ترجمة خاصة|| لن أقف بلا عمل! من مذكرات سكينة جانسيز (الحلقة ٣٠)
أجل، دخلتُ كلية العلوم السياسية. ولكن، إلى أين سأذهب، ومَن سأقصد؟ إنها كلية ضخمة، ولا يمكنني السؤال عشوائياً. لعلّ مِن الأفضل أن أتوجّه إلى حرَم الجامعة، وأجلس هناك، وأراقب وأتطلع حولي. توجَّهتُ نحو المكان الذي يعجّ بالطلاب، وتطلّعتُ فيمَن حولي. لكني لا أودّ أن أبدو غريبةً أو مذهولة. وفجأةً، علقَت عيناي على وجهٍ أعرفه. إذ هناك مجموعة صغيرة تجلس تحت أشجار السنط، وبينهم فتاة جالسة. تعرَّفتُ فوراً على “موسى أردوغان”. إنه يشبه الأخ الأكبر لـ”قيمت”. وقد التقيتُ به في ديرسم. تُرى، هل يتذكر هو ذلك؟ توقفتُ، وأعدتُ النظر إلى تلك المجموعة، ولسانُ حالي يقول أنني كنتُ أبحث عنهم ورأيتُهم. توَجَّهَ إليّ صديقٌ عرفتُ لاحقاً أن اسمه “يلماز”. فقلتُ له: “أبحثُ عن صديقٍ لي اسمه علي حيدر كايتان، وقيل لي أنني سأجده هنا”.
سألني ما معناه: “وماذا تَكونين له؟ من أين تعرفينه؟”. وأجبتُ: “أتيتُ من ديرسم”. فرَدّ قائلاً: “لحظة”، وذهب إلى عند المجموعة، ليأتي هذه المرة “موسى أردوغان”. تصافحنا، وقلتُ له: “أنا سكينة، وقد عرفتُك. أنت موسى أخو قيمت”. فرَدّ قائلاً: “حسناً”، وذهب ليغيب حوالي الدقيقة، ثم رجع وقال: “تعالي نجلس هناك”. ذهبنا إلى مكان ظليل، وجلسنا على الأعشاب. ثم أخذتُ السيجارة التي كان يمسك بها بين أصبعَيه.
سألَني متى أتيتُ إلى أنقرة، وعلامات الذهول واضحةٌ عليه، وطلب أن أكون مرتاحة. لعل ملامح وجهي دلّت على الذهول، أو أن ما عشتُه انعكسَ على وجهي. وقد أكون فسّرتُ الأمر على هذا النحو. لكني أصبحتُ مرتاحة، وكأنني عثرتُ على شيء ثمين بعد أن فقدتُه. يبدو أنني كنت أتراوح بين الألم والحزن على فقدان أشياء، وبين الفرح والغبطة لعثوري على أشياء أخرى. فأياً يَكُن، فقد انقطعتُ عن العائلة من ناحية، وابتعدتُ عن الوطن والرفاق من ناحية أخرى. لم أشعر بذلك حتى تلك اللحظة، بل طغَت عليّ التداعيات العميقة للتناقض والصراع مع الأم والعائلة. وكأن الحرب اقتصرت على هذا الإطار، وكأنني انتصرتُ فيها! لم أجزم بَعدُ ما خسرتُه وما كسبتُه. إنها مجرد انطلاقة، والمستجدات اللاحقة ستحسم الأمر وتوضحه.
“ثمة فتاة هربَت من المنزل وتتطلع إلى الممارسة الثورية!” مؤكد أن الجميع في ديرسم يتحدثون عن ذلك الآن. ربما لن تضغط العوائل الثورية على بناتها بعد الآن. تمدّني هذه الفكرة بالسلوى. هل تُراهم يقولون عني أنني هربتُ إلى رجل؟ سيما وأني أعطيتُ انطباعاً كهذا. لكنّ أحداً لم يخطفني. بل ذهبتُ لوحدي من المنزل حتى بيت عمي في أنقرة. لكنّ الجميع لا يعلمون ذلك.
