تصاعد الحرب التجارية بين الصين وأمريكا: 34 مليار دولار جمارك.. أمريكا تستهدف التقنيات الصينية..موسكو علي خط المواجهة بدعمها لبكين.. الصين تستهدف السيارات ولحوم الخنزير والمنتجات الزراعية الأمريكية
رغم أن الصين والولايات المتحدة من أكبر اقتصادين في العالم إلا أن الحرب الاقتصادية تلوح في الأفق بين أكبر كيانين للاقتصاد العالمي وأطلقت كل من بكين وواشنطن اللمحات الافتتاحية لتصاعد حرب تجارية شاملة.
رسوم جمركية بـ34 مليار دولار
وبحسب مجلة “فوكس” الأمريكية، فرضت إدارة ترامب رسوم جمركية علي البضائع الصينية بقيمة 34 مليار دولار، ومن بين هذه البضائع شاشات التلفزيون وقطع غيار للطائرات والأجهزة الطبية وستواجه هذه السلع تعريفة ضريبية بزيادة تبلغ 25% عند استيرادها إلي الولايات المتحدة.
واتهمت الصين الولايات المتحدة بالبدء باكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي، وردت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% علي السلع الأمريكية بقيمة 34 مليار دولار، ومن بين السلع الأمريكية التي فرضت عليها الضريبة فول الصويا والسيارات.
موسكو تدعم بكين
وبعد يومين من الشرارة الأولى للحرب التجارية، دخلت موسكو على الخط لتدعم حليفتها الآسيوية فى هذا الصراع، لتعلن الحكومة الروسية مساء السبت فرض رسوم جمركية إضافية على واردات الصلب والألومنيوم الأمريكية، وهو ما فتح الباب لرسم العديد من السيناريوهات التى يمكن أن تلجأ إليها الصين فى تلك المعركة المفتوحة.
معاقبة الصين
وأوضحت المجلة أن إدارة ترامب تهدف معاقبة الصين وجعل منتجاتها بتكلفة أكبر للمستهلكين والشركات الأمريكية، لأن عندما تصبح المنتجات الصينية غالية الثمن فجأة لن يشتريها أحد وستباع في مكان ىخر وستفقد الشركات الصينية الكثير من المال.
ولفتت المجلة إلي أن إدارة ترامب بدأت في فرض التعريفات الجمركية بعد الانتهاء من التحقيق في بعض الممارسات التجارية الأكثر إثارة للجدل في الصين، وتم وضع حواجز تجارية جديدة في الولايات المتحدة لمعاقبة الصين للقيام بأشياء مثل إجبار الشركات الأجنبية ترك شاركتها مع الشركات الصينية المملوكة للدولة في مقابل الوصول للأسواق الأمريكية.
كيف ستواجه الصين حربها التجارية مع أمريكا؟
وبإمكان الحكومة الصينية فرض ضغوط على الشركات الأمريكية المتواجدة داخل أراضيها، بخلاف الرسوم المفروضة على السلع والواردات، وقال المحلل لدى “أوكسفورد إيكونوميكس” لويس كويجز إن بكين تملك أسلحة على صعيد تدابير الرد الجمركية، وبإمكانها فرض تدابير أخرى متعددة على الشركات الأمريكية العاملة فى الصين، من خلال تشديد الرقابة الصحية والأمنية والمالية وتأخير حركة الاستيراد أو تنظيم مقاطعة”.
وتستهدف الجمارك الصينية منذ مايو الماضى لحوم الخنزير والسيارات الأمريكية وقد أعلنت عن تشديد عمليات الكشف عليها.
ويعول الكثير من الشركات الأمريكية على الصين، وبينها جنرال موتورز التى تبيع سيارات فى الصين أكثر مما تبيع بأمريكا الشمالية، وبإمكان بكين الإضرار بمبيعاتها من خلال ضرب صورتها فى السوق الصينية.
مخطط أمريكي لفرض المزيد من الرسوم الجمركية علي الصين
واضافت المجلة ان هذه ليست سوي البداية لفرض المزيزد من الرسوم الجمركية، ومن المتوقع فرض الولايات المتحدة ضرائب علي السلع الصينية بقيمة 16 مليار دولار في غصون اسبوعين، ويفكر ترامب أيضا في فرض ضريبة اخري بقيمة 500 مليار دولار علي السلع الصينية.
وتستهدف الولايات المتحدة السلع الصينية ذات التقنية العالية لوضع ضغوط اقتصادية على برنامج “صنع في الصين عام 2025” في بكين، وهي مبادرة من الحكومة الصينية لتحويل الصين إلى قوة تصنيع متقدمة، بينما استهدفت الصين الصادرات الزراعي الأمريكية مثل فول السويا الذي ياتي من قلب موطن ترامب الذي لا يريد هو ولا حزبه أي عدم استقرار اقتصادي قبل انتخابات النصفية.
خطر الـ50 مليار دولار في الحرب التجارية
وقال تشن فى شيانج أستاذ الاقتصاد فى جامعة “جياو تونج”، إنه يمكننا القول أن الحرب التجارية بدأت رسميًا، وإذا انتهت عند 34 مليار دولار، فستكون آثارها محدودة على الاقتصادين، لكن إذا تصاعدت إلى 50 مليار دولار، كما هدد ترامب، فستكون آثارها كبيرة على البلدين.
ودعت المجلة البلدين للذهاب إلي منظمة التجارة العالمية لفض المشاجرات الدائمة بينهم وتقرير حق كل بلد والتفاضو بشكل مباشربهدف التوصل إلي اتفاق، ولكن ما يقوم به الطرفين يؤدي إلي حرب تجارية واسعة.