بوتين يريد “توسيع نفوذه” في سوريا.. يبحث عن قواعد عسكرية ومنشآت جديدة براً وبحراً
ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية نقلاً عن قرار حكومي، أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء محادثات مع دمشق بشأن تسليم العسكريين الروس منشآت إضافية وتوسيع نفوذهم البحري في سوريا.
إذ تملك روسيا منشأتين عسكريتين دائمتين في سوريا هما: قاعدة جوية بمحافظة اللاذقية استُخدمت لشن ضربات جوية على القوات المعارضة لرئيس النظام بشار الأسد، وقاعدة بحرية في طرطوس على البحر المتوسط.
تطوير العلاقات مع النظام: من جهة أخرى، قال موقع Al-Monitor الأمريكي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عيَّن سفير بلاده لدى سوريا، أليكساندر إيفيموف، مبعوث الرئيس الخاص لتطوير العلاقات مع النظام السوري، في 25 مايو/أيار.
وهو منصب مؤسَّس حديثاً ويأتي إضافة إلى منصبي مبعوثين في دمشق قائمين بالفعل، وهما: مبعوث الكرملين الخاص إلى سوريا ويشغله أليكساندر لافرينتييف، والمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ويشغله نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وسيحتفظ إيفيموف بمنصبه سفيراً لدى سوريا والذي يشغله من 2018.
الموقع قال إن تعيين إيفيموف يمكن النظر إليه من خلال زاويتين: الأولى هو أنه قد يساعد الكرملين على الوصول للتوازن المثالي بين الشقين الدبلوماسي والعسكري في فريق السياسات الخارجية الروسي الذي يشرف على الملف السوري. ويرتبط لافرينتييف، الذي كان حتى مؤخراً الممثلَ الرئاسي الوحيد الذي يركز حصرياً على الملف الروسي، عامةً بالجانب العسكري.
تشمل مهامه مناقشة التسويات التي تتناولها المفاوضات بين إسرائيل وتركيا، وكذلك تأسيس ما تُسمى “مناطق خفض التصعيد” وإدارتها التي تنص عليها اتفاقيات أستانا وسوتشي؛ التي تهدف بالأساس إلى تفكيك جبهة المعارضة ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
أمريكا بدورها تتحرك: رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، نيته الانسحاب من سوريا، تواصل واشنطن إرسال جنود وتعزيزات عسكرية إلى قواعدها المحيطة بحقول النفط (شرق)، بحسب مصادر محلية.
إذ قال ترامب في تصريحات من البيت الأبيض، حول وجود القوات الأمريكية بسوريا: “نحن نحمي النفط، ولكن في مرحلة ما سنحل المشاكل المتعلقة بهذا الأمر وسنخرج من هناك”.
كما أفادت مصادر محلية لوكالة الأناضول، بأن الولايات المتحدة ترسل منذ 3 أشهر، تعزيزات عسكرية ولوجيستية كبيرة إلى قواعدها في المنطقة، بمعدل قافلتين كل أسبوع، تضم كل قافلة بين 50 و100 شاحنة.
أوضحت المصادر أن “التعزيزات ضمت دبابات وعربات مدرعة بأحجام مختلفة، وصواريخ مضادة للدروع، وطيارات بلا طيار، وذخائر”. وأشارت أن “الولايات المتحدة وسَّعت قاعدتي تل بيدر بمحافظة الحسكة والعمر في محافظة ديرالزور، وزوَّدتهما بكاميرات مراقبة وأنظمة أمان متطورة”.
في السياق ذاته أكدت المصادر أن “نحو 400 جندي أمريكي وصلوا خلال الأشهر الماضية، عبر طائرات مروحية قادمين من العراق، وتمركزوا في القواعد الأمريكية بسوريا”.
لفتت أيضاً إلى أن “التعزيزات والتحركات الأمريكية في المنطقة لا تشي بانسحاب قريب لها، حيث تجري القوات الأمريكية دوريات متواصلة في أرجاء المنطقة كافة”.