تحليل دم جديد يمكن الأطباء من تشخيص اللوكيميا قبل ظهورها بسنوات
سيتمكَّن الأطباء يوماً ما من اكتشاف سرطانات الدم قبل ظهورها، من خلال الفحص، بعد أن وجد العلماء علاماتٍ على وجود سرطانات الدم محفورة في الحمض النووي، قبل أن تبدأ الأعراضُ بسنوات.
أظهر الباحثون من جامعة كامبردج، أنَّ التحولات التي تزيد بشكل كبير من احتمال إصابة شخص ما بأحد أنواع سرطانات الدم والمسمى بسرطان الدم النخاعي الحاد (AML) قابلة للقياس، حتى قبل 5 سنوات من ظهوره.
ويأمل الباحثون في استخدام هذا الاكتشاف لاختبار التدخلات لمنع ظهور أمراض سرطانات الدم، الذي قد يظهر دون سابق إنذار، ويتطلب علاجاً عاجلاً لإنقاذ حياة المرضى.
علامات مماثلة لسرطانات أخرى
صورة لخلية سرطانية
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Independentالبريطانية، فقد اقترح الباحثون أيضاً وجودَ علامات مماثلة لأنواع أخرى من سرطانات الدم، التي تُسبب ما يقرب من 5 آلاف حالة وفاة في المملكة المتحدة وحدها سنوياً.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من العمل، قبل أن يكون برنامج الفحص الخاص بسرطان الدم النخاعي الحاد فعالاً من حيث التكلفة، ودقيقاً بما يكفي، حتى لا يعطي إنذاراً كاذباً للأشخاص الذين أُجري لهم الفحص، بأنهم معرضون للخطر.
وقالت الدكتورة غريس كولورد، واحدة من أبرز الباحثين القائمين على الدراسة التي نشرت في مجلة Nature، إن «سرطان الدم النخاعي الحاد غالباً ما يظهر بشكل مفاجئ جداً لدى المرضى، لذلك فوجئنا باكتشاف أن أصوله قابلة للاكتشاف قبل أكثر من 5 سنوات من ظهور المرض. ويوفر هذا إثباتاً مبدئياً أنه قد يكون من الممكن تطوير اختبارات لتحديد الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد».
هذا النوع من السرطان هو سرطان خلايا الدم البيضاء، الذي يصيب أكثر من 3000 شخص كل عام، ويمكن أن يسبب الوفاة في غضون أسابيع إذا تُرك دون علاج.
تتسبب الطفرات في مصانع إنتاج خلايا الدم في النخاع العظمي في زيادة إنتاج العدلات والوحيدات، وهي الخلايا التي تبتلع وتكسر الطفيليات والبكتيريا.
المصابون معرضون للعدوى بسرطانات الدم
“مصاب بسرطان الدم”اللوكيميا
يؤدي هذا الإنتاج الضخم إلى خلايا منتفخة ولا تعمل بشكل صحيح، ويعني ذلك أن المصابين معرضون للعدوى، بالإضافة إلى الكدمات والنزيف. يزداد معدل الإصابة بمرض سرطان الدم النخاعي الحاد مع التقدم في العمر، ولا يتمكن سوى 1 من كل 5 مرضى في إنكلترا من البقاء على قيد الحياة، لمدة 5 سنوات أو أكثر، بعد تشخيص إصابتهم بالمرض. معدلات النجاة من المرض منخفضة، تصل إلى 5% لمن تتجاوز أعمارهم 65 سنة.
ولاختبار ما إذا كان من الممكن الكشف عن التغيرات التي تؤدي إلى مثل هذه الحالة النادرة، استخدم الباحثون عيّنات دم من 800 مريض، في دراسة «التحليلات الأوروبية في السرطان والتغذية» (EpiC)، التي بدأت في عام 1992.
من هذه المجموعة، أصيب 124 من المشاركين بسرطان الدم النخاعي الحاد.
من خلال فحص عينات الجينات المرتبطة بالمرض، تمكَّن الباحثون من إثبات أنه كلما زادت الطفرات، خاصة في المراحل المبكرة من العمر، زادت مخاطر ظهور هذا المرض.
ينطبق هذا بشكل خاص على الطفرات فيما يُسمى بجينات «عامل التضفير»، التي ظهرت لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بمتوسط عمر 60.3، مقارنة بـ77.3 في أولئك الذين لم يصابوا به.وقال الدكتور جورج فاسيلو، أحد الباحثين الذين قادوا المشروع، وأخصائي استشاري أمراض الدم في مستشفى جامعة كامبريدج: «نأمل أن نبني على هذه النتائج لتطوير اختبارات فحص قوية، لتحديد الأشخاص المعرَّضين للخطر، ودفع الأبحاث إلى كيفية الوقاية من مرض سرطان الدم النخاعي الحاد. إن طموحنا هو أن توفر الوقاية من هذا المرض في يوم ما بديلاً قوياً للعلاج».