بين عزلتي التغيير والابداع .. الفنان في زمن الكورونا صدى للتعبير عن الفزع أو انتصار للإنسانية
تبدو اللحظة الأولى للحلم انبهارا واسع الأمل وتنتهي اللحظة الأخيرة للكابوس بصرخة فزع وبين الأمل والفزع تفاصيل مُعتمة ونور مشرق وحياة يجب أن تستمر، هي هلوسات أُجبر عليها العالم وهو يدخل عزلته الإجبارية التي تُشبه الحياة ليتماهى معها ويتعايش مع تفاصيلها من أجل البقاء، ولكن الفرق بين البقاء والجمال هو الفن.
حيث عبّر الفنان ومن خلال معايشاته الإنسانية عن الكثير وكان نتاج إبداعه أعمال مختلفة من صرخة مونش إلى غارنيكا بيكاسو وهلامية الوقت عند دالي وتصورات الوجود المعاصر في لغة فن الفيديو عند بيل فيولا.
فالفن عرف تاريخه تطورات لم تكن من فراغ بل كانت نتاج مواقف وأحداث تغيّرت عبرها الجماليات من الكلاسيكيات الخالدة إلى الحداثة المتمرّدة وما بعد الحداثة المُضطربة في زمن الاستهلاك ومبالغات ما أثاره من جدل على مدى الفهم وحكمة المعنى ورمزية العلامة التي اخترقت المألوف وهي تعبّر عن مخلّفات واقع عبر الحربين العالميتين والحرب الباردة إلى صدمة “الكورونا” التي سيصبح كل ما يقاس من تغيير تعبيري محسوبا وفق كرونولوجيا زمنها.
*محمد قباوة Farhat Art Museum
فكيف سيكون الفن التشكيلي والفنون البصرية في زمن الكورونا التي صدمت البشرية اقتصاديا وعلميا وانسانيا وبالخصوص ثقافيا حين توقفت العروض والأنشطة والفعاليات وأغلقت المتاحف وكأن الحدث أجبر المثقف على تغيير دوره والبحث عن منافذ جديدة للتعبير، ما وضع المفارقة الفنية التي حوّلت تلقي المألوف الجمالي الذي طالما تحكمت فيه إلى واقع مأساوي في بلدان لها تاريخها الفني من الكلاسيكي الحديث والمعاصر مثل فرنسا اسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الامريكية، فبين تمثال الرحمة لمايكل أنجلو وموزة كاتيلان على الجدار تماهت الحقيقة أمام واقع الموت مع الخذلان أمام صدمة التعبير.
هذه الاستفسارات احتاجت فتح نوافذ المشاعر والمواقف مُشرّعة على الفنان والتواصل معه وتقييم هذه المرحلة في فكرها الجمالي والفني؟
من إيطاليا كان العبور إلى عالم التشكيلي اللبناني علي حسون الذي حرّك الحدث أعماقه الفنية ليعبّر من مكانه بتصوراته المابعد حداثية وأسلوب البوب آرت خاض التحوّل التعبيري والفكري والفلسفة البصرية “ما يعيشه العالم ليس مجرد حالة نجبر عليها ولا صمت نتوارى خلفه بل هو تغيير يجتاحنا وترتيب نحن في حاجة له لنتحوّل من الاستهلاك إلى الفعل ومن المجاراة والرضوخ الى التمرّد فلا صوت يعلو فوق صوت الفن بعمقه وجمالياته الحقيقية التي يجب أن ترتقي بذاتها وتواجه النفس التجاري الذي حوّل الفن إلى سلعة وانحسر دوره على الإثارة والإعلام والتهريج فحتى مفاهيمه المعاصرة تجرّد منها وأصبح يوجّه كما يريد رأس المال إن المرحلة الحالية التي يعيشها الفن والفنان هي مرحلة البحث عن الجماليات الخالدة لا عن ما سيترك من أثر فبين الفن والجمال والخردة والتصورات البالية هناك فرق يخدم الفكرة والانسان والإنسانية بصور تليق بالبقاء وتليق بالأجيال القادمة التي تحتاج إلى الانطلاق نحو الأعمق لتخرج من سطحية السقوط في الابتذال إن ما فعله كاتلان لا يعدّ إلا ضحكا على الذقون فهو ليس فنا لأنه لم يجد حركة نقد تكون لاذعة وتقدّم له درس الامبراطور الذي خُدع في ثيابه الجديدة إن ما يعيشه الانسان من ذهول ومخاوف وفزع يهدّد بقاؤه يحتاج إلى تأمل تعبيري قادر على استنزاف اللحظة وتفكيك الفكرة وتطوير الأسلوب والنظر أبعد وحسن التواصل بالفكرة عن طريق التعبير الافتراضي”.
