ترامب يفجر المنطقة وينقل سفارته إلى القدس اليوم..مصر تحذر من مصير مجهول والعالم يستعد للانفجار العظيم
أعلن البيت الأبيض قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإدلاء بتصريحات اليوم الأربعاء، بشأن قرار نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وأشار البيت الأبيض إلى أن ترامب ثابت تماما على موقفه تجاه قرار نقل السفارة إلى القدس.
وتشير التوقعات إلى قرب إعطاء ترامب الضوء الأخضر لنقل السفارة، كما وعد خلال حملته الانتخابية.
وأعلنت الخارجية الأمريكية، مساء أمس الثلاثاء، أن ترامب سيتخذ قرارا بشأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس، لكن عندما يكون مستعدا لذلك.
جاء إعلان الخارجية الأمريكية بعد سلسلة اتصالات أجراها الرئيس ترامب مع قادة عرب على رأسهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، وإخطارهم بنيته نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ويلقى قرار ترامب المحتمل، اعتراضات واسعة من كافة قادة العالمين العربي والإسلامي، خشية تداعياته على استقرار ووضع المنطقة المشتعل بالفعل.
ويقود الرئيس الفلسطيني حملة مناشدات على مستوى العالم بهدف منع ترامب من اتخاذ القرار الذي يراه مدمرا لمباحثات السلام الفلسطينية —الإسرائيلية.
السيسي حذر من تعقيد الوضع بالمنطقة
ومن جانبه أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للرئيس دونالد ترامب، على الموقف المصرى الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
واتصل ترامب، اليوم الثلاثاء، بالرئيس السيسي لمناقشة قراره المزمع نقل السفارة الأمريكية للقدس، وهو ما حذر منه الرئيس المصري.
وأكد السيسي على ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام فى الشرق الأوسط.
ترامب يطمئن نتنياهو
وكان ترامب قد أبلغ القادة الإسرائيليين والعرب، مساء الثلاثاء، أنه يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن ترامب أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قراره خلال اتصال هاتفي.
وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت، مساء الثلاثاء، أن ترامب أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.
وتوقعت الصحيفة الأمريكية إعلان ترامب قراره الأربعاء، بعد يومين من انتهاء المهلة المحددة له لاتخاذ قرار بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس.
وأكدت أن قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو أخطر قرارات ترامب في الشرق الأوسط.
الفلسطينيون يستغيثون بالعالم
أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن استغاثة عالمية لحث العالم على التدخل لإنقاذ القدس.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، أن ترامب أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس في مكالمة هاتفية نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس.
وحذر عباس “من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وطالب أبو مازن بابا الفاتيكان بالتدخل لمواجهة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
كما حث، اليوم الثلاثاء، الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، التدخل لمواجهة خطة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وناشد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن قادة العالم التدخل للحول دون تطبيق خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة للقدس.
استفزاز إسرائيلي
أوضح رئيس بلدية “القدس” في الحكومة الإسرائيلية، نير بركات، أن نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى المدينة المقدسة يمكن أن يتم “في دقيقتين”.
وقال بركات إن الولايات المتحدة لن تحتاج إلا لنقل أحد أصولها الحالية في المدينة مثل قنصليتها الواقعة في القدس الغربية.
وأضاف بركات لراديو إسرائيل “يأخذون فقط القنصلية كرمز وينقلونها إلى رمز السفارة يمكن أن يقوم بذلك اثنان من المارينز الأمريكيين في دقيقتين ويفسحوا للسفير ديفيد فريدمان مجالا للجلوس”.
وأكمل “تنفيذ هذا القرار يكون على الفور ثم نبدأ لاحقا وبهدوء في نقل الموظفين بأسلوب أكثر تنظيما للبدء في تقديم الخدمات من القدس”.
ويشكل وضع القدس أحد أكبر العثرات الرئيسية خلال عقود في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
القدس عاصمة فلسطين
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، وتعتبر إسرائيل المدينة برمتها عاصمة أبدية لها، رغم أنها تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة.
وكانت اسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة. ويرغب الفلسطينيون في جعلها عاصمة لدولتهم المنشودة.
وكان ترامب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل في يونيو الماضي من اجل “اعطاء فرصة” امام السلام.
وأقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونا ينص على “وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل”، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس.
ورغم أن قرار الكونجرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر لحماية “مصالح الامن القومي”. وقام الرؤساء الاميركيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين ان الظروف لم تنضج لذلك بعد.
حل وسط القرار وتأجيل النقل
وكان مسؤولون أمريكيون كبار قالوا إن ترامب سيعلن غدا الأربعاء على الأرجح الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما سيؤجل نقل السفارة من تل أبيب لمدة ستة أشهر، رغم توقعات بإصدار أوامر لمساعديه بالبدء في التخطيط لمثل هذه الخطوة على الفور.
لكن المسؤولين قالوا إنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الشأن، مع زيادة الاحتجاجات عبر الشرق الأوسط وبين زعماء دوليين ضد أي قرار أمريكي أحادي بشأن القدس.
غضب عربي واجتماع طارئ السبت
وتوالت ردود الفعل الغاضبة، على الصعيدين العربي والدولي، حيال نيّة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإعلان، عن نقل السفارة القدس المحتلة.
ردًّا على ذلك، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الأردن يعتزم الدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، يومي السبت والأحد المقبلين، لبحث كيفية مواجهة التداعيات “الخطرة” لقرار ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس المحتلة.
وأضاف: “ستدعو المملكة لعقد اجتماعين طارئين لمجلس وزراء جامعة الدول العربية السبت المقبل، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأحد المقبل، لتنسيق المواقف العربية والإسلامية إزاء تبعات القرار”.
ومن جانبه أكد العاهل المغربي، الملك محمد السادس، على “تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة، خصوصًا في ما يتعلق بوضع القدس الشريف”.
وعبّر العاهل المغربي، في اتصال هاتفي اليوم مع الرئيس الفلسطيني، عن “رفضه القوي لكل عمل من شأنه المساس بالخصوصية الدينية المتعددة للمدينة المقدسة أو تغيير وضعها القانوني والسياسي”.
مخاوف دولية من انفجار المنطقة
وعلى صعيد المواقف الدولية، عكست ردود الفعال مخاوف كبيرة من انفجار الشرق الأوسط على نحو غير متوقع.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم، من “أي خطوات أحادية من شأنها تقويض جهود حل القضية الفلسطينية انطلاقاً من حل الدولتين”.
وخلال مؤتمر صحافي بمقر المنظمة في نيويورك، قال المتحدث باسم جوتيريش، ستيفان دوجاريك: “نحن على دراية بالتقارير التي تفيد بنيّة الرئيس الأمريكي، لكننا لا نود التكهّن بأي شيء قبل صدور إعلان رسمي”.
ويرى جوتيريش أن ملف القدس “ينبغي التفاوض بشأنه ضمن قضايا الحل النهائي (للصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال)”، بحسب دوجيريك، الذي شدد على أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة “واضح وصريح حول هذه المسألة، سواء في العلن أو بالاجتماعات المغلقة”.
من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إن أوروبا تدعم كل الجهود الرامية إلى عودة الحوار من أجل تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين وإسرائيل من خلال حل الدولتين.
وحذرت موجيريني -عقب لقائها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في بروكسل أمس الثلاثاء، من أي تصرف قد يقوض حل الدولتين، مؤكدة ضرورة التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل الوصول إلى حل يقضي بأن تكون القدس عاصمة مشتركة للدولتين.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد عبر لترامب عن قلقه من احتمال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.