ترامب معزول في قمة مجموعة السبع بسبب التجارة وروسيا وإيران
ظهرت الخلافات بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقادة مجموعة الدول الصناعية السبع (المعروفة أيضا باسم مجموعة السبع) أو “جي 7” جلية في قمتهم المنعقدة الآن في كندا.
وقال ترامب إنه ينبغي إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، وذلك بعد استبعادها بسبب ضم موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.
لكن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قالت إن أعضاء الاتحاد الأوروبي المشاركين في القمة متفقون على أنه ينبغي ألا يحدث ذلك.
وكانت المجموعة، تضم 8 دول منذ عام 1998، لكن الدول الأعضاء قررت عدم الحضور إلى القمة في سوتشي في عام 2014، بسبب الأوضاع في القرم، والتقت في بروكسل دون روسيا.
وفي غضون ذلك، وصفت كندا تعريفات ترامب التجارية الأخيرة بـ “غير قانونية”.ن
وحذّر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، من أن موقف الرئيس الأمريكي بشأن التجارة وتغير المناخ والقضية الإيرانية يشكل خطرا حقيقيًّا.
وأضاف: “لكن، ما يقلقني هو حقيقة أن النظام الدولي المرتكز على حكم القانون يواجه مخاطر، والأغرب هو أن الذي يشكل هذا الخطر ليس المشتبه فيهم المعتادين لكن مهندس (هذا النظام) وداعمه الرئيسي”.
وفي أعقاب تداول شائعات بعدم صدور بيان ختامي مشترك بسبب الخلافات، قال الرئيس ترامب للصحفيين إنه يعتقد بأنه سيكون هناك بيان رغم كل هذا.
وتنعقد قمة الدول السبع الكبرى، التي تضم كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وألمانيا، في بلدة لا مالباي في مقاطعة كيبيك بكندا.
ويجتمع زعماء الدول السبع، التي تمثل أكثر من 60 في المئة من صافي قيمة التجارة العالمية، سنويا. ويتصدر الاقتصاد جدول القمة، على الرغم من تفرع الاجتماعات السابقة دائما للنقاش حول القضايا العالمية الكبرى الأخرى.
ماذا قال ترامب عن روسيا؟
قال الرئيس الأمريكي إنه يأسف على تقلص حجم المشاركين في القمة.
وأضاف ترامب: “أتعلمون، سواء كنت تحب هذا أو لا وربما لا يكون أمرا صحيحا من الناحية السياسية، لكن أمامنا عالما نديره، وفي مجموعة السبع الكبرى، التي اعتدنا أن تكون الثمانية الكبرى، قد طردوا روسيا… عليهم أن يسمحوا لروسيا بالعودة مرة أخرى”.
ولقيت تصريحات ترامب تأييدا من رئيس وزراء إيطاليا الجديد، جوزيبي كونتي، الذي قال في تعليق له على تويتر إنه “من مصلحة الجميع أن يُسمح لروسيا بالعودة”.
قادة دول مجموعة السبع ومسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي يجتمعون في كيبيك
لكن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قالت في وقت لاحق، إن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي بمن فيهم كونتي قد وافقوا على أنه لا يمكن السماح لروسيا بالعودة ما لم يُحرز “تقدم” بشأن أوكرانيا. كما قالت كندا إنها تعارض إعادتها.
وفي غضون ذلك، قال متحدث باسم الكرملين إن بلاده متهمة بـ “صياغات أخرى” بعيدة عن مجموعة السبع الكبرى.
ويزور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، حاليا الصين، حيث مُنح ميدالية صداقة من نظيره الصيني، شي جين بينغ.
وعلقت مجموعة السبع الكبرى عضوية روسيا بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وازدادت حدة التوتر، بسبب حادث تسمم جاسوس روسي سابق في بريطانيا مؤخرا.
ويقول جيمس روبنز، المراسل الدبلوماسي لـ” بي بي سي”: الخلافات بين دونالد ترامب وحلفاء أمريكا الرئيسيين شهدت مرحلة جديدة من التدهور بسبب التعريفات التجارية قبل أن يلقي ترامب، دون ترتيب، قنبلته اليدوية بشأن روسيا.
غالبية قادة الدول السبع الكبرى يعتقدون بأن قرار استبعاد روسيا من المجموعة عام 2014 كان قرارا صحيحا آنذاك وحتى اليوم. حتى موسكو نفسها تبدو غير مبالية بشأن العودة مرة أخرى.
وبأساليب كثيرة، يبدو هذا أسلوب مقصود من دونالد ترامب لصرف الانتباه عن حرب التصريحات المتبادلة مع بقية قادة مجموعة السبع الكبرى بشأن التجارة والسياسات الحمائية.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا تروق له فكرة المجموعة كلية، فهو آخر من وصل وسيكون أول من يغادر.
كيف ترى بقية مجموعة السبع التعريفات التجارية؟
الرئيس الصيني شي جين بينغ يستضيف نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ودعاه إلى مباراة ودية لهوكي الجليد
أثار فرض تعريفات ترامب التجارية موجة غضب، حتى مع حلفاء الولايات المتحدة الذين أصبحوا عرضة لتكبدها كغيرهم. وأثارت الخطوة مخاوف من اندلاع حرب تجارية.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند: “كندا لن تغير رأيها عندما يتعلق الأمر بتطبيق غير قانوني وقطعا غير مبرر للتعريفات على الصلب والألومنيوم”.
ويوم الجمعة، قال ترامب إن الولايات المتحدة وكندا تعملان سويا لخفض التعريفات “وجعلها عادلة للغاية لكلا البدلين”.
وأضاف: “أحرزنا تقدما كبيرا اليوم”، مضيفا أن العلاقات بين البلدين “ربما أفضل من أي وقت مضى”.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، إنها تريد من الاتحاد الأوروبي أن يتخذ إجراءات محسوبة ومتكافئة ردا على التعريفات الأمريكية.
وعلى عكس ماكرون وترودو، لن تعقد ماي اجتماعا ثنائيا مع ترامب، لكنها أصرت، الجمعة، على أن هذا ليس تجاهلا.
ما الذي يمكن توقعه أيضا في كيبيك؟
يغادر الرئيس الأمريكي القمة مبكرا متجها إلى سنغافورة لعقد قمته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جون أون، ما يعني أنه سيفوت بعضا من المواضع التي يطرحها ترودو.
القضايا الخمس الرئيسية على جدول القمة هذا العام:
النمو الاقتصادي الشامل
المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة
السلام العالمي والأمن
توفير الوظائف في المستقبل
التغير المناخي والمحيطات
ووفقا لبرنامج زعماء القمة، سيحضر ترامب النقاش حول الاقتصاد والقضايا الأمنية التي تناقش الجمعة، لكنه سيفوت التغير المناخي والبيئة وربما المساواة بين الجنسين، السبت.
كان الرئيس الأمريكي أكثر الشخصيات غرابة بشأن قضية تغير المناخ خلال قمة مجموعة السبع الكبرى في إيطاليا، العام الماضي، إذ أعلن في وقت لاحق نيته لسحب بلاده من الاتفاقية التاريخية المبرمة في باريس.
وتمثل إيران أيضا قضية خلاف رئيسية. وسحب ترامب بلاده من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 مع إيران.
وشهدت اجتماعات مجموعة السبع السابقة احتجاجات ضخمة، وييعتقد أن قرابة ثمانية آلاف جندي وشرطي يؤمنون قمة كيبيك.