انتماء لذاكرة الأمكنة
الإماراتية فاطمة لوتاه التي تقيم أيضا في إيطاليا تعايش واقع إيطاليا والعالم وهي تفتح نوافذها على متابعيها بأعمال محمّلة بالمشاعر التي لم تفسّرها ولكنها تركت المجال لتلقيها واستيعابها إيجابيا وانسانيا وفهمها بتفعيل الفراغ والصمت إلى حركة، حيث اعتبرت أن ما يحدث سيغيّر منطق الأشياء ومداها وصمودها وانفعالها حيث الإنسانية هي المفهوم الأرقى والأجمل والأكثر تواصلا مع الطبيعة والأرض والكون الانسان فيها محور الوجود اذ ترى أن الواقع سيغيّر في المحتوى وسيمتلأ بالذاكرة وسيشحن بالتواصل إذ من الصعب على الفنان الذي يعيش عزلة التنفيذ أن يعيش عزلة الانتماء إلا لذاكرته لذلك يستنجد بها وهو يشحذ ألوانها بتفاصيل الأمكنة والملامح وبالتالي سيكون لهذا الحدث وقع على الخيال الحي وتنشيط الذاكرة التي ستتراكم بتفاصيلها فهي ترى أن كل هذا البعد هو في واقع الفنان قرب لكل شيء ولأهم شيء لإنسانيته.
مرحلة المراجعة وتأمل العمق الجمالي
يقيم الفنان التشكيلي اللبناني عدنان شرارة في الولايات المتحدة وهو يعايش ازدواجية المشاعر التي تأخذه الى وطنه الأم وإلى الولايات المتحدة ومنها يشرّع نوافذه على عالمه ويخترق صمت إنجازه فهو لا يكفّ عن التجريب والتأمل والخيال والاسترجاع وعن هذه المرحلة يقول إنها مرحلة التغيير والعودة إلى ذات الإنسانية في الفن والتحول بها من منطق الاستهلاك والإثارة والمال إلى عمق التعبير والتطوير والتفاعل بصريا مع فلسفة الوجود،إن ما يحدث للعالم فرض التغيير بلا أي استشارة أغلق المعارض والمتاحف دون أي تخطيط مسبق، ليخلق بداخل كل فنان تساؤلات حقيقية فرضت عليه التأمل في منجزه والتساؤل هل استطاع أن يخلّد أفكاره الحاضرة والماضية والقادمة في توليفات إنسانية هل يستحق لقب الفنان المبدع أم أن كل ما قدّمه هو محض تجريب فرداني التطويع، فالفن لا يمكن أن يكون له منطق داميان هريست في البذخ الذي يستفز روح الإبداع لأنه بساطة تلامس الإنسانية الحقيقية والعمق البادي في الحضارات المتتالية لأن الانسان لم يمتلك تكوينه الذهني والحسي والتفاعلي من فراغ ولا من الصدف بل بنى وأسّس وشيّد وعمّر فخلّد أثرا ولذلك اعتبر شرارة أن الفنون في طبيعتها إن لم تُخضع تقويمها وتقييمها لمنطق البحث والمراجعة والتساؤل والشك لا يمكن أن تستمر في حلقة الإدهاش وهذا الذي وضع فنون ما بعد الحداثة في مأزق الجماليات وأخضعها لمنطق الاستهلاك والبيع والشراء لأن هذا المنطق لا يرتقي بل يُثير بشكل فقاعي سرعان ما ينتشر ولكنه لا يدوم.
*مرسم الفنان عدنان شرارة
جاسم محمد فنان حروفي وتشكيلي عراقي مقيم بالولايات المتحدة الامريكية يرى في هذه المرحلة مرحلة اللحظات الحاسمة تلك التي تنتقل فيها الدوافع وتتشكّل منها الرؤى لأن العالم يقف لأول مرة في تاريخه في وضع واحد وأزمة تشابهت تفاصيلها وحملت كلّها مفاهيم البقاء التي فجأة أخضعت الكل لمنطق اللاحركة واللاحرية واللاتنقل واللاتفاعل مع الطبيعة والوجود والتواصل مع كل شيء فكأن الأزمة تجرّد قسرا الانسان من انسانيته ودوافع الانتماء لديه فعلى الفنان الحقيقي تحويل منطقه نحو التأمل والتغيير بتعويد الذات على الإنجاز لأن التقنيات وحدها لا تكفي لتصنع الفن، التقنيات الرقمية والذكية هي نتاج الموهبة بتسخيرها الجمالي، “إن الوضع الراهن الذي نعيشه لا يمكن أن يمرّ عبثا لأنه أثّر على المشاعر والنفسيات التي أخذت وستأخذ وقتها من التأمل قبل أن تتبلور في شكل تصورات جديدة سيكون لها دوافع مبنية على الطبيعة وعلى التماس الجديد معها”.