أياً يَكُن، فقد قلتُ لنفسي: “سأُقنع هؤلاء، بل وحتى أمي، من خلال ممارستي الثورية”. يا رب، أيّ ثقةٍ هذه؟! فكل أنواع التناقض والصراع والعقم، وكل ما يتجلى وكأنه مستحيل، بالإضافة إلى كل نواقصي ونقاط ضعفي ويأسي ومخاوفي وسطحية وعيي؛ على الرغم من كل ذلك، إلا إنني ضمن هذه المعمعة أُكمِل مسيرتي متشبثةً بالثقة بالذات، وبالجرأة، وبوميض أمل. وعندما أتأثر مؤقتاً ببعض الأمور، أواسي نفسي بالقول: “سأتغلب عليها”. كما لا أهاب ارتكاب الأخطاء. فعلى الرغم من مخاوفي، إلا إن الإصرار على العمل هو الطاغي لديّ. وكأن هناك قناعة أو ارتباطاً يدفعني لفعل كل ذلك. كنتُ أؤمن أنني في نهاية المآل لن أتجه نحو السوء أو الخطأ الفادح. وهذا ما عزّز لديّ الثقة، وحفّزني على البحث والطموح.
أصغى موسى إلى حديثي، لكنه لم يتمالك نفسَه عن مقاطعتي بين الفينة والأخرى مُربِّتاً على كتفي، ومباركاً جرأتي بالقول: “أحسنتِ صنعاً يا أختي”! استأنفتُ الحديث إلى أن تطرقتُ إلى موقف محمد علي: “لكنّ بقائي في ذاك المنزل غير صحيح. إن مقاربتهم عاطفية. إذ يتحدثون عن عقد القِران، وهذا ما أثار غضبي”. ردّ قائلاً: “حسناً، سنتحدث في ذلك لاحقاً”.
لفتَت الفتاة التي في المجموعة انتباهي. فوَقْفَتُها وحديثها يجعلانني أخمّن أو أتصوّر أن تلك الفتاة هي كسيرة. فعائلةُ “قيمت” قالت عنها الكثير لدرجة أني أخمّن ذلك. في هذه الأثناء قال موسى: “يمكنكِ التحدث مع كسيرة إن شئتِ، فتتناولان الغداء معاً. ثم إن مبنى سكَن الطلاب قريب، وقد تكونين بحاجة إلى أشياء أخرى”. إذاً، لم يخدعني إحساسي، فتلك الفتاة هي كسيرة!
قالت لي كسيرة ونحن نَهمُّ بالقيام: “تعالي ندخل، ونغسل وجهَينا وأيادينا”. دخلنا مبنى سكن الطلاب. هناك فتيات أيضاً. غسلنا وجهَينا وأيادينا. أخرجَت كسيرة منشفةً من داخل كيس، كي تنشّف وجهها ويدَيها. حركاتها تدل على أنها على غير عجلة من أمرها. فهي هادئة ودقيقة في تصرفاتها. كما لفتَ نظري نضوجُها، وعدم طرحها الأسئلة مباشرةً من باب الفضول. وقد ربطتُ ذلك بمكانتها في المجموعة. إنها امرأة طبيعية وغير متصنّعة، أحاديثها مميزة وملامحها مختلفة. فملامح وجهها تعكس البرودة والنضوج في آن. لكنّ وجهها يصبح أَحَبَّ إليّ عندما تبتسم بين الحين والآخر. إذاً، فهي ليست فاترة، بل مظهرها يدل على الأصالة.
