بومبيو: أمريكا قلقة من أنشطة إيران الخبيثة والمزعزعة للاستقرار
قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إن الولايات المتحدة قلقة بشدة من أنشطة إيران ”المزعزعة للاستقرار والخبيثة“، وذلك عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب يوم الأحد.
كان بومبيو يتحدث خلال زيارة للمنطقة حيث التقى في وقت سابق مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض وشدد على ضرورة الوحدة بين الحلفاء الخليجيين بينما تهدف واشنطن لحشد الدعم لفرض عقوبات جديدة على إيران.
جاءت زيارة بومبيو الخاطفة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل ولحلفاء في الشرق الأوسط بعد ساعات من توليه منصبه. وقال لنتنياهو إنه لم يذهب حتى إلى مكتبه بعد.
وقال بومبيو وهو يقف إلى جوار الزعيم الإسرائيلي ”لا نزال نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الخطير للتهديدات الإيرانية تجاه إسرائيل والمنطقة“.
وأضاف ”التعاون القوي مع الحلفاء المقربين مثل (إسرائيل) مهم لجهودنا الرامية للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والخبيثة في الشرق الأوسط وفي الواقع في العالم بأسره“.
وقال بومبيو أيضا إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الخطوة التي ستحدث في 14 مايو أيار، ”تعترف بحقيقة القدس عاصمة لإسرائيل ومقر لحكومتها“.
وذهب نتنياهو إلى ما ذهب إليه بومبيو في التركيز على إيران، وشدد على عمق التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن القضية.
وفي السعودية، قال بومبيو إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي، الموقع مع إيران في 2015 والذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الشركاء الأوروبيين لإصلاحه لضمان عدم امتلاك طهران لأسلحة نووية أبدا.
وقال بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ”إيران تزعزع استقرار هذه المنطقة بأكملها… تدعم جماعات مسلحة وجماعات إرهابية تقاتل بالوكالة عنها. إنها تاجر أسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن. إنها تساند نظام الأسد القاتل (في سوريا) أيضا“.
وذكر بومبيو أيضا الخلاف بين بعض الدول الخليجية وقطر وقال ”الوحدة الخليجية ضرورية ونحن نحتاج لتحقيقها“.
وقال بومبيو للصحفيين ”نأمل في أن يتوصلوا إلى ذلك بطريقتهم… وحل الخلاف بينهم“.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت روابط النقل والتجارة مع قطر في يونيو حزيران الماضي متهمة إياها بدعم الإرهاب وإيران.
وتنفي الدوحة هذا وتقول إن هذه الدول تهدف إلى كبح سيادتها. ومن جانبها تنفي إيران دعمها للإرهاب أو السعي لتطوير أسلحة نووية.
وتسعى الولايات المتحدة، التي لها قواعد عسكرية في قطر وبعض الدول الأخرى المقاطعة لها، للتوسط من أجل حل الخلاف مع قطر. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة، في وقت مبكر من وقوع الأزمة، وقوفه إلى جانب السعودية والإمارات لكنه يسعى حاليا إلى حل للحفاظ على جبهة موحدة ضد إيران.
وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية أكثر من 100 صاروخ وصلت إلى الأراضي السعودية قتل آخرها مواطنا سعوديا يوم السبت في منطقة جازان بجنوب البلاد.
وتتهم الولايات المتحدة وقوات التحالف، التي تقودها السعودية وتدخلت في الحرب الأهلية اليمنية في 2015، إيران بإمداد حلفائها من الحوثيين بالصواريخ وهو ما تنفيه طهران.
* اتفاق نووي
وتأتي زيارة بومبيو بينما يدرس ترامب ما إذا كان سيتخلى عن مهلة منحها للحلفاء الأوروبيين غايتها 12 مايو لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني الذي يراه معيبا بشدة.
ودعا ترامب الحلفاء الخليجيين إلى الإسهام بالتمويل والقوات من أجل بسط الاستقرار في المناطق التي هزم فيها التحالف بقيادة الولايات المتحدة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وفي وقت سابق الشهر الجاري قال الجبير إن السعودية ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا تحت قيادة الولايات المتحدة إذا جرى اتخاذ قرار لتوسيع التحالف.
ولدى سؤاله عن إرسال قوات سعودية إلى سوريا قال بومبيو ”سنجلس ونتحدث عن ذلك… وكيفية أن نضمن بأفضل صورة أن أمريكا لا تعمل بمفردها في هذا الشأن وأن دول الخليج تعمل بجانبنا“.
وسخر الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء من المناقشات بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن تعديلات على الاتفاق النووي مع إيران ووصف ترامب ”بالتاجر“ الذي يفتقد المؤهلات للتعامل مع اتفاق دولي معقد.
وقال بومبيو يوم الأحد ”حققنا فعليا بعض (التقدم مع الأوروبيين)“. وأضاف ”لا يزال أمامنا مزيد من العمل لنؤديه (معا) وهم قالوا ’عظيم سندعمكم إذا توصلتم إلى تعديلات‘“.
وقالت بريطانيا يوم الأحد إنها اتفقت مع فرنسا وألمانيا، اللتين وقعتا على الاتفاق بجانب روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، على أن هذا الاتفاق هو الأمثل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وقال بيان صدر من مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ”تعهدنا بمواصلة العمل سويا عن كثب ومع الولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع مجموعة التحديات التي تشكلها إيران بما في ذلك المسائل التي ربما يغطيها اتفاق آخر“.
وكبح الاتفاق الذي جرى إبرامه في 2015 أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم واستخدامه كوقود نووي بهدف ضمان عدم عودة طهران لتطوير قنبلة وذلك مقابل رفع معظم العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وقالت إيران مرارا إن برنامجها للصواريخ الباليستية لا علاقة له بأنشطتها النووية وإنه غير قابل للتفاوض.
ويرى ترامب ثلاثة عيوب في الاتفاق وهي عدم معالجته برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن للمفتشين الدوليين بموجبها زيارة مواقع إيرانية يشتبه بأنها تتعلق بالبرنامج النووي والبنود المتعلقة بالفترة الزمنية التي تنقضي بموجبها القيود المفروضة على إيران بعد عشر سنوات.