قبرص تسعي لعقد صفقة غاز مع مصر لمركزها الإقليمي للطاقة
تعقد مصر خطط طموحة لتكون مصدر للطاقة في المنطقة وتتحول من بلد مستوردة للغاز الطبيعي إلي دولة مصدرة لدول المنطقة وإلي أوروبا، وتسعي قبرص لعقد شراكة مع مصر في مجال الغاز، وتقترب من عقد اتفاق لبيع الغاز الطبيعي لمصر، وتعد صفقة الغاز الثانية المحتملة لمصر في غصون أيام حيث تعد مصر مركز اقليمي للطاقة.
تزويد مصر بالغاز من قبرص
وبحسب وكالة “بلومبرج” الأمريكية أن قبرص سيتقوم بتزويد مصر الغاز من حقل أفروديت الذي اكتشفته شركة نوبل أنيرجي ويحتوي علي ما يقدر بنحو 4.5 مليار مكعب من الغاز.
وأعلنت شركة نوبل أنيرجي وشركة ديليك دريلينج عن عزمهما بيع الغاز بقيمة 15 مليار دولار لشركة دولفينوس المصرية، ونقل الغاز من حقلي تمار وليفياثان من إسرائيل لمصر، وافادت وزراة البترول المصرية أن الحكومة مازالت لم توافق علي الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
وقال وزير الطاقة القبرصي، جورجيوس لاكوتريبيس فى مقابلة هاتفية من نيقوسيا “ان قبرص على وشك بيع الغاز الطبيعى لمحطات الغاز الطبيعى المسال فى مصر، ويمكننا التوصل الى اتفاق خلال الاسابيع القادمة”.
وأشارت الوكالة إلي أن مصانع الغاز الطبيعي المسال في مصر يقع في إدكو ودمياط التي تقع علي بعد 400 ميل من قبرص.
أخطاء سياسية
وأوضحت الوكالة أن اكتشاف الغاز قبالة جزيرة شرق البحر الأبيض المتوسط ، جنبا إلى جنب حقول الغاز في إسرائيل، وحقل زهر من مصر و الخزانات قبالة لبنان، يمكن أن يخلق مركزا لإنتاج الغاز على أبواب أوروبا، ومع ذلك لم يستغل ذلك بسبب العدواة السياسية المنتشرة في المنطقة.
ولفتت الوكالة إلي أن تركيا تعرقل عمل شركة إيني في روما من إجراء المزيد من عمليات الحفر الاستكشافي في المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص، بينما إسرائيل ولبنان اتفقا منذ أسابيع علي التغلب علي النهديدات والاتفاق علي الحدود البحرية المتنازع عليها.
وأضافت الوكالة أن المنطقة من قبرص إلي لبنان ومصر مليئة بثروات الغاز وتتطلع بلدان المنطقة إلي وضع خطط للتصدير، وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن المنطقة تمتلك أكثر من 340 مليار قدم مكعب من الغاز ما يمثل أكثر من الاحتياطيات الأمريكية المؤكدة.
وقال ريكاردو فابياني، كبير المحللين في الشرق الأوسط لمجموعة أوراسيا: “هذه هي اللحظة الحاسمة لتكون مصر أخيراً مركز إقليمي للطاقة”.
طموحات مصر
ولدي مصر طموحات كبيرة من أن تتحول من بلدر مستوردة إلي مصدرة مرة أخري، وتتوقع أن تلبي جميع احتياجاتها من الغاز في وقت لاحق من هذا العام بفضل الإنتاج من حقل “إيني” الذي تديره شركة إيني.
كما أن الأمة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان لديها طموحات أوسع لتزويد البلدان الأخرى مرة أخرى، ويسمح قانون جديد في مصر للشركات الخاصة مثل دولفينوس القابضة باستيراد الغاز وإعادة تصديره من خلال منشآت الغاز الطبيعي المسال في البلاد.
وقالت وزارة النفط المصرية في بيان عبر البريد الالكتروني “ان مصر تسير في خطتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بحلول نهاية العام وفائض بحلول عام 2019 وتمضي قدما في استراتيجيتها لتصبح مركزا اقليميا للطاقة، ويعني هذا أن مصريمكنها استقبال الغاز من دول منطقة شرق المتوسط بما فيها اسرائيل وقبرص.
واقترحت شركة نوبل إنيرجي وديليك دريلينج، وهما الشركاء الرئيسيين في أكبر حقول الغاز في إسرائيل، توريد حوالي 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى شركة دولفينوس القابضة في مصر ابتداء من عام 2020، وقالت ديليك إنها تتوقع أن يرتفع إنتاج “زهر” لتلبية الطلب المصري بحلول عام 2023 لفترة محدودة.
وتمتلك شركة نوبل انيرجي وشركة رويال داتش شل “بي أل سي”في قبرص حصة قدرها 35% من حقل أفروديت، بينما تسيطر ديليك إسرائيل على الباقي..
حقل كاليبسو
وقال تشارلز ايليناس، الرئيس التنفيذي ومستشار الطاقة في نيقوسيا ، خلال اشارته إلي اتفاق محتمل بين قبرص ومصر “أن شركة شل انيرجي مسؤولة عن مصنع ادكو للغاز الطبيعي المسال في مصر”.
ولفتت الوكالة إلي أن قبرص لديها غاز وراء حقل أفروديت، وجدت شركة توتال “أس أيه” وايني احجام صغيرةللمواد الكربونية في عام 2017 في حقل اونيسفيوس ةهي مماثلة للمواد الكربونية لحقل زهر في مصر والتي وصفتها ايني بإنها أكبر اكتشاف في البحر الأبيض المتوسط، وأعلنت ايني يوم 8 فبراير عن اكتشاف حقل كاليبسو في قبرص.
تدخل تركيا
وأضافت الوكالة أن السفن الحربية التركية حظرت شركة ايني منذ 9 فبراير من القيام بحفر استكشافي في حقل السوبيا أو الحبار في المربع 3 في المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص، وقالت أن هذا النشاط غير مقبول لتقسيم قبرص، وكانت البلاد انقسمت منذ عام 1974 عندما غزت تركيا الثلث الشمالي من الجزيرة عقب انقلاب قام به مؤيدي الاتحاد الوطني مع اليونان، وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشركات الأجنبية من الحفر في قبرص.
وقال ستيفن فولرتون، المحلل في شركة وود ماكنزي، في اتصال هاتفي “يوجد حالياً الكثير من الاستكشافات الجارية في المياه القبرصية، ومن المرجح أن يتم اكتشاف المزيد من الغاز، واي اكتشافات اخرى سيكون مسارها للبحث مع احتمال تصدير الغاز لمصر.