بوتين يزيد نفوذ روسيا في الشرق الأوسط
استطاع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بإعادة مكانة روسيا للشرق الأوسط بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وتمكن من كسر العزلة الدولية لموسكو بعد ازمة أوكرانيا، ما يجعل روسيا تزيد نفوذها في العالم في ظل حكم بوتين.
قالت شبكة “أيه بي سي” الأمريكية أن الرئيس فلاديمير بوتين برز كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط بعد الحملة العسكرية في سوريا التي انقذت حليف موسكو الرئيس بشار الأسد من الأنهيار، ومن خلال ذلك تمكن بوتين من كسر العزلة الدولية التي فرضها عليه الغرب بسبب أزمة أوكرانيا.
واستطاع بوتين عقد صفقات مع العديد من اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط بداية من إيران إلي السعودية وتركيا وإسرائيل ومصر، وترك بصمة إقليمية مماثلة لنفوذ الاتحاد السوفيتي قبل زواله، ولم يمكن لأحد أن يتخيل خلال الحرب الباردة أن روسيا ستعيد مكانتها في الشرق الأوسط بعد زوال الاتحاد السوفيتي، وتم انجاز ذلك بموارد محدوده ولكن بجرأة أكثر من قبل بوتين.
ونقلت الشبكة عن بوتين، قوله “أن فلاديمير بوتين مصمم علي استعادة دور روسيا كقوة عالمية، والشرق الأوسط هو المجال الرئيسي الذي تمتلك فيه روسيا هذه الأمكانيات، لأن الاتحاد السوفيتي لعب عذا الدور في الفترة السوفياتية”.
وأشارت الشبكة إلي الدور الذي لعبه بوتين في سوريا، وارساله عشرات الطائرات والآلاف من الجنود علي الرغم من الأزرداء الدولي له لتدخله في الحرب السورية التي تسببت في موت مئات الآلاف من المدنيين، إلا أن بوتين أصر بعناد ووقف بجوار حليفه الأسد.
ومع التدخل الروسي الجريء في سوريا وفي ظل توجه الولايات المتحدة بقيادة الرئيس السابق باراك اوباما وجد بوتين نفسه في سلسلة من النزاعات مع الحلفاء الرئيسيين من بينهم إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وفي ظل السياسات الغير متسقة إلي حد كبير من قبل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أصبحت مناورات روسيا مؤثرة أكثر في الساحة العالمية، وأعلن بوتين انتصاره وظهر ذلك خلال جولته يوم الاثنين الماضي لسوريا ومصروتركيا ووقف كزعيم واثق من خطواته، وجاءت جولته بعد أسبوع من اعلان ترشحه للانتخابات لولاية اخري مدتها 6 سنوات وستجري الانتخابات في مارس المقبل.
ولفتت الشبكة إلي اعلان بوتين الانتصار علي الإرهابيين في سوريا، ووتمكن من توقيع اتفاقيات مع مصر لبناء مفاعل نووي علي ساحل البحر الابيض المتوسط، بجانب تعزيز بوتين علاقاته مع مصر علي مدار الثلاث سنوات الماضية مما منح مصر عقود شراء أسلحة روسية متطورة، وفي تركيا ظهر بوتين كزعيم قوي وناقشا القضايا الرئيسية مع الرئيس التركي رجب طيب أرودغان.
وأضافت الشبكة أن نهج بوتين نجح في سوريا، وتمكن من اللعب علي المصالح المتضاربة للقوي الإقليمية وعقد صفقات مع مختلف اللاعبين، علي الرغم من تشكك المراقبين في البداية حول مغامرته في سوريا نظرا للمشاكل الاقتصادية في روسيا والخلافات السلبية علي ساحة المعركة السورية الفوضوية، ما جعل الكثير يعتقد أن روسيا ستحول سوريا إلي افغانستان أخري.
وقال ديمتري ترينين مدير مركز كارنيجي في موسكو “تمكن بوتين من أن يشرح للشعب الروسي لماذا كانت سوريا مهمة وأثبت أن سوريا لن تكون أفغانستان أخري”.
وقال كورتني محلل من مؤسسة راند للأبحاث “علي الرغم من نجاح بوتين في المنطقة إلا أن روسيا ستبقي قوتها محدودة تخدم كمورد عسكري لأنها تفتقر إلي الموارد والقدرة التي لدي الغرب لبناء الأمة وإعادة إعمارها”.
وأضاف كورتني ان التحدي الذى يواجه بوتين هو تحويل استخدام قواته العسكرية وامدادات الاسلحة العسكرية فى الشرق الاوسط الى شيء يحقق نجاحا دائما، واننا لا نرى حتى الان كيف ستصل روسيا الى هناك.