ترامب والارهاب والطماطم .. مع تطلع واشنطن الى العراق تقف إيران في طريقها لتحقيق مكاسب
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تفاصيل مخططات إيرانية لضرب الزراعة في العراق، كي تحل مكان الإنتاج المحلي واردات إيرانية، وذلك في الوقت الذي تركز الولايات المتحدة على التوسع في بناء قواعد عسكرية في بلاد الرافدين في إطار استراتيجيتها لاحتواء تعزيز الوجود الإيراني في المنطقة.
لكن هآرتس أكدت في إحدى مقالاتها التحليلية على أهمية أن تقوم واشنطن بإقصاء إيران اقتصاديا في العراق، ولا تكتفي فقط ببناء القواعد العسكرية.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن إعلان واشنطن نيتها التوسع في بناء قواعد في العراق كجزء من استراتيجيتها لاحتواء تعزيز الوجود العسكري لإيران، “قد يؤدي ببساطة إلى تمكين القوات المعادية للولايات المتحدة في البلاد”.
وتقول الصحيفة إن طماطم (بندورة) إيران، وليس صواريخها أو البطالة، هي التي تسببت في إثارة مشاعر الغضب في مدينة البصرة جنوبي العراق هذا الشهر.
فقد أدى إغراق أسواق البصرة بآلاف الأطنان من الطماطم الإيرانية إلى خروج مئات المزارعين إلى الشوارع لمطالبة الحكومة بوقف “المد الأحمر” الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، وتسبب في خسائر فادحة للمزارعين العراقيين.
وباعتراف الجميع، تعاني سوق الطماطم من وباء غامض أدى إلى شحها وارتفاع أسعارها. لكن المزارعين يقولون إن هناك ما يكفي من الطماطم في البلاد، لذلك ليس هناك حاجة لاستيرادها من إيران.
وينص القانون العراقي على أنه لا ينبغي استيراد منتجات من دول أخرى في حالة وجود بديل محلي. ويطالب المزارعون الغاضبون فقط بتنفيذ القانون.
ويقول المزارعون إن الوباء الغامض الذي أتلف محاصيلهم من الطماطم هو جزء من مؤامرة إيرانية، بل إن بعضهم يصر على أن إيران تنشر هذا الوباء.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتضرر فيه الجنوب العراقي اقتصاديا. ففي أكتوبر الماضي، خفضت إيران إمداداتها من الكهرباء إلى العراق بسبب عدم دفع الحكومة العراقية لمديوناتها السابقة. وقبل ثلاثة أشهر، قطعت تدفق المياه إلى البصرة.
ويمكن أن يفاقم مشروع المياه الإيراني الكبير، وهو على وشك الانتهاء، المشاكل الاقتصادية للعراق، ويزيد من اعتماده على الحكومة الإيرانية. ويشمل المشروع سدود ضخمة حولت بعض مصادر المياه في العراق.