بوتين وأردوغان يتفقان على تنسيق ثنائي للحفاظ على الاستقرار في إدلب
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد محادثات أجراها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنهما ناقشا الخطوات التي بإمكانهما اتخاذها للحفاظ على استقرار الوضع في محافظة إدلب السورية.
وقال بوتين، الأربعاء 23 يناير 2018، إنه وافق على استضافة قمة قريباً، لتناقش فيها روسيا وتركيا وإيران الوضع في سوريا.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لا توجد أي خلافات بين بلاده وروسيا بشأن منطقة آمنة مزمعة في شمال سوريا.
وأضاف أردوغان أن من المهم للغاية ألا يترك الانسحاب الأمريكي من سوريا مجالاً للجماعات الإرهابية لتعيث فساداً. وتابع الرئيس التركي قائلاً إن تركيا وروسيا ستواصلان قتالهما ضد المنظمات الإرهابية في إدلب السورية.
الوضع في إدلب «محور» لقاء بوتين وأردوغان
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في موسكو محادثات حول سوريا، وسط سعي أنقرة إلى إقناع المسؤولين الروس باقتراحها إقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا، لمنع أي حكم ذاتي كردي على الحدود.
وفي مستهل الاجتماع بالكرملين، رحّب بوتين بنظيره التركي، واصفاً إياه بأنه «صديقي»، قبل أن يشدد على أنهما «سيناقشان القضايا الأمنية الإقليمية، والتعاون بفاعلية بشأن سوريا». بدوره، رحب أردوغان بحرارة برئيس الدولة الروسية، مشيداً بـ «التضامن الذي حقق نتائج مهمة في مجال الأمن».
ويقف الرئيسان على طرفي نقيض من الأزمة السورية خاصة فيما يتعلق بمحافظة إدلب ، فروسيا تقدم الدعم للحكومة السورية، في حين تدعم تركيا فصائل مسلحة معارِضة تحارب نظام الرئيس بشار الأسد.
ورغم الخلافات، يعمل البلدان معاً وبشكل وثيق، على إيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ 7 أعوام. وقد اتفقت روسيا وتركيا على تنسيق عملياتهما الميدانية في سوريا بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي (ديسمبر 2018)، سحب القوات الأمريكية من هناك.
وقال أردوغان في خطاب، الإثنين 21 يناير 2019، إنه سيبحث مع بوتين اقتراح ترامب إنشاء «منطقة آمنة» في إدلب تسيطر عليها تركيا بشمال سوريا. وقد أبدى ترامب تأييده هذه الفكرة في منتصف يناير 2019.
إلا أن الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين يسيطرون على الجزء الأكبر من شمال سوريا يرفضون الفكرة؛ خوفاً من هجوم تركي محتمل على المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
ومن المرجح أن تعارض موسكو أيضاً الفكرة، لأن بوتين يدافع منذ بداية النزاع عن ضرورة استعادة النظام السوري السيادة على كل أراضي البلاد.
في انتظار عقد قمة جديدة بمشاركة إيران
وبعد نحو 8 سنوات من الصراع الدامي في سوريا، أدى قرار الانسحاب الأمريكي إلى تعزيز حملة النظام السوري، المدعومة من روسيا، لإعادة فرض السيطرة على البلاد.
فالقوات الكردية التي باغتها إعلان ترامب سحب الجنود الأمريكيين، طلبت المساعدة من النظام السوري لمواجهة التهديد المتمثل بهجوم تركي.
وأشاد الكرملين بدخول القوات السورية إلى مدينة منبج الرئيسة في الشمال، للمرة الأولى منذ ست سنوات. وتحضّر موسكو لتنظيم قمة ثلاثية مع تركيا وإيران بداية هذا العام (2019) كجزء من عملية أستانا للسلام التي أطلقتها الدول الثلاث عام 2017.
وقال يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للسياسة الخارجية، في لقاء مع صحفيين، الأسبوع الماضي: «حتى الآن لم يتم تحديد موعد، لكن بعد إجراء مشاورات مع أردوغان، سنبدأ التحضيرات للقمة الثلاثية».
وعُقدت آخر قمة بين بوتين وأردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني، بإيران، في سبتمبر 2018، حيث طغى على جدول الأعمال البحث في مصير محافظة إدلب الواقعة بشمال غربي سوريا. ولم تسفر القمة عن نتائج.
وتدهورت العلاقات بين روسيا وتركيا إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات، في نوفمبر 2015، عندما أسقطت القوات التركية طائرة حربية روسية فوق سوريا.
ولكن بعد اتفاق مصالحة عام 2016، عادت العلاقات بسرعة إلى طبيعتها، وعاد التعاون بين بوتين وأردوغان حول سوريا، كما أعلنت تركيا عن شراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع وعن بناء روسيا أول محطة نووية تركية.