بوتين يستعد لدور سوري طويل المدى
قالت صحيفة “ذا ناشيونال” ان روسيا تستعد لدور سوري طويل المدي، لقد استخدم الرئيس فلاديمير بوتين التدخل في سوريا لتعزيز الهيبة والهيمنة الروسية وتعزيز موقفه العالمي.
وبحسب الصحيفة الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، أن روسيا ستستخدم سوريا كمنطقة تدريب عسكري لسنوات قادمة كجزء من سعي الرئيس فلاديمير بوتين لتعزيز موقعه على رأس قوة عالمية متنامية.
واوضحت الصحيفة إن السبب الرئيسي لموسكو لإشراك نفسها في سوريا يكمن في جمع النفوذ والمكانة في قلب أحد الخلافات الجيوسياسية العظيمة بين القوى الكبرى ، حسبما جاء في وثيقة لتقرير أصدرته مؤسسة رويال يونايتد سيرفيسز وهي مؤسسة فكرية مقرها لندن.
وأشارت الصحيفة إلي بوتين أعلن تواجد القوات الروسية في سوريا عام 2015 لدعم الحليف القديم الأسد ولمنع نشر التطرف في روسيا، ولكن التدخل الروسي زاد من التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها وسط صراع من أجل النفوذ في البلاد.
تسعى كل من روسيا وإيران إلى تبني دعمهما العسكري للنظام في تشكيل مستقبل البلاد مع اقتراب قوات الأسد المدعومة من الانتصار ، وفقاً لتقرير سوري آخر نشره الأسبوع الماضي مركز أبحاث تشاتام هاوس للشؤون الدولية. .
وقال التقرير “لقد أصبحت الدولة السورية رهينة للرعاة الخارجيين للنظام ، إيران وروسيا، وتسعى روسيا إلى إعادة تشكيل مؤسسات الدولة السورية لضمان ولاءها الطويل الأمد لموسكو.”
وأضافت الصحيفة أن الاستراتيجية العسكرية الروسية أثبتت تسخير القوة الجوية وفرق صغيرة من القوات الخاصة أنها فعالة في تحقيق أهداف موسكو دون خسارة خطيرة في الأرواح الروسية التي كانت ستؤثر على مكانة بوتين الشخصية ، كما قال كاتب تقرير روسي البروفيسور رود ثورنتون ، من كلية مينح بلندن.
لقد مكنت الحرب في سوريا الجيش الروسي من اكتساب خبرة عسكرية قيمة ، وسمحت لموسكو بالسيطرة على نفوذ دبلوماسي كبير في المنطقة ، دون أن تتخبط مع القوى الإقليمية السعودية وإيران. كما سمحت البعثة للبحرية التابعة لها بتولي مكانة تسمح لها بالسيطرة في شرق البحر الأبيض المتوسط الذي أخلاه حلف شمال الأطلسي بينما تتجه واشنطن إلى آسيا.
ولفتت الصحيفة إلي روسيا تقوم بتحديث قاعدتها البحرية في طرطوس ، على الساحل الغربي لسوريا ، للسماح لمزيد من سفنها بالهبوط بعد الحصول على تمديد لمدة 49 عاما على عقد الإيجار.
وكتب البروفيسور ثورنتون في جريدة ” روسي جورنال” : “يشير هذا الاتفاق إلى أن موسكو ستسعى إلى الإبقاء ، لفترة ممتدة في المستقبل ، على التزامها العسكري ليس فقط بسوريا ولكن أيضًا بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف ثورنتون أنه في الواقع أن اي التزام سيجعل بوتين موجود بشكل دائم وطبيعي في المنطقة ولأن سيكون هناك بلا شك استمرار للصراع على مستوى منخفض في المنطقة ، فسوف تستمر سوريا لتكون أرضية ثابتة ومفيدة للمعدات العسكرية الروسية وفرصة حيوية لتدريب العسكريين.