يرى التشكيلي الحروفي التونسي عبد الحفيظ التليلي أن التيارات الفكرية والفنية التي ظهرت في بداية القرن العشرين كلها كانت نتاجا لأحداث صادمة بما خلفته من خسائر ودمار وركود مست الانسانية في عمقها لتفكر من جديد، لتفرز جملة من الحركات الفكرية بمفاهيم ورؤى وتيارات فنية جديدة ما شكل ثورة على المألوف والكلاسيكي، ما يثير الحيرة مع هذه الأزمة هو التساؤل الى أي مدى سيتأثر الفكر والابداع الإنساني بما يجري خصوصا في مواجهة مخلفات فكرة الموت والفناء، ربما هناك مسائل وجودية قد تطفو على السطح من جديد وتصورات نقدية سترصد الجماليات وقيمها، في خُلوتنا هذه نعيد ترتيب أفكارنا ومعتقداتنا وتصوّرات التناقض بين الحياة و الموت، المال والعمل والحب، الواقع والخيال التي ستنعكس على مواضيع أعمالنا الفنية بصياغتها بلغة مختلفة بعيدا عن الأعمال التي باتت تتصف بالرداءة، ربما ستخلق المرحلة أشكالا تعبيرية صادمة كهذا الحدث الذي يصدمنا، حتما سيتغير إحساسنا بالحياة كفعل وانتماء وسيتغير حتى مفهوم الجمال وشكل الامتاع والدهشة، ويظل الفكر البشري مرنا يتفاعل مع ما يحدث حوله ويتأقلم من أجل استمرار الابداع و الحياة، ربما تتجدّد علاقتنا ببعض كبشر، وربما نتعوّد العزلة وسنفكر في السلم كما فكرنا في الحرب، ورغم أن أحلامنا وتساؤلاتنا تحمل فضولا متناقضا إلا أن الأمل يقودنا لانتظار الأفضل بأمل.
*نديم كوفي
متر ونصف
نديم كوفي فنان تشكيلي عراقي مقيم في هولاندا مفاهيمي الأسلوب تجريبي باحث دائم عن حقيقة الانسان ورغبات البقاء “بصفتي (محجور) عريق ومنذ عهد كنت ومازلت ساكنا متواضعا بالفكرة والتقنية في ستوديو البهجة والمتعة منفصل تماما عن فوضى البشر، لم يتغير عليّ شيء، ولن يجرؤ الفايروس أن يغير علي نمط حياتي أو يُرسل لي ذُعره بل يمكنني القول قد حدث العكس تماماً، لقد توج الفايروس إيماني بالبقاء على قيد الحياة مشروطا بابتسامة شغل واجتهاد، وأنا أراقب ضحايا الريبة والهلع الأحياء وأسمع وأشاهد الاخبار المفبركة بالأرقام والمتصاعدة صرت أشتغل أكثر بالأمل والنور الداخلي في نفسي حتى تضاعف رصيد الرسوم المنتجة من مادة جديدة (اسمها استثمار الكارثة)، إن الذي يحصل عالمياً أظنه شخصياً في نهاية المطاف متفاوتاً بين أقصى درجات السوداوية حتى أعلى درجات الاحلام الوردية، أما الأمر الأهم الذي حدث على صعيد انساني فهو الانتباه العالمي الجديد للبيئة التي استنشقت أخيراً (اوكسجين جديد) صارت السماء أكثر زرقة وصفاء في ربيع حيوانات حرة في براريها ونباتات مزدهرة حتى على سطح الاسفلت، انها صرخة الطبيعة (بشكل جارف) فهل يعقل أن حجر البشر في بيوتهم فرضياً كان هو الحل الأمثل للبيئة؟ النظرة النقدية للحيز البشري تقول نعم، كورونا كشف كثيرا من الأقنعة غيّر كثيرا من الطباع الروتينية، إن البشرية بحاجة الى (جرة أذن) وهي صفعة توبيخ شاملة لا تستثني فقيرا من سلطان، إن ذاكرتنا أثبتت بأن البشر هو عنصر عنيد وملوّث (بكسر الواو) لكل ما حوله، الانسان عبئ على كاهل الأرض، عليه احترام وجوده الى أقصى ما يمكن، إنني أظن أن الدرس سيقيّم كثيراً من حياتنا الباقية وسيجعل (الثورة النوعية) تفتح آفاقا جديدة على مبدأ (زهد وترشيق واحترام) بدأ بالمسافة (متر ونصف) بين الناس الامر الذي راق لي جدا ووجدته عنوان لقصة وجود جديدة، أما فيما يخص الفن فلن استبعد أن تهتز عروش مؤسسات معينة وهي تستعيد النظر في ماهيتها وربما يصل بها الامر الى الغياب، المفاهيم البديهية تحت المجهر، الصفات التقليدية معرضة للزوال، استشعرها برائحة هزيمة لكني لا أميّز من هو المهزوم لحد اللحظة، منظوري الشخصي يهمس لي الآن: للمستقبل قاموس جديد يُترجم المفاهيم على غير ما عرفنا، وأطمئن لأن القادم أفضل في كل الأحوال.
