تركيا تواجه مهمة خطيرة في سوريا فشلهاكارثي
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن تركيا بصفتها الداعم الرئيسي للمعارضة السورية المحاصرة، فهي تواجه الآن مهمة محفوفة بالمخاطر وسيكون منائجها كارثية إذا فشلت.
ويجب علي تركيا نزع سلاح حلفائها المتمردين في محافظة إدلب السورية بموجب اتفاق جديد مع روسيا والقضاء علي الجهاديين المتشددين الذين يتواجدون في وسط صفوف المعارضة.
وأوضحت الصحيفة أن لم تتمكن تركيا من تحقيق ذلك، ستنفذ القوات السورية والقوات المتحالفة معها تهديدهم بشن هجوم شامل لاستعادة السيطرة علي المنطقة، وتحذر منظمات الإغاثة بإن المعركة ستكون الأكثر تدميراُ في الحرب السورية وقد تتكبد تركيا تكلفة عالية للغاية.
وكان الرئيس التركى رجب طيب اردوغان ونظيره الروسى فلاديمير بوتين أعلنا عن خطة مدتها 11 ساعة، يوم 17 سبتمبر لتجنب اراقة الدماء مما يمنح تركيا مزيدا من الوقت لاقناع عملاءها بنزع اسلحتهم.
وبموجب الاتفاقية ، ستقوم القوات التركية والروسية بدوريات في منطقة منزوعة السلاح حوالي 9 إلى 12 ميل، وأن تكون خالية من المتطرفين والأسلحة الثقيلة، وستفتح في النهاية طرق إدلب السريعة أمام حركة المرور.
وأشارت الصحيفة إلي أن الاتفاق يمنح سكان إدلب البالغ عددهم 3 مليون نسمة مهلة ولكن مصير المحافظة مازال غير مؤكد، وتعد إدلب المعقل الأخير للمعارضة في سوريا بعد ما يقرب من 8 سنوات من الحرب والرهان الآن علي تركيا مرتفع لأنها تقع علي حدود إدلب ولها قوات متمركزة هناك.
وقال سام هيلير، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في بيروت: “مصالح تركيا متداخلة في إدلب بطريقة تجعل تركيا في وضع استثنائي”.
ويوضح هيلير أن تركيا تعمل على التأثير من خلال المساعدة في إبقاء إدلب في أيدي المعارضة ، وتؤمن تركيا أكثر من موطئ قدم في المفاوضات الجارية لمستقبل سوريا السياسي، كما أن وجود تركيا في المحافظة يجبر روسيا التي هي القوة العسكرية المسيطرة في البلاد للانتباه لمصالح أنقرة.
وأضاف هيلير أن تركيا معرضة للخطر بشكل كبير لأن تداعيات الكارثة الحقيقية بالنسبة لتركيا في حالة انهيار إدلب ستؤدي إلي ارسال مئات اللاجئين من إدلب لتركيا وهو ما يخشاه المسؤولون الأتراك من أن يتسبب ذلك في اثارة اضطرابات اجتماعية وسياسية داخل تركيا.
ويقول سونر أقطاي مؤلف كتاب “السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة”: أن أكثر من 3 ملايين لاجيء سوري يعيشون في تركيا وهناك القليل من القضايا التي توحد الأتراك من بينها معارضة وجود اللاجئين السوريين في تركيا.
وقالت الأمم المتحدة “إن مع انتشار الشائعات حول وقوع الهجوم علي إدلب هرب حوالي في الأسابيع الأخيرة أكثر من 30 الف شخص “.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة التركية تشعر بالقلق من أن تدفق النازحين السوريين يمكن أن يتسلل من خلاله متطرفين متشددين ما يجعل تركيا وأوروبا عرضه للهجمات المتطرفة.
ويقول المستشار العسكري التركي السابق، متين جوركان ” أن الجماعات المتطرفة المسلحة تستاء من جهود الوساطة التركية وستعاقب أنقرة من خلال شنها هجمات إرهابية”.