تحديات صعبة في مرحلة ما بعد تنظيم “الدولة” بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها
تحولت “دولة الخلافة” الكبيرة التي امتدت عبر سوريا والعراق، مع الهزيمة العسكرية لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، إلى عشرات من الخيام بالقرب من نهر الفرات، كما برزت تحديات جديدة بالنسبة للولايات المتحدة والحلفاء، إذ يطالب عناصر الجماعة من الدول الغربية بحق العودة إلى بلدانهم الأصلية، ويريد ضحايا التنظيم العدالة، بينما تسعى أمريكا وحلفاؤها إلى منع عودة “التنظيم” من خلال الخلايا النائمة، التي ما زالت تشكل تهديدًا.
وبالنسبة إلى الولايات المتحدة والحلفاء، هناك مسألة واحدة تتمثل في كيفية مقاضاة والتعامل مع الغربيين الذين انضموا إلى تنظيم الدولة “داعش” ويريدون العودة إلى الوطن، وقد تم إجلاء الالاف من المدنيين، العديد منهم يشتبه في أنهم من عناصرالتنظيم، من المنطقة الأخيرة المتبقية للجماعة في فبراير/ شباط، ومن بين هؤلاء العديد من الأمريكيين والأوروبيين البارزين.
وانضمت هدى المثنى، وهي أبنة دبلوماسي يمني سابق، تدعى بعروس (داعش) إلى التنظيم في عام 2014، والغت إدارة أوباما جواز سفرها في عام 2016، وهي تطالب الآن بالعودة إلى الولايات المتحدة من سوريا، وهي واحدة من بين 3200 من أعضاء تنظيم الدولة وعائلاتهم المحتجزين في شرق سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في التحالف ضد “الدولة”، وقد تم العثور على مواطنيين من 41 دولة من بين عناصر التنظيم، الذين استسلموا أو فروا من المعارك بعد الهزيمة.
وطالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مننتصف فبراير أن تستعيد الدول الأوروبية ما يصل إلى 800 من مقاتلي التنظيم من مواطني الاتحاد الأوروبي، ولكن المملكة المتحدة ودول أخرى رفضت ذلك، ساعية إلى تجريد عناصر التنظيم من جنسيتهم في حين طعنت عائلة المثنى بقرار إدارة ترامب، وطالبت بعودتها.
وقال المحلل الأمريكي سيث فرانتزمان من مركز الشرق الأوسط إن التنظيم ارتكب جرائم وحشية، وعلى سبيل المثال، تم العثور على مقبرة جماعية في سوريا تحتوي على 3500 جثة، يعتقد أن العديد منهم قد تم اعدامهم من قبل (داعش)، لذلك يجب أن يواجه عناصر التنظيم المحاكمة، ولكن جماعات حقوق الانسان انتقدت النظام القضائي العراقي، ولم يكن لدى الولايات المتحدة طريقة قانونية لنقل هولاء من سوريا إلى العراق.
وأصبحت مشكلة إنهاء الحرب ضد تنظيم الدولة “داعش” متشابكة مع الارتباك الأمريكي في عملية الانسحاب، إذ أعلن البيت الأبيض أن مئات من الجنود سيبقون كجزء من “قوة استقرار دولية” نتيجة للمناقشات الأمريكية مع التحالف المكون من 79 دولة في واشنطن.
وحدد وزير الخارجية، مايك بومبيو، أهداف سياسة ما بعد (داعش) في أوائل فبراير من بينها، الحاجة إلى تحقيق العدالة للضحايا وهزيمة أي بقايا للتنظيم ودعم العراق، ولكن الاستراتيجية المتعلقة بسوريا لا تزال قيد التنفيذ، وتتطلب المزيد من الوضوح من واشنطن.
وتكمن المهمة الصعبة، والحديث هنا للمحلل فرانتزمان، في كسب السلام وتحقيق الاستقرار في شرق سوريا ومنع عودة الإرهاب المتطرف، والتأكد من النصر العسكري لا يهدر من خلال صراعات جديدة.