“العمل الفني التشكيلي شاهد على عصره”
تعتبر التشكيلية التونسية البلجيكية سناء الهيشري أن العملية الفنية تعكس قضية الإنسان والأرض في زمن الوباء
*سناء الهيشري
لان الفنان يستلهم دائما ممّا يحدث في الواقع شخصيّا واجتماعيّا، فلا يمكن فصل الفنّي عن الحياة وما يحدث فيها، والصراعات التي يعيشها الانسان مع الكورونا تعتبر صدمة استطاعت نبش الإحساس والأفكار، إذ تقول “ أفْتح مرسمي ، خلال فترة العزلة و أقف أمام هذا الفيروس بفنّي في محاولة لكسره ومقاومة وحشيته و توثيق خرابه والتفاؤل بالتغيير الذي قد يحدثه في مشاعرنا وأفكارنا، فكل يوم أقضيه في هذا الحجر يعتبر يوما مُغايرا يوقظ بداخلي طاقة جديدة تدفعني للتغيير، للتجريب في كل مشاريعي الفنيّة، فكل ما أرسمه من لوحات أفكارها مستوحاة من هذا الوباء، فأنا حريصة علي توثيق المرحلة الحالية لأوضاع العالم المتزامنة مع انتشار “كورونا”، حتى تعي الأجيال القادمة أن الوجع لا يدوم مهما طال وأن الحياة تنتصر في النهاية.”
لأنها ترى أن الفن هو استنطاق لكل لحظة جديدة وقراءة رسائلها بشكل مباشر ولكن التفكّر فيها يحتاج أزمنة من التواصل مع التصورات الجمالية التي تزيح غبار الألم وضبابيات العزلة.
“انطلاق نحو آفاق جديدة” تحمل مرادفات تشكيلية ورموز روحانية أنثوية التعبير بالأمل والشغف والعشق الذي يتغلّب على الخوف، أحمل التنوع اللوني الذي ينتصر على هذا الوضع ليُقبل على الحياة ويتقدّم نحو الأمام بتأمل ومحاسبة لكل ما قدّمنا وما نريد تقديمه من جماليات لنتساءل أيضا ماذا سيتغيّر وما الذي سينتهي وما الذي سيبدأ “من المؤكّد أن الحياة لن تعود إلى سابق عهدها بعد نهاية هذا الوباء حيث ستبدو العودة مدفوعة بشكل كبير بحالة من الخوف من الذعر من الغموض فكأن عالما جديدا سيُفتح لإعادة تشغيل الإنسانية.
لم تكن اللوحة مُجرد ألوان وأشكال جميلة عابرة ولكنها مشاعر قلب وإحساس باطني، زهور عالم ينطق بجميل الشعور، عمل فنّي إيجابي غايته رصد التبشير، مليء بالخير والمحبّة والأمل وبأنّ هناك أقدار سعيدة في أفق الغيب، رسمتها في فترة عزلة سميّتُها فترة نقاء روحي، مرحلة تأمل واستدارة داخلية وانطلاقة نحو بداية إيجابية، أمل يغرس فينا حب الحياة، ذلك الباب، الذي مهما صغر حجمه، يفتح آفاقاً واسعة في الحياة.
ما نعيشه اليوم هو فترة انتظار لا يمكن اعتبارها وقتا ضائعا لأنها مرحلة مليئة بالأحاسيس المتناقضة بحكايات تستنطق الذاكرة سيبقى وقعها راسخا في تاريخ الإنسانية.”
وربما هذا التكامل بين الفنان وأحاسيسه هو الذي قاده للاستمرار والتحدي من خلال عدة مشاريع وتصورات وتحولات كبرى على مستوى الفن والقيم والجماليات وهذا الذي قاد متاحف افتراضية الى ترسيخ فكرة الفنان والفن بمشاريع جمعت أكثر من فنان على حلم واحد بالحياة والإنسانية كالمشروع الذي ينفّذه متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية Farhat Art Museum بجمع أكثر من 100 فنان عبر العالم للتعبير عن المرحلة ومتغيراتها الجمالية وقيمها الفنية.
*علي حسون
إن ما يعيشه الفنان في ظل هذه العزلة المعزولة عن تفاصيل الانطلاق والتحرّر منطقي في طبيعة الأشياء لا يمكن أن يمرّ دون أن يترك علامات فارقة سوف يكون لها وقعها التعبيري الذي سيختلف ويتجادل بحثا عن الذات وإثباتا للإنسانية القادرة على التصدي لكل ما يمكن أن يشوّه الفن.