نزلنا ثانيةً إلى الحديقة، وجلسنا على العشب. سألَتني عن اسمي وأرادت التعرف عليّ أكثر. سألتني أيضاً عن وضع محمد علي. فأجبتُها أنه من جماعة “الحزب الشيوعي التركي”، وأن علي حيدر كايتان يعرفه، وأن محمد علي أكد أن الآخر زارهم في منزلهم. ثم علمتُ منها أن علي حيدر كايتان ذهب إلى ديرسم. فتأسفتُ وتمنيتُ لو رأيتُه أو أنه أتى إلى ديرسم وأنا هناك، لأنه بالتأكيد كان سينصحني، وربما استطعنا حلّ المشكلة في ديرسم. شردتُ قليلاً وأنا أفكر في ذلك. لكنّ سؤالها أرجعَني إلى ذاتي، فقلتُ في قرارة نفسي: “دعكِ من هذا، فقد حصل ما حصل، وهاأنذا هنا. وإذا كان تصرفي خطأً، فسيقول الرفاق ذلك. ثم إن موسى سُرَّ بمجيئي. ولو أن تصرفي خاطئ لَقال لي، أو ربما لَغضب مني بالتأكيد”.
قالت كسيرة: “لقد شرح موسى بعض الأمور، لكني لم أفهم الموضوع تماماً. وفي الحقيقة، ذُهِلتُ أيضاً من تصرفكِ العاقل للغاية. لقد تصرفتِ بحكمة. حسناً فعلتِ بالخروج من الوسط العائلي. لكنّ هؤلاء أيضاً يفرضون نفس الشيء عليكِ. فابنُ عمكِ كان طلبَ يدكِ قبل ذلك. وسيفرحُ بمجيئك. حسناً، أين هو الآن، وهل لديه علم بمجيئك؟”. فقلت: “إنه في إزمير”. أجل، لم أَكُن على علم بمناداته، بل أخبرَتني صائمة ونحن في الطريق أنهم أبرقوا له، دون أن تضيف شيئاً آخر.
وتسألني: “تُرى، كيف سيواجِه الأمر؟”. حقاً لم أفكر في ذلك. لكنني أعطيتُها جواباً جاهزاً: “ابن عمي إنسان جيد. وقد تحدثنا مع بعضنا سابقاً، وواجهَ ردود فعلي بصورة طبيعية. إذ قلتُ له حينها أنني غير مستعدة للزواج، وأنني أود ممارسة العمل الثوري. أعتقد أنه سيتفهم الأمر في حال شرحتُ له هذا الوضع أيضاً، وسيكون أكثر واقعيةً حتى من محمد علي”.
ذكرَت كسيرة أنها لن تستطيع قول شيء في هذا الشأن. لكنني أصرُّ ثانيةً على أنني لن أبقى في ذلك المنزل إذا ما ألحّوا على موضوع عقد القران. لم تَقُل شيئاً الآن أيضاً، في حين أنني انتظرتُ أن تقول: “تعالي إلى عندنا” أو “سنأخذك إلى مكان مناسب”. لكن، لا. إنها تبقى صامتة، وكأنها تترك الأمر إلى وقت لاحق. ضقتُ ذرعاً بهذا الموقف، فبكيت. وبعدما نهضتُ وذهبت، جاءني صوتُها من الوراء تسألني: “هل تعرفين عنوان المنزل؟”. فأجبتُها أنني لا أعرف شيئاً سوى أن المنزلَ قريب من كلية العلوم السياسية، وأنه في حي “إيتش جاباجي”، وأنني لا أتذكر رقم المنزل حتى.
اتّجهتُ نحو المنزل وخطاي لا تقودني لأنني لم أستطع حل المشكلة. فالمقاربة التي انتظرتُها لم أجدها، أو ربما أنني لم أشرح الوضع كفايةً. فأين يكمن النقص؟ وفي أي نقطة عجزتُ عن شرح المشكلة؟ حسناً، وماذا سيحصل الآن؟ تُرى، هل أعود إلى ديرسم مع “مدينة”؟ فقد تنتبه العائلة إلى مقارباتها مني بعد موقفي هذا، ومن المؤكد أنهم سيخافون ولن يضغطوا عليّ. لكن، لا. فقد خرجتُ من المنزل على رغم أنني مخطوبة. وستَدور شائعات كثيرة عني. هل أذهب إلى متين وأتحدث معه؟ لكن، ماذا عساه يفعل بعد هروبي هذا؟ لا أستطيع جزم موقفه في هذا الشأن. ثم إنني لا أقدر بكل الأحوال أن أتذكر عنوانه. فلو كان عندي رقم هاتفه لَهاتَفتُه، ولَعلمتُ بذلك موقفه. هل سيساعدني محمد علي إنْ طلبتُ منه ذلك؟ لكنه لن يقبل أبداً أن ألتقي بمتين. جبتُ الأزقةَ الفرعيةَ هائمةً على وجهي، ولم أَعُد أرغب في الذهاب إلى ذاك المنزل. ثم كررتُ اسم تلك الفتاة: “كسيرة.. كسيرة..”.
