تحت حراسة مشددة.. آلاف اليهود يقيمون احتفالا دينيا في كنيس بجربة التونسية
وسط حراسة أمنية مشددة وفي أجواء احتفالية .. توافد آلاف اليهود من أوروبا وإسرائيل يوم الأربعاء على مزار يهودي بمنتجع جربة السياحي لإقامة احتفال ديني نادر الحدوث في بلد عربي بعد عزوف استمر سنوات بسبب الوضع الأمني الذي أعقب انتفاضة 2011.
وتضم تونس، التي تقطنها أغلبية من المسلمين، نحو 2000 يهودي أكثر من نصفهم يعيشون في جزيرة جربة الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس.
وشاهد مراسل رويترز إجراءات أمنية مشددة وأقيمت الحواجز في مدخل منطقة الغريبة بجزيرة جربة حيث يقع الكنيس كما انتشر مئات من قوات الشرطة ومكافحة الإرهاب بينما كانت طائرة هليكوبتر تحلق لمراقبة المكان. ويستمر الاحتفال يومين.
وتعرض مزار الغريبة لهجوم انتحاري حين اقتحم مهاجم في سيارة صهريج محملة بغاز الطهي مقر المعبد في عام 2002 ليقتل 21 شخصا غالبيتهم من السياح الألمان.
وتعيش تونس أيضا تحت قانون الطوارئ منذ 2015 بعد هجوم متطرفين ضد سياح في فندق بسوسة ومتحف باردو قتل فيهما العشرات.
وكان الاحتفال الديني قد توقف عامين بعد 2011 بسبب الأوضاع الأمنية في تونس وعاد فقط المئات من اليهود في السنوات القليلة الماضية. لكن مع تحسن الأوضاع الأمنية بشكل ملحوظ هذا العام يقول منظمون إن حوالي خمسة آلاف على الأقل وصلوا إلى كنيس الغريبة وهو أكبر رقم منذ 2010 حيث وصل عدد الزائرين اليهود آنذاك خمسة آلاف.
وقال سائق سيارة أجرة ”تدفق اليهود على جربة يعطينا فكرة كيف سيكون الموسم السياحي..هذا العام جاؤوا بكثرة ويبدو الأمر جيدا للغاية.. نتوقع انتعاشة في القطاع السياحي بعد ركود استمر سنوات عقب الثورة“.
ويقول بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة لرويترز ” هذا العام الوضع جيد للغاية واليهود عادوا بكثرة إلى كنيس الغريبة من إسرائيل وروسيا وفرنسا وايطاليا..عدد الزوار يتجاوز خمسة آلاف“.
وعودة تدفق اليهود إلى كنيس الغريبة مؤشر مهم بالنسبة لصناعة السياحة في تونس التي تتطلع حكومتها لاستقبال حوالي ثمانية ملايين سائح أجنبي هذا العام.
ويمثل هذا الاحتفال أيضا فرصة لاختبار قدرة الأمن التونسي على حماية الزائرين اليهود من أي هجمات محتملة من متشددين إسلاميين.
وقالت زائرة تدعى إيزابيل قاز قدمت من باريس لرويترز ”الوضع الأمني ممتاز هنا وهذا شجعنا على القدوم من جديد. نحن اليوم نحس أننا أكثر أمنا في تونس من باريس“.
وأضافت ”هذا الاحتفال فرصة رائعة للتقارب بين المسلمين واليهود وباقي الديانات وفرصة لندعو للسلام والحب في أنحاء العالم“.
وداخل الغريبة وهي أقدم كنيس يهودي في أفريقيا غنى اليهود ورقصوا في حين كتب آخرون أمانيهم بالزواج والإنجاب والسلام على بيض ووضعوه في قبو. وتناول الزوار خمرا محليا يعرف باسم البوخا.
وأضاء آخرون الشموع داخل المعبد وأقاموا الصلوات ورددوا الأدعية كما تنظم أيضا مزادات علنية بساحة المعبد يذهب ريعها إلى يهود جربة.
وحضر عديد من التونسيين المسلمين احتفالات الغريبة الدينية في إشارة منهم على التسامح والتعايش بين الأديان. ومن المتوقع أن يصل أيضا رئيس الوزراء التونسي للغريبة في إشارة لدعمه للاحتفالات الدينية.
واستغل آخرون الفرصة للتسوق واقتناء هدايا تقليدية من جربة وتذوق الأكلات التي يشتهر بطبخها يهود جربة مثل ”البريك“.