بماذا حذر بوش الأب في رسالته لبيل كلينتون؟
كشفت شبكة سي إن إن الأميركية السبت الأول من ديسمبر 2018، عن الرسالة التي تركها الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب لخلفه الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون في البيت الأبيض بعد فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية عام 1992.
نص الرسالة
وبحسب الشبكة الأميركية كانت رسالة بوش في 20 يناير 1993، درساً عن الاعتراف بالهزيمة السياسية وتقبلها بصدر رحب.
وقال كلينتون عنها «لقد جعلني بوش أشعر بأنني في بيتي في أول يوم أدخل فيه البيت الأبيض.
وكان نص الرسالة هو
عزيزي بيل
عندما دخلت إلى هذا المكتب، شعرت بنفس شعورك الآن وهو الدهشة والاحترام مثلما شعرت به منذ أربع سنوات. أعلم أنك ستشعر بذلك أيضاً.
وأضاف بوش أتمنى لك السعادة الكبيرة في هذا المكان. لم أشعر قط بالوحدة التي وصفها الرؤساء.
وتابع سيكون هناك أوقات صعبة للغاية، أكثر صعوبة مما تتخيل بسبب الانتقادات التي ستتعرض لها وقد لا تعتقد أنها غير صحيحة.
أنا لست أهلاً لكي أقدم لك النصحية؛ ولكن فقط لا تدع النقد يثبطك أو يدفعك بعيداً عن المسار.
سوف تكون رئيسنا عندما تقرأ هذه الرسالة. أتمنى لك الخير ولأسرتك أيضاً، نجاحك الآن هو نجاح بلادنا. أنا أدعو لك وأصلي بصدق من أجلك.
حظ سعيد جورج بوش
إعلان وفاته
وتوفي الرئيس الأميركي الأسبق السبت عن عمر ناهز 94 عاماً، بعد حياة زاخرة في التاريخ السياسي الأميركي رأس خلالها الولايات المتحدة في نهاية الحرب الباردة وتدخل في الشرق الأوسط عسكرياً عندما قام بتحرير الكويت عام 1991 من جيش صدام حسين، ولكنه خسر فرصة للفوز بفترة رئاسة ثانية بعد خرقه تعهداً بعدم فرض ضرائب جديدة.
كان جورج بوش الأب الرئيسَ الحادي والأربعين للولايات المتحدة، وقد توفي في منزله في هيوستون وفقاً لمصدر قريب من الأسرة.
وجورج إتش. دبليو. بوش هو والد الرئيس الأسبق جورج دبليو. بوش الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة لفترتين، اعتباراً من عام 2001 وحتى عام 2008، ووالد حاكم فلوريدا السابق جيب بوش الذي لم ينجح مسعاه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وبوش الأب، وهو جمهوري مثل ولديه، شغل منصب نائب الرئيس لثماني سنوات خلال فترتي ولاية الرئيس الأسبق رونالد ريغان قبل أن يفوز هو نفسه في انتخابات الرئاسة.
وقد تغلب على حاكم ماساتشوستس السابق مايكل دوكاكيس، مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 1988، ثم انهزم أمام منافسه الديمقراطي بيل كلينتون في انتخابات عام 1992.
وتأتي وفاته بعد سبعة أشهر من وفاة زوجته باربرا بوش التي دام زواجه منها 73 عاماً.
عمل بوش الأب كطيار بالقوات البحرية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد حضر جنازة زوجته في هيوستون على مقعد متحرك وهو يرتدي جورباً مرسوماً عليه صفوف من الكتب، تكريماً لالتزام زوجته الراحلة بمحو الأمية.
وكان قد نقل لمستشفى في هيوستون بعد إصابته بعدوى في الدم بعد يوم من الجنازة في أبريل/نيسان.
وأثنى الرئيس دونالد ترامب في بيان على بوش وأشاد «بصدقه الخالص وكياسته الملطفة للأجواء والتزامه الثابت بالعقيدة والأسرة والبلد».
تاريخه السياسي
سعى بوش للفوز بالرئاسة أول مرة عام 1980، ورشح نفسه معتمداً على الخبرة التي اكتسبها من عمله كعضو في الكونغرس عن ولاية تكساس ومبعوث الولايات المتحدة إلى الصين وكمدير للمخابرات المركزية الأميركية وسفير لدى الأمم المتحدة ورئيس للجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
إلا أن الممثل السابق وحاكم كاليفورنيا آنذاك رونالد ريغان تغلب عليه في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري التي تحدد من سيكون مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة، لكنه اختاره لخوض الانتخابات معه كنائبه على أمل أن تساعد صورة بوش كشخص معتدل في تحقيق التوازن مع صورته هو كشخص محافظ.
وبعد فترتي ولاية ريغان في البيت الأبيض رشح بوش نفسه ثانية للرئاسة عام 1988 وتغلب على دوكاكيس بفوزه في 40 من 50 ولاية.
وأبرز مراحل فترة رئاسة بوش كانت انتهاء الحرب الباردة والتغلب على جيش صدام حسين في العراق عام 1991 وارتفاع شعبيته في الولايات المتحدة والتقدم الذي أحرزه في عملية السلام بالشرق الأوسط.
السبب في هزيمته لصالح كلينتون
ولكن الركود الاقتصادي بالداخل خيم على نجاحات بوش الخارجية. وخرق بوش تعهده بعدم زيادة الضرائب وخسر في انتخابات الرئاسة عام 1992 أمام كلينتون.
ولد جورج بوش الأب في 12 يونيو/حزيران عام 1924 في ميلتون بولاية ماساتشوستس لعائلة ثرية والتحق بمدارس كبرى وأرجأ الالتحاق بالجامعة حتى يلتحق بالبحرية وهو في سن الثامنة عشرة.
وقام بثمان وخمسين طلعة جوية خلال الحرب العالمية الثانية ونجا من إسقاط طائرته فوق المحيط الهادي.
وبعد عودته من الحرب تزوج من باربرا بيرس وله منها ستة أبناء. وبعد أن تخرج من جامعة ييل دخلت عائلة بوش عالم حقول النفط في غرب تكساس.
وبدأ آنذاك الانخراط في السياسة وخسر في بادئ الأمر في سباق انتخابات مجلس الشيوخ عام 1964 قبل فوزه في انتخابات مجلس النواب عام 1966.
وبعد فترتين ومحاولة أخرى فاشلة في انتخابات مجلس الشيوخ عام 1970 عينه الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون سفيراً لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1974 عينه الرئيس الأسبق جيرالد فورد مبعوثاً للصين ثم مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
رفض دعم ترامب
وفي انتخابات الرئاسة عام 2016، لم يؤيد بوش الرئيس الجمهوري ترامب الذي هاجم جيب وجورج بوش الابن خلال حملته الانتخابية. ولم يعلن بوش الأب لمن أدلى بصوته في الانتخابات ولكن مصدراً أبلغ شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الإخبارية أنه صوت لمنافسة ترامب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وأرسل بوش الأب خطاباً إلى ترامب في يناير عام 2017 يبلغه فيه أنه لن يتمكن من