تركيا تهدد العراق العراق بمجاعة مائية جراء ملء سد “إليسو”
سلطت صحيفة “ذا ناشيونال” الأمارتية الضوء علي الأزمة التي تتعرض لها العراق بنقص حاد للمياه مما زاد التوترات في العراق التهديد بمخاطر النقص الحاد للمياة في البلاد جراء ملء تركيا سد “أليسو”.
سد إليسو
ويعد سد “أليسو” الذي بدأت تركيا في بنائه أغسطس عام 2006 من أكبر السدود التي تقيمها أنقرة على نهر دجلة، بالقرب من قرية إليسو وعلى طول الحدود من محافظة ماردين وشرناق في تركيا، وهو واحد من 22 سد ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه.
تأجيل ملء السد
ولقد أرجأت تركيا ملء سد “أليسو” حتي شهر يوليو المقبل، بسبب تزايد مخاوف النقص الحاد للمياه في العراق، بعد انخفاض مستويات المياه في نهر دجلة بشكل ملحوظ منذ الأسبوع الماضي، مما أثار حالة من الذعر بين العراقيين حيث تدفق حوالي 70٪ من موارد المياه العراقية من الدول المجاورة ، وخاصة من نهري دجلة والفرات اللذين يتدفقا عبر تركيا.
وأكد وزير الزراعة والغابات التركي، وايسل أر أوغلو ان سبب التأجيل بسبب شهر رمضان الكريم.
مفاجئة لرئيس الوزراء العراقي
ولكن أنقرة بدأت في ملء السد منذ الأسبوع الماضي، وكانت خطوة مفاجئة لرئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي، وأعلن في مؤتمر صحفي أن رئيس الوزراء التركي وعده بأنهم سيبدأون ملء السد في نهاية يونيو وليس في بداية الشهر لذلك تفاجأت ببدء ملء السد.
وأشار عبادي إلي أن تركيا تجري انتخابات للرئاسة وللبرلمان في 24 يونيو وربما يحتاجون الحصول علي دعم المزارعين
وقال وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي “إن الاجتماعات مستمرة بين البلدين لضمان تدفق كميات كافية من المياه إلى العراق أثناء وبعد ملء سد إليسو”.
ردا على ذلك ، قال السفير التركي في العراق فاتح يلدز للصحفيين “إن العراقيين ليس لديهم ما يقلقهم مع استمرار تدفق كمية كافية من المياه لهم”، مشيراً إلي توقيع اتفاقية في 15 مايو بين البلدين لتنظيم تدفق المياه.
انخفاض مستويات المياة جراء السدود الإيرانية والتركية
واوضحت الصحيفة ان السدود المبنية في إيران على روافد نهر دجلة تسببت أيضاً في انخفاض مستويات المياه في العراق.
وقال مهندس الري العراقي، عزام علوش الذي عمل مستشار لسد الموصل لـ”ذا ناشيونال”: “ان تركيا بحاجه إلي 10.4 مليار متر مكعب من المياه لملء سد أليسو، ويمكن ملئه في مدة لا تزيد عن 6 أشهر”.
وأضاف عزام: لقد حذرت منذ أكثر من 10 سنوات من فكرة بناء سد الموصل وطرحت فكرة تأجير سد إليسو ولكن كل ذلك سيجعل العراق تعاني.
ودعا عزام العراق لليقظة والبدء في تحديث طرق الري قبل فوات الآوان لأن ذلك سيقضي علي الزراعة.
ولفتت الصحيفة إلي أن تركيا اقترحت في الخمسينات بناء سد إليسو لتوليد الطاقة الكهرومائية ولكنه اثار غضباً دولياً والجميع شعر بالخوف لأنه سيؤدي إلي انحفاض مستوي المياه.
تقليل مياه النهر بنسبة 60%
ويتسبب مشروع سد إليسو الذي سيقام على نهر دجلة، على تقليل واردات مياه النهر بنسبة 60% حيث ستنخفض كميات المياه من 20 مليار م3 إلى 9 مليار م3، الأمر الذي سينعكس بدوره على جميع السكان القاطنين على حوض النهر، حيث ستتأثر حياتهم كثيراً من جراء إقامة هذا المشروع ابتداءٍ من نمط معيشتهم وتوزيعهم الجغرافي مروراً بوضعهم الاقتصادي وصولاً في النهاية إلى حالتهم الصحية التي ستتردى كثيراً بفعل زيادة نسبة التلوث النهري الحاصلة في مياه الشرب.
زيادة الكشكلات البيئية
واكد الخبراء والمراقبون أن سد أليسو توسيع حجم المشكلة البيئية المتفاقمة في العراق، وسيعطيها أبعاداً أخرى لها صلة وثيقة بمشكلة التزايد السكاني الكبير المتوقع خلال السنوات القادمة، وطريقة توسع المراكز الحضرية وزيادة الحاجة الملحة لتامين المياه الصالحة للشرب وبقية الاستخدامات اليومية الأخرى، ومع بدأ ملء السد ستتضرر 5 مراكز محافظات عراقية، مما سيدفع بالسكان إلى ترك مهنهم الزراعية والصناعية والحرفية والهجرة من الأرياف والقرى إلى المدن وبقية التجمعات السكانية.