بوتين الوحيد القادر على التهدئة بين إيران وإسرائيل.. بمكالمة هاتفية انهي الحرب
تبحث إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن بديل لوَحداتها العسكرية بشمال سوريا. وفي حال تحالفت الولايات المتحدة مع السعودية، فإن ذلك سيزيد الوضع تعقيداً بجنوب البلاد، حيث تقف إيران وإسرائيل على شفا الحرب. لكن، هل يتوقف كل هذا على قرار من بوتين، المغتاظ من الهجوم الأخير على سوريا الذي شنه الثلاثي يوم السبت الماضي 14 أبريل 2018؟ بحسب صحيفة Pravda الروسية.
إسرائيل تقصف وإيران تحذر
ليلة 17 أبريل 2018، تعرضت قاعدة الشعيرات الجوية في حمص للمرة الثانية لهجوم صاروخي. وعلى أثر ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن الولايات المتحدة لا تُجري أي عمليات قتالية بهذه المنطقة من البلاد، بينما ألقت إيران اللوم على إسرائيل من جديد، متوعدةً بالرد بشكل مماثل، وذلك وفقاً لما أكدته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
إن هذا لا يعتبر تحذيراً جديداً من قِبل إيران، فقد سبق هذا الهجوم شنُّ غارة جوية على مطار التيفور بتاريخ 14 أبريل 2018. ووفقاً لتقارير صادرة عن وسائل الإعلام السورية، أسفر هذا الهجوم عن مقتل 14 شخصاً، من بينهم جنود إيرانيون. ووفقاً لصحيفة The New York Times، أكدت إسرائيل سراً أنها المسؤولة عن هذه الغارة.
حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، فإن “إيران ستردُّ عاجلاً أم عاجلاً على الهجوم الإسرائيلي على مطار التيفور في سوريا”. أما المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الحالي، آية الله علي خامنئي، فقد وصف الهجوم “بجريمة إسرائيل” التي لن تبقى دون ردٍّ، وفقاً لما نقلته عنه قناة “الميادين” اللبنانية.
كما أفاد الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية الخاصة بالشرق الأوسط، فلاديمير فيتين، بأن “تبادل مثل هذه التصريحات بين إسرائيل وإيران أصبح أمراً شائعاً”. وأضاف قائلاً: “يهاجم الإسرائيليون بشكل دوري، الأراضي السورية، تحت ذريعة أنهم لن يسمحوا بإنشاء قواعد إيرانية وتركيز قواعد عسكرية إيرانية بالقرب من الحدود الإسرائيلية، لكن يجب ألا يغيب عن بالنا أنه لا إيران ولا إسرائيل تريد حرباً واسعة النطاق”. وأشار فيتين إلى أنه “هذه المرة ستقتصر، المسألة على البيانات الحربية فقط”، بحسب الصحيفة الروسية.
من جديد.. بوتين هو المذنب؟
بيَّن المحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط تيم ليستر، أن بوتين تجمعه علاقات جيدة مع بنيامين نتنياهو. وبعد هجوم الرابع عشر من أبريل/نيسان 2018، دعا بوتين رئيسَ الوزراء الإسرائيلي في محادثة هاتفية، إلى الامتناع عن توجيه ضربات جوية ضد إيران. وفي حال استمرت إسرائيل في هجماتها، فقد تقرر روسيا عدم الاستمرار في كبح جماح التشكيلات شبه العسكرية الإيرانية (الميليشيات الشيعية) في جنوب سوريا.
بعد الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979، قطعت إيران علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل، كما أنها لا تعترف بشرعية الدولة اليهودية، معتبرة أن إسرائيل تهدد أمن إيران القومي.
منذ بداية الصراع السوري، زادت طهران من نفوذها العسكري في سوريا؛ خوفاً من هجوم الحركات السلفية، واستعداداً لصراع عسكري مطول ضد إسرائيل، وربما من أجل المعركة للاستحواذ على مرتفعات الجولان. وحتى لو شنت إيران هذه الحرب بشكل غير مباشر من خلال حزب الله، فإن الضربات الصاروخية ضد القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا تُظهر أن تل أبيب مستعدة للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران.
هل ترسل المملكة العربية السعودية وحداتها العسكرية إلى سوريا؟
من المحتمل أن تشارك دول أخرى في الصراع القائم بسوريا. ووفقاً لما أكدته صحيفة The Wall Street Journal، “عرضت الولايات المتحدة على السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة إرسال قواتهم العسكرية إلى شمال شرقي سوريا، فضلاً عن دفع مليارات الدولارات لإعادة إعمار المنطقة”.
حسب ما أكده الخبير الروسي فلاديمير فيتين، فإن “الأمر لا يتعلق بمساعدة الحكومة الشرعية في سوريا؛ بل بالجزء الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي تريد عزله عن بقية الأراضي السورية”.
وأضاف الخبير الروسي: “أشكُّ في أن الدول العربية بشبه الجزيرة العربية ستكون مهتمة باستثمار أموالها في هذا الشأن، فلديهم الكثير من المشاكل التي قد تمنعهم من ذلك”. أما إيران، فتتهم السعودية التي لا تجمعها بها أي علاقات دبلوماسية، بدعم النظام الصهيوني والإرهاب.