تزايد فرص السلام مع وقف الحوثيين هجمات الصواريخ على التحالف بقيادة السعودية
قالت جماعة الحوثي في اليمن إنها أوقفت هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن استجابة لطلب من الأمم المتحدة.
وأضافت الجماعة المتحالفة مع إيران، والتي تحارب الحكومة المدعومة من السعودية منذ قرابة أربع سنوات، أنها مستعدة لوقف أوسع نطاقا لإطلاق النار إذا كان التحالف الذي تقوده السعودية ”يريد السلام“.
وقد يكون قرار الحوثيين وقف الهجمات الصاروخية نقطة تحول في جهود السلام لأنه ينهي تهديدا مباشرا للسعودية، ويُعد إلى حد كبير أكبر تنازل من الجماعة منذ أن غادرت مدينة عدن الساحلية الجنوبية في عام 2015.
وتزايدت الضغوط الدولية على الأطراف المتحاربة في اليمن لإنهاء الحرب التي أدت إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل وجعلت اليمن على شفا مجاعة.
وجاءت خطوة الحوثيين بعد أن أمر التحالف الذي تقوده السعودية بوقف هجومه على ميناء الحديدة اليمني الذي أصبح محور هذه الحرب.
وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي في بيان ”إننا نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات الرسمية اليمنية إلى التوجيه بإيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائها باليمن“.
وأضاف أن القرار اتخذ بعد مناقشات مع مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن و“إثباتا لحسن النوايا“ ودعما لجهود إحلال السلام.
ورحب جريفيث بإعلان الحوثيين ودعا كل الأطراف لمواصلة إبداء ضبط النفس ”لإيجاد بيئة ملائمة لعقد المشاورات“.
ويحاول المبعوث إنقاذ محادثات السلام عقب انهيار جولة في سبتمبر أيلول بسبب عدم حضور الحوثيين. ويأمل جريفيث في إجراء المحادثات قبل نهاية العام في السويد للاتفاق على إطار عمل من أجل السلام في ظل حكومة انتقالية.
وقال جريفيث لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إن الأطراف المتحاربة في اليمن قدمت ”تأكيدات قاطعة“ على التزامها بحضور محادثات سلام.
وبدأ مجلس الأمن يوم الاثنين بحث قرار صاغته بريطانيا يهدف إلى تحسين الوضع الإنساني. ويدعو القرار إلى وقف القتال في الحديدة ووقف الهجمات على المناطق السكنية في أنحاء اليمن ووقف الهجمات على دول المنطقة.
كما يطالب القرار، الذي اطلعت عليه رويترز، بالسماح بتدفق السلع التجارية والإنسانية إلى أنحاء البلد دون عوائق، بما يشمل رفع أي عراقيل بيروقراطية خلال أسبوعين، وضخ العملة الأجنبية سريعا وبكميات كبيرة في الاقتصاد من خلال البنك المركزي اليمني وزيادة تمويل المساعدات.
ولم يتضح بعد متى قد يتم التصويت على القرار. ويحتاج تمرير قرار في المجلس تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو بريطانيا أو فرنسا لحق النقض (الفيتو).
* ”سئمنا هذه الحرب“
وأكد العاهل السعودي الملك سلمان يوم الاثنين مجددا على دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة لإنهاء حرب اليمن. وأعلنت الحكومة المدعومة من الرياض أيضا استعدادها للمشاركة في الجولة المقبلة من المشاورات.
ورحب يمنيون ترحيبا حذرا يوم الاثنين بما أعلنه الحوثيون.
وقالت منى إبراهيم وهي معلمة تعيش في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ سبتمبر أيلول 2014 ”ندعو أن تكون هذه هي البداية الحقيقية للسلام في اليمن. سئمنا جميعا هذه الحرب“.
وقال محمد الأهدل من الحديدة ”نريد فقط أن نعيش مثل بقية البشر“.
وقالت وزارة الدفاع التابعة للحوثيين إنها تحتفظ بحق الرد على أي أعمال عدائية من التحالف.
وذكرت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون يوم الاثنين أن الجماعة أطلقت صاروخا باليستيا على تجمع للقوات المدعومة من السعودية في صحراء ميدي المتاخمة للمملكة. ولم يتضح متى وقع هذا الهجوم.
وقال سكان وقناة المسيرة التلفزيونية إن ضربة جوية نفذها التحالف استهدفت منطقة سحار في مدينة صعدة بشمال غرب البلاد يوم الاثنين فيما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص.
ويقول الحوثيون إن هجماتهم الصاروخية على السعودية رد على الغارات الجوية التي يشنها التحالف المدعوم من الغرب على اليمن، والذي دخل الحرب عام 2015 سعيا لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي للسلطة.
وشن التحالف آلاف الضربات الجوية في اليمن مما أسفر عن إصابة مدارس وأسواق ومستشفيات وسقوط مئات القتلى على الرغم من إعلانه أنه لا يستهدف المدنيين.
وحث حلفاء غربيون من بينهم الولايات المتحدة على وقف لإطلاق النار قبل استئناف جهود الأمم المتحدة.
وتزود الدول الغربية الدول العربية المشاركة في التحالف بأسلحة ومعلومات مخابرات ولكنها أبدت تحفظات متزايدة بشأن هذا الصراع منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول أوائل الشهر الماضي.