وماذا يعني هذا الاسم؟ لقد ذكرَت لي “ماناكشة” عندما ذهبَت إلى موسى ورجعَت، أن كسيرة فتاة انضمَّت إلى تلك المجموعة. كان بمقدورها أن تساعدني. أَتُراني أنا التي لم أستطع فهمها؟ لكنها لم تَقُل شيئاً ملموساً. وأغضب من ذلك. فلو كان علي حيدر موجوداً، لَحَلَّ المشكلة بالتأكيد. فهو يَعرف محمد علي أيضاً. جبتُ الأزقة إلى أن تعبت. ثم ذهبتُ إلى المنزل، فكان باقي وإيبو وصائمة، بالإضافة إلى صديقتها خالدة التي من مدينة هاتاي. ازداد فتوري وجمودي. سألَني “باقي” بنحو جدي ورسمي أولاً، دون أن يُخفي ضحكتَه بين الفينة والأخرى، ليدل على تبدّل مزاجه. مازَحَه إيبو مشيراً إليّ: “لم نستطع إقناع ابنة عمك بالانضمام إلى “جيش تحرير العمال والفلاحين في تركيا”. ولكنها ستنتسب إليه الآن، وسنخرج سويةً إلى الجبال”.
لم أستوعب أي حديث بشكل تام. فعقلي ما يزال عالقاً في الأحاديث التي جرت في حديقة كلية العلوم السياسية. إذ واجهتُ موقفَين مختلفَين. الأول يباركني بالقول: “حسناً فعلتِ”، والآخر يُعبِّر عن ذهوله بالقول: “الأمور شائكة”. طلبتُ التكلم مع باقي. ثم قلتُ: “ليَكُن محمد علي أيضاً موجوداً”. ذهبنا سويةً إلى غرفة أخرى. لقد غدت ضحكةُ باقي حركةً لاإرادية. تأثرتُ بذلك، ولم أفهم لماذا يضحك. هل تُراه يضحك من هروبي؟ وأياً يَكُن، فقد رفضتُه عندما تحدّث إليّ قبل عام من الآن، وذكرتُ له أن الزواج أمر باكر، وأنني أود ممارسة العمل الثوري. لكنني الآن “ألجأ” إليه! وهاأنا أطلب مساعدته. لذا، فمن الطبيعي جداً أن يفسّر الأمر بنحو مختلف.
وكلما ضحكَ كلما عجزتُ عن التكلم براحة، بل وعن البدء بالكلام أصلاً. مع أنني كنتُ مرتاحةً للغاية في الحديث مع الآخرين. ساد الصمت لفترة. بادرتُ بعدها قائلةً: “شرحتُ الأمر لمحمد علي أيضاً. فأمي لم تَكُن ترغب بانخراطي في العمل الثوري، وحاولَت قطع كل علاقاتي في الفترة الأخيرة. ولَمّا رأت إصراري طرحَت موضوع الزواج. متين كان يدرس هنا، ولم يَكُن على علم بأي شيء. أما عائلتُه، فلا تختلف عن عائلتي. لم أرغب الزواج، فكان لا بد من خروجي من المنزل. ولو أني ذهبتُ إلى مكان آخر، لَتَعقّدت الأمور، وربما لجأوا إلى الشرطة. ولأجل ذلك تحدثتُ إلى صائمة، وأردتُ الإيماء بما حصل”.
