تحذيرات فلسطينية من تبعات مخطط الضم.. هنية يدعو لقمة عربية عاجلة.. والشيخ: السلطة ليست وكيلا أمنيا
واصل الجانب الفلسطيني إرسال رسائل تهديد لإسرائيل، تنذر من خطورة تنفيذ مخطط الضم، الذي يلتهم مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية، ودعا مسؤول كبير إسرائيل لتحمل مسؤوليتها كـ “قوة احتلال”، فيما طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الأمين العام للجامعة العربية، للدعوة لعقد قمة عربية عاجلة، لمواجهة مخطط الاحتلال.
وأكد الوزير حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن تنفيذ مخطط الضم يعني انهيار التسوية القائمة على التفاوض.
وقال في تصريح صحافي: “الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، يعني قتل رؤيا حل الدولتين، وانهيار التسوية السياسة القائمة على أساس التفاوض، وفق اتفاقيات أصبحت في حكم الماضي”.
وأضاف: “على إسرائيل تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال، والسلطة الفلسطينية ليست جهة خدماتية ولا جمعية خيرية وليست وكيلا أمنيا واقتصاديا”.
وكان الشيخ بذلك يشير إلى قرار السلطة الفلسطينية بوقف عمليات التنسيق مع إسرائيل، بما في ذلك “التنسيق الأمني”، وفق قرار التحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال.
وجاءت تصريحات الشيخ، بعد أن هدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بسحب منظمة التحرير الفلسطينية رسالة اعترافها بإسرائيل، في حال أقدمت على تنفيذ خطة الضم، التي تطال المناطق التي تقام عليها المستوطنات في الضفة، ومنطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وهي ما تشكل ما نسبته 30% من مناطق الضفة الغربية.
وقال اشتية خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين: “مسألة اعترافنا بإسرائيل ستكون على الطاولة في حال تم تقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية”.
وتواصل الحكومة الفلسطينية إجراءات قرارها بوقف التنسيق مع إسرائيل، والتحلل من الاتفاقيات الموقعة، بما في ذلك الاقتصادية، رغم معاناتها من أزمة مالية كبيرة، لعدم تسلمها أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل من البضائع التي تمر عبر موانئها للمناطق الفلسطينية، بموجب الاتفاق الاقتصادي الموقع في العاصمة الفرنسية باريس في العام 1994، وذلك بعدما ربطت إسرائيل تحويل هذه الأموال بعودة “التنسيق الأمني”.
وأدى ذلك إلى عدم قدرة الحكومة الفلسطينية حتى اللحظة، على دفع رواتب موظفيها العموميين في الضفة الغربية وقطاع غزة، على غير العادة، حيث تتردد أنباء أنه في حال قررت الحكومة دفع الرواتب فإنها لن تشمل كافة القيمة المالية التي كان يحصل عليها الموظفون.
ويبلغ معدل أموال المقاصة نحو 200 مليون دولار شهريا، وتمثل هذه الأموال أكثر من 60% من إجمالي الإيرادات العامة للخزينة الفلسطينية.
جدير ذكره أن مخطط الضم الإسرائيلي يقابل برفض فلسطيني موحد، يشمل جميع الفصائل والقطاعات الشعبية، التي أعلنت عن تأييد قرار القيادة بالتحلل من الاتفاقيات الموقعة.
وفي هذا السياق، بعث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور أحمد أبو الغيط، دعا فيها لعقد “قمة عربية عاجلة”، من أجل دعم الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لكل مشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس، ومخططات تصفية القضية الفلسطينية برعاية أمريكية.
وطالب هنية بتوفير “شبكة أمان سياسية ودبلوماسية واقتصادية وإعلامية” لحماية المشروع الوطني الفلسطيني القائم على حقّ الشعب الفلسطيني الطبيعي في انتزاع حقوقه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا هنية إلى “تحرك عاجل لمواجهة سياسة الضمّ الإجرامية والعنصرية التي تنتهجها حكومة العدو في الضفة الغربية والقدس والأغوار”، والتي قال إنها “تعد عدواناً جديداً يضاف إلى سلسلة جرائمه ومجازره عبر تاريخه الأسود، والتي باتت تشكّل خطراً حقيقياً على حاضر ومستقبل فلسطين والأمَّة العربية والإسلامية قاطبة”.
وشدّد هنية في رسالته التي وزعتها حركة حماس على وسائل الإعلام، على ضرورة اتخاذ “موقف موحد وجاد”، يرفض ويجرم هذه المخططات، ويحمي المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويمنع مخططات التهويد والتقسيم، ويدعم صمود وثبات المقدسيين على أرضهم، ويردع الاحتلال ويكبح جماح عدوانه المتواصل، ويضع حدّاً لإرهابه المتصاعد ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وحثّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على ضرورة تكثيف التواصل مع الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية والإقليمية، على الصعيد السياسي والدبلوماسي والقانوني، من أجل بلورة موقف دولي يجدّد ويعزّز المطالبة بالحقوق الفلسطينية المشروعة، ويضغط على حكومة الاحتلال لوقف مشاريع الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، والمضي في إجراءات التحقيق لدى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
وقال: “إنَ حكومات الاحتلال المتطرّفة عبر تاريخها الإجرامي، تستغل محاولات التطبيع مع بعض العواصم العربية والإسلامية في تنفيذ مشروعها الاحتلالي البغيض لأرض فلسطين، كغطاء لتمرير مشاريعها الاستيطانية والتهويدية”.
وطالب في ذات الوقت بـ “رفض وتجريم التطبيع مع العدو الإسرائيلي”، واصفاً إياه بـ”الخطيئة الكبرى التي لا تغتفر وطعنة غادرة في صدر شعبنا وأمتنا في ظل استمرار عدوانه وإرهابه ضد الأرض والشعب الفلسطيني”.
وأكَد هنية في رسالته لأبو الغيط، على أنَ الشعب الفلسطيني “لن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذا العدوان والتصعيد، سيواجه هذا الإرهاب الإسرائيلي بالمقاومة الشاملة، وسيظل متمسكاً بالدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته حتى تحقيق زوال الاحتلال والتحرير والعودة، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التمادي في مخططاته الاستفزازية في الضفة والقدس”.
وجدد كذلك تأكيد حركة حماس على تمسكها بالوحدة الوطنية كـ “خيار إستراتيجي”، وأعلن عن استعدادها لأيّة لقاءات قيادية فلسطينية من أجل الاتفاق على برنامج وطني متوافق عليه لمواجهة الأخطار المحدقة بالأرض والشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني “وهو يدافع عن أرضه وحقوقه، ومقدسات الأمة وهويتها وتاريخها نيابة عن الأمَّة العربية”.
جدير ذكره أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعلن أنه سيطبق خطة الضم التي تلتهم 30% من مساحة الضفة الغربية، في مطلع الشهر القادم، وهي خطة تتوافق مع مشروع أمريكا للحل في المنطقة المعروف باسم “صفقة القرن” الذي يحابي الاحتلال، على حساب الحقوق الفلسطينية الثابتة، والذي أعلنت العديد من الدول رفضها له، لمخالفته القانون الدولي.