بومبيو يضع خطة “ب” لتغيير النظام الإيراني بالقوة
وضع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو استراتيجية للرئيس دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، للتعامل مع إيران ما يجعل الولايات المتحدة علي الطريق لتغيير النظام الإيراني بالقوة، وفقاً لشبكة “سي أن بي سي” الأمريكية.
الخططة “ب”
وأشارت الشبكة إلي انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراتي قبل أسبوعين من اعلان بومبيو خطابه، وقال بومبيو “أن الرئيس انسحب من الاتفاق النووي بسبب فشل الاتفاق في ضمان سلامة وام الشعب الأمريكي من المخاطر التي تسبب فيها قادة النظام الإيراني” ولكن بدي حديث بومبيو مرتبط بالخيال أكثر من تقديم استراتيجية، وتحدث كثيرا عن مسيرة إيران في الشرق الأوسط المزعزعة للاستقرار الإقليمي وتشكل تهديدا وجودياً للأصدقاء والحلفاء الأمريكيين.
3 مشاكل رئيسية
وتري الشبكة وجود 3 مشكلات رئيسية في الخطة “ب” لبومبيو وغذا لم يتم تصحيح هذه الأخطاء ستقوض بشكل خطير أمن الأمريكيين والسياسة الخارجية لإدارة ترامب وقدرة الشعب الإيراني علي جعل حكومته اكثر إنسانية ومديمقراطية ومسؤولة.
تغيير سلوك إيران
أولاً، ألقي بومبيو باللوم علي الاتفاق الإيراني لفشله في حماية الولايات المتحدة من التهديد الإيراني، بمنح طهران الحصول علي السلاح النووي بعد 15 عاما من الاتفاق، ولكن النهج الدبلوماسي لإدارة ترامب يجعل من الصعب اتباع نهج دبلوماسي في المستقبل بين واشنطن وطهران، وبدلاً من البناء على أساس خطة عمل مشتركة شاملة بهدف إإحداث مزيد من التغييرات المرغوبة في سلوك طهران مع محادثات إضافية ، اتهم بومبيو إيران بالتفاوض بسوء نية وأشارت إيران إلى أن واشنطن شريكا غير موثوق به، وسلوك إيران لن يتغير كنتيجة لضغوط إدارة ترامب.
أنذار غير واقعي
ثانياً ، أن الإنذار الغير الواقعي لبومبيو بمبدأ كل شيء أو لا شيء يجعل التصعيد أكثر احتمالا، مما يستفز إيران ويكون هناك ذريعة للتدخل العسكري، وبالتالي لن يكون هناك اتهام بالتصرف بطريقة مخادعة من قبل إدارة ترامب للقيام بعمل عسكري ضد طهران مثلما ما مذكور في كتاب مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي أوضح في مذكراته في عام 2007 مشيرا غلي المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أثناء تواجد جوج بوش في السلطة، المحادثات ستنهار مما يمهد الطريق لغزو أمريكي، وقد يحاول بولتون قيادة سياسة إدارة ترامب في إيران علي نفس الطريق المكلف.
تغيير النظام بالقوة
ثالثاً وأخيراً ان تصميم بومبيو يضع الولايات المتحدة في شكل محدد لتغيير النظام بقوة في إيران حيث اشار في نهاية خطابه علي سياسات إيران الداخلية وسلط الضوء علي مجال حقوق الإنسانوغن الإيرانيون يتوقون بشكل كبير للتغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
واوضحت الشبكة أن مفهوم بومبيو بشكل ضيق غير كامل أشار إلي أن حدوث التغييرات من خلال إدارة ترامب رغم أن الإيرانيون الاصغر سناً علي وجه الخصوص غير راضيين عن النظام القمعي طهران وكان يجب أن يشير أن التغيير سياتي منهم وليس من القوة لإدارة ترامب.
عواقب كارثية
وأضافت الشبكة أن التدخل العسكري ومحاولة تغيير النظام من قبل واشنطن في إيران سيكون خطأ خطير وله عواقب كارثية، ولدي الولايات المتحدة تاريخ للتدخل في السياسة الإيرانية وكان مكلف للغاية وأثر ذلك في جميع انحاء الشرق الأوسط، وحجم إيران وثروتها يجعل من الغزو مهمة خاطئة، غير أن غزو إيران ليس امر ضروري لأمن الولايات المتحدة فهي قوة إقليمية متوازنة مع حلفاء واشنطن مثل إسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية، فالحرب مع إيران أمر غير مطلوب للحفاظ علي امن وسلامة اصدقائنا، وستضع الحرب القوات الأمريكية في حرب لا داع منهها.
وتري الشبكة أن بومبيو الزم الولايات المتحدة بتصعيد التوتر مع إيران علي امل ان تستجيب إيران رغم ان هذا إيران لم تستجيب للضغوطات علي مدار 40 عاماً، وهذا النهج لن يجعل الأمريكيين أكثر أمناً، ولن يجعل الشرق الأوسط أقرب إلى الاستقرار ، أو الشعب الإيراني أقرب إلى الحرية ، أو إدارة ترامب أقرب إلى أهداف سياستها الخارجية المعلنة.
والطريق إلى الأمام لا يمكن أن يكون انذارات غير واقعية ، وانفرادية من جانب واحد ، وتهديدات خفية بالغزو، اقتراح بومبيو يجعل الولايات المتحدة في مسار الحرب لأجيال يذرف فيها الدماء والولايات المتحدة ليس بحاجه لذلك.