تركيا تحذر مصر وإسرائيل من تجاوزات قبرص وتصرفها احادي الجانب للتنقيب عن الغاز
حذرت تركيا مصر وإسرائيل من قبرص لتصرفاتها أحادية الجانب، لتوقيع قبرص اتفاقيات للتنقيب علي الغاز مع القاهرة وتل أبيب.
تعليقات غير مناسبة
وتقول أنقرة “إن التعليقات التي أدلى بها سفراء إسرائيل ومصر في قبرص التي تشير إلى أنهم علي استعداد لمواجهة عسكرية مع تركيا بشأن استكشاف الغاز في شرق البحر المتوسط ، غير مناسبة”.
حذرت وزارة الخارجية التركية السفراء في جنوب قبرص من عدم تجاوز حدودهم، ردا على مبعوثي إسرائيل ومصر اللذين قالا ” أن العمل العسكري ضد القوات البحرية التركية في شرق البحر المتوسط كان خيارًا”.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكسوي “أن تصريحات بعض السفراء الداعمة لأعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي التي تواصلها قبرص اليونانية بمفردها في شرق البحر المتوسط خلال المؤتمر الذي عقدته قبرص اليونانية خلال الأيام الماضية ليست في محلها، مطالبا سفراء الدول المعنية بالتزام حدودهم”.
التهديد بعمل عسكري
وكان السفير الإسرائيلي سام رافيل، قال خلال مؤتمر القبارصة في الخارج الذي عقد في نيقوسيا يومي 25 يوليو و27 يوليو “نأمل إلا نتسخدم القوة العسكرية ضد الاستفزازات التركية في المنطقة”.
ويزعم ان السفيرة المصرية مي طه محمد قالت “أن مصر لن تتردد في القيام بعمل عسكري ضد سفن البحرية التركية قبالة قبرص إذا لزم الأمر”، ولكن نفت الخارجية المصرية هذا التصريح ووصفته بغير الصحيح.
بينما وصفت السفيرة الأمريكية كاثلين دوهرتي سلوك تركيا تجاه الإدارة القبرصية اليونانية بإنه “غير مقبول”.
قبرص السلطة الوحيدة لشمال قبرص
وبحسب مجلة “تي ار تي ورلد” الأوروبية، أن تركيا تعتبر إنها السلطة الوحيدة لشمال قبرص الأنفصالي، استمرت لسنوات علي توجيه الانتقادات التي تتخذها الإدارة القبرصية الأحادية من جانب واحد لاستغلال احتياطيات الغاز الطبيعي في مياهها ا=واتسبعاد القبارصة الأتراك في مشال الجزيرة.
وتصر أنقرة على ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين القبارصة الأتراك واليونانيين قبل أن يتم التوصل إلى اتفاقات دولية بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي.
تصرفات احادية
ويقول “أكسوي أن مواصلة الجانب القبرصي لأعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي بمفرده والإصرار على التصرف وكأنها المالك الوحيد للجزيرة في أجواء لم تشهد إقامة حل عادل ودائم في قبرص وضع غير مقبول، مؤكدا أن قيام قبرص اليونانية بأعمال التنقيب هذه ينكر حقوق أتراك قبرص الشركاء في الجزيرة في الموارد الطبيعية”.
وأوضح أكسوي أن موقف قبرص اليونانية البعيد عن روح التوافق هذه يعكس عدم إدراكها إمكانية التعاون الاقتصادي القائم على مبدأ الربح للجميع الذي قد يتحقق في شرق البحر المتوسط والجزيرة عبر الحل المحتمل الذي يبذل الجانب التركي جهودا لتحقيقه.
ولفت أكسوي إلى توجيه الجانب التركي وسلطات قبرص التركية التحذيرات اللازمة منذ البداية والإعراب عن قلقهم وسخطهم المبرر تجاه الإجراءات غير المسؤولة لقبرص اليونانية.
وأكد أكسوي أن تركيا عازمة على الدفاع عن حقوق ومصالح قبرص التركية ومواصلة دعمها لها، مفيدا أن وزير الخارجية التركية جدد تأكيده خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس قبرص التركية أكينجي أثناء زيارته إلى قبرص التركية في الفترة بين 23 و24 يوليو على عزم تركيا حماية حقوق القبارصة الأتراك.
اتفاقية عام 2013
وكانت مصر حذرت تركيا في وقت سابق من المساس بحقوقها الاقتصادية في منطقة شرق البحر المتوسط بموجب اتفاقية أبرمتها مع قبرص لترسيم الحدود البحرية عام 2013 تسمح بالتنقيب عن الغاز في المنطقة.
وساهم اكتشاف مصر لحقل ظهر العملاق للغاز في عام 2015 في تشجيع سباق للتنقيب في منطقة شرق البحر المتوسط التي يعتقد أنها تحتوي على مخزون كبير من الغاز الطبيعي المهم لأوروبا المتعطشة للطاقة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو اعترض على اتفاقية 2013 بين مصر وقبرص عندما أعلن أن تركيا تخطط لبدء أعمال التنقيب في شرق البحر المتوسط قريبا.
واتهم شاويش أوغلو القبارصة اليونانيين بالقيام “بشكل أحادي بأنشطة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط”. وكان يتحدث في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية.
وقال للصحيفة “القبارصة الأتراك، بصفتهم شركاء في ملكية الجزيرة، لهم حقوق غير قابلة للتصرف في الموارد الطبيعية المحيطة بها.”
وردا على ذلك، قال أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن اتفاقية 2013 “لا يمكن لأي طرف أن يُنازع في قانونيتها” مضيفا أنها مُودعة لدى الأمم المتحدة كاتفاقية دولية.