ولحسم كل شيء، استطردتُ في الكلام قائلةً ما معناه: “لقد تحدثتُ إليكَ سابقاً. وكان موقفي واضحاً سليماً. إني أُعِدّكَ صديقاً ثورياً. وهذا أهمّ بالنسبة لي من القرابة ومن كونكَ ابن عمي. ثم إني أثق بك. علماً أننا ناقشنا سويةً من قبل، وقلتَ أنه بالمقدور التغلب على الاختلاف الأيديولوجي بيننا. بل وقلتَ أنكَ ستبحث في الأمر. وهذا ما ضاعف من ثقتي بك. لكنّ أخاكَ الأكبر يتحدث عن عقد القِران بحجة أنه قد تُداهمُ الشرطةُ المنزل!. إني لا أرى ذلك صواباً. لقد أتممتُ عامي الثامن عشر. أي أنه لم تَبقَ أية حجة للبوليس. فأنتم أقاربي، وأنا ضيفتُكم. لا أعتقد أنه ستحصل أية مشكلة. ثم إن معالجة المشكلة بهذا النحو غير صحيح. إنكم بذلك تُزعزعون ثقتي بكم، مع أنني أنتظر مساعدتكم”.
وافقَ باقي على حديثي، وأوضحَ أنه مسرور باختياري للدرب الثوري، وأضاف: “إننا ثوار ومنفتحون بكل شؤوننا. إنني أدرس وأعمل في آنٍ معاً في إزمير. إيبو أيضاً معي، وستأتي صائمة لاحقاً. بإمكانكِ حل أمور المدرسة وإتمام دراستك هناك. فالإمكانيات في إزمير أفضل، وبمقدورنا التعاون والنقاش معاً. قد يبحث عنك البوليس. لا فرق عندي بخصوص عقد القِران، ولكني لا أصرّ عليه. لنتحدثْ إلى إيبو أيضاً”. ثم نادى إيبو، وشرح له الأمر بإيجاز. وافقه إيبو الرأي. لم يتحمس محمد علي كثيراً في البداية، لكنه فكّر في مخاطر الأمور، فرأى ذهابي إلى إزمير أفضل، وقال: “إنه أمر مؤقت، وعليكِ العودة إلى هنا”. وافقَت مدينة أيضاً على النتيجة بعدما سمعَت بها، وأردفَت قائلةً: “نحن أيضاً سنذهب إلى إزمير، وسنُؤَجّر بيتاً هناك. إذ لم أُعجَب بإستنبول”.
ستَحلّ صائمة أمورَ المدرسة وتأتي. وسيستقرّ أشقاء مدينة أيضاً هناك. وحسن يُدرّس هناك، وقد ذهب حيدر أيضاً. ثم قد تأتي آينور أيضاً مع صائمة أو حتى قبلها. حقاً إن الأمور تسير بنحو مغاير. إذ لم أفكّر أبداً بإزمير. لكنّ الجميع وافقوا على إزمير في غمضة عين. ووجدتُ أن ذلك منطقيّ أكثر. فذاك المنزل لا يجذبني كثيراً. إذ يسكن فيه: محمد علي وزوجته وطفلاهما، وأخت زوجته وأخوها وأمها. وكأنهم عائلة عثمانية. ثم إن المنزل صغير، ولا يجذبني هذا النوع من العلاقات العائلية. إن محمد علي من “الحزب الشيوعي التركي”. وعلى رغم أن باقي وإيبو ينتسبان إلى تيارات أخرى، إلا إني أشعر أنهما أقرب منه إليّ. إنهما طالبان، ويشتغلان أيضاً. سأشتغل أنا أيضاً، وسأتدبر شؤوني وسأتعمق نظرياً إلى حين التمكن من التواصل مجدداً مع الرفاق. وأقول لنفسي: “لن أقف بلا عمل هناك”، وأغتبط وكأنني عثرتُ على حل.