بن سلمان العقلية الإصلاحية المنفتحة يناقش أهم ملفات المنطقة مع ترامب
يستقبل البيت الأبيض اليوم الثلاثاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسيكون اللقاء الثالث من نوعه بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب شبكة “سي بي سي نيوز” الكندية ان السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تأمل ابتعاد اقتصادها عن الاعتماد فقط علي النفط وتعمل بنشر صورة جديدة لكونها دولة تحتضن الإسلام المعتدل.
وأشارت الشبكة إلي أن بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما يمثل القيادة الجديدة للسعودية وسيكون اقوي أمير سعودي علي مر الأجيال، ومن المحتمل أن يتضمن حديثه مع ترامب العديد من الأمور، مثل خطط تخصيب اليورانيوم للسعودية ليكون مطابقا للبرنامج النووي الإيرانيومناقشة بعض القضايا الرئيسية الأخري.
اليمن
ولفتت الشبكة إلي ضغوط الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، حيث يسيطر المتمردين الحوثيين علي اليمن وهم مدعومين من قبل طهران ويعتبرهم السنة أن الحوثيين امتداد للدولة الإيرانية ورمزا للنفوذ الشيعي يقع بالقرب من الحدود السعودية.
وتقوم ناقلات سلاح الجو الأمريكي بإعادة تزويد الطائرات السعودية بالوقود قبل عمليات القصف وتقديم المعلومات الاستخباراتية ، وتقدم المساعدة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منذ عام 2015.
وقال حسين عسكري وهو وسيط سابق بين الحكومتين الايرانية والسعودية خلال التسعينيات “السعوديون يريدون دعم امريكا والحصول علي معدات عسكرية، فهم يفضلون الدعم الأمريكي حتي لو كان سراً ولكن ستكون مشكلة كبيرة إذا قتل أحد الجنود الأمريكيين في اليمن وسيزيد الأمر من تأجيج المنطقة”.
وأضاف عسكري: على الرغم من أن توفير الولايات المتحدة للأسلحة والدعم اللوجيستي للحرب في اليمن قد يكون جيداً علي المدى القصير بالنسبة للعلاقات الأمريكية – السعودية ، ولكن يمكن أن يصبح “صداعاً” للغرب إذا كان من الممكن إرجاع قتلى المدنيين في اليمن إلى أمريكا، وفي كل مرة يقتل أحدهم بسبب إسقاط قنبلة و ويقتل 10 أو 15 أو 100 شخص يموتون ، فإن هذه الأشياء تسبب في نمو الكره والعدوان ضد آلاف المجندين ضد الولايات المتحدة وضد بريطانيا العظمى.
الاستثمار الأجنبي
وأوضحت الشبكة أن مع انخفاض أسعار النفط ، تخطط أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لبيع خمسة في المائة من شركة النفط الحكومية المملوكة للدولة “أرامكو” في العام المقبل، وفي الوقت نفسه من المتوقع أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي السعودي نمواً لا يذكر بنسبة 0.1 % في عام 2017، وهذا ما يدفع بن سلمان إلي الخصخة بنسبة حوالي 5% من ارامكو لاستخدام العائدات لتطوير صناعات أخرى داخل المملكة.
وقال هنري باركي ، وهو زميل بارز في دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية “أن الأمير محمد هنا ليرسل رسالة إلي شركات الأعمال الأمريكية تفيد بإن المملكة مفتوحة للعمل والاستثمارات”.
وأضاف هنري ان الأمير محمد خفف من القواعد الدينية المتسددة وفتح دور للسينما وسمح للنساء لقيادة السيارة وحضور المباريات وكل هذا تم ترويجه للمملكة.
ويقول ديفيد أوتاواي ، زميل الشرق الأوسط في مركز ويلسون ، وهو مركز أبحاث غير حزبي: “إنه يحاول إقناع الأمريكيين بأن هذه هي المملكة العربية السعودية الجديدة، ديناميكية وتقدميه ولن يسيطروا علي أصولك”.
الخلاف مع قطر
ويشير أوتاواي إلي الأزمة الدبولماسية مع قطر التي قسمت مجلس التعاون الخليجي الذي يضم 6 ملوك بالخليج وهذا يمثل معضلة كبري للولايات المتحدة، ولقد بدات الأزمة في العاك الماضي وقطعة مصر والسعودية والبحرين والإمارات علاقتها مع قطر واتهمت قطر الغنية بالطاقة بإنها ترعي الإرهاب، وتساعد إيران علي زعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها لحماس وللإخوان المسلمين وتنفي قطر هذه الأتهامات.
وأوضح أوتاواي ان عزلة قطر مصدر ازعاج للعلاقات بين الحلفاء المقربين للولايات المتحدة في الخليج، ومشكلة لواشنطن لأن الدوحة تستضيف قاعدة قوية امريكية، وهو مركز استراتيجي للجيش الأمريكي في المنطقة وكان ساحة لاطلاق هجمات جوية في العراق وسوريا وأفغانستان.
وأضاف أوتاواي أن الاستراتيجية الأمريكية الدفاعية اعتمدت بالكامل في الخليج علي الدفاع الجماعي من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، حيث لا يمكن ان يكون لديك نظام دفاع مضاد للصواريخ لحماية دول الخليج العربية من إيران ، إذا كان لديك تحالف مقسم
وقد ازداد هذا تعقيدا بسبب إقالة وزير الخارجية السابق لترامب، ريكس تيلرسون في الأسبوع الماضي ، ويقول أوتاواي إنه كان ينظر إليه على أنه أكثر تأييدًا للقطريين.
وقال تيلرسون في يونيو الماضي في سيدني “بالتأكيد سنشجع الأطراف على الجلوس معاً ومعالجة هذه الاختلافات”.
ورغم أن أوتاواي أشار إلى أن بديل تيليرسون ، مايك بومبيو ، هو من أشد منتقدي إيران إلا لم نسمع حتى الآن وجهة نظره حول قطر.
الحرب في سوريا
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن ترامب ، في محاولة للإسراع بنهاية التورط الأمريكي في الحرب في سوريا ، طلب من الملك السعودي سلمان مبلغ 4 مليارات دولار لإعادة بناء واستقرار أجزاء من سوريا التي تحررت من داعش، وذكر التقرير أن ترامب يعتقد أن لديه صفقة في نهاية المكالمة، وإذا كان التقرير صحيحًا ، ويعتقد باركي أنه من المتوقع أن يضغط ترامب مرة أخرى لتأكيده.
ويقول باركي “أن زيارة علي هذا المستوي في العادة مع ما يحدث في الشرق الأوسط ، نتوقع أن يكون البند الرئيسي على جدول الأعمال هو مستقبل سوريا، ومع ذلك فإن أهداف ترامب المعلنة لسوريا سوف تصطدم بما يريده السعوديون لأن البلاد ما زالت تمر بحرب مستمرة منذ 7 سنوات، وقال ترامب في مؤتمر صحفي: “نحن هناك لسبب واحد: للقضاء على داعش والتخلص منه والعودة لديارنا”.
وأضاف باركي أن هذا من شأنه أن يفعل القليل بالنسبة للسعوديين ، الذين يفضلون بقاء الأمريكيين في سوريا لمنع التعدي أوتحقيق مكاسب إيرانية في العالم العربي.