الحلوبة وفليفل في ريف إدلب الجنوبي، والزيارة والسرمانية في سهل الغاب، تبعه قصف مكثف الخميس على قرى ريف ادلب الجنوبي. وتزامن القصف مع تحليق مكثف للمقاتلات الحربية الروسية وطائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة دون تسجيل تنفيذ غارات جوية.
اشتباكات عنيفة
وفي وسط البلاد وتحديداً في البادية السورية، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الداعمة له من طرف، وتنظيم «الدولة» من طرف آخر، على محاور ريف السخنة أقصى ريف حمص الشرقي ضمن البادية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن هجوم عناصر تنظيم «الدولة» على مواقع ونقاط قوات النظام في المنطقة، ترافق مع اشتباكات عنيفة وقصف مكثف بشكل متبادل، مؤكداً تزايد حركة نزوح سكان وأهالي تلك المناطق على خلفية القصف المكثف والمعارك العنيفة المتصاعدة، مشيراً إلى ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء القصف الجوي والبري المكثف المترافق مع المعارك العنيفة بين قوات النظام وتنظيم «الدولة» ضمن مثلث «حلب – حماة – الرقة» حيث ارتفع تعداد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها إلى 15، بينما ارتفع تعداد قتلى التنظيم إلى 11، ممن قتلوا جراء القصف الجوي والاشتباكات على مدار 24 ساعة منذ اندلاعها يوم أمس الأول. وبذلك، ترتفع حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس/آذار الفائت من العام 2019 إلى ما لا يقل عن 627 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ127 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم «الدولة» غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء.
في غضون ذلك، صنفت الأمم المتحدة سوريا على أنها الأسوأ في العالم من حيث عمليات القتل والتشويه والاعتداء على المدارس، وثاني أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات تجنيد الأطفال، والاعتداء على المشافي ورابع أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات الاحتجاز ومنع المساعدات الإنسانية بعد أفغانستان إذ سجَّل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، استشهاد 897 طفلاً في عام 2019 في سوريا.
وحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان، فقد وثق تقرير حقوقي 494 اعتداءً على مدارس، وقعت 157 منها في سوريا لتكون الأسوأ على مستوى العالم، كما جاءت سوريا ثالث أسوأ بلد في العالم من حيث استخدام المدارس لأغراض عسكرية.
تجنيد الأطفال
وكانت قوات النظام السوري هي أسوأ أطراف النزاع من حيث حالات الاعتداء على المدارس، في حين كانت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أسوأ أطراف النزاع من حيث استخدام المدارس والمشافي لأغراض عسكرية، حيث سجل التقرير استخدامها 18 مرة من أصل 32 مرة، تليها قوات النظام بـ 13 مرة، وهيئة تحرير الشام بـ 1 مرة. وأشار التقرير إلى وقوع 433 حادثة اعتداء على مستشفيات، وقعت 105 منها في سوريا، لتكون ثاني أسوأ بلد في العالم بعد فلسطين.
وعلى صعيد تجنيد الأطفال جاءت سوريا في المرتبة الثانية بعد الصومال، حيث تم تجنيد 820 طفلاً في سوريا في عام 2019 وكانت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» هي أسوأ أطراف النزاع من حيث حالات تجنيد الأطفال بـ 306 حالات، تليها هيئة تحرير الشام بـ 245 حالة.
أما على صعيد احتجاز الأطفال فأشار التقرير إلى أنَّ 218 طفلاً احتجزوا أو حرموا من حريتهم في سوريا في عام 2019 من أصل 2500 في العالم أجمع، وبذلك تأتي سوريا رابع أسوأ بلد في العالم في هذا السياق بعد العراق وفلسطين والصومال، ووفقاً للتقرير فإن قوات سوريا الديمقراطية (وحدات حماية الشعب/ وحدات الحماية النسوية) هي أسوأ أطراف النزاع من حيث عمليات الاحتجاز بـ 194 حالة. وفي ملف المساعدات الإنسانية، فقد جاءت سوريا رابع أسوأ بلد على مستوى العالم في هذا الجانب بـ 84 حادثة، وكانت قوات النظام السوري هي أسوأ أطراف النزاع بـ 59 حادثة. وأكد التقرير على أن سوريا هي من أسوأ بلدان العالم من ناحية ارتكاب أنماط عدة من الانتهاكات بحق الأطفال، وبالتالي فهي بحاجة لكم أكبر من المساعدات مقارنة مع دول ومناطق أخرى، وبشكل خاص على اعتبار أن الانتهاكات ما زالت مستمرة حتى الآن.
وطالب التقرير مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بالاستناد إلى البيانات الواردة في تقرير الأمين العام، ينصُّ على إدانة الانتهاكات وبشكل خاص تلك التي تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، والتهديد بالتدخل الفوري لحماية الأطفال منها في حال تكرارها ووفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.