بلومبرج: مقتل البغدادي لا يعني نهاية تنظيم داعش
قالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن مقتل زعيم تنظيم “الدولة”، أبو بكر البغدادي ، لا يعني نهاية التنظيم.
وأوضحت الوكالة فى تحليل للأوضاع عقب مقتل البغدادي أنه من السابق لأوانه القول بأن تنظيم “الدولة” أصبح قوة مستهلكة، خاصة أنه لا يزال له امتداد في مناطق أخرى من العالم ولا يزال ينفذ هجمات فيها.
وأشارت إلى أن مقتل البغدادي ربما يمثل صيحة لأنصار التنظيم وعنصرا محفزا يجمع أنصاره ليظهروا للولايات المتحدة والآخرين أنهم مازالوا قوة لا يستهان بها.
وأوضحت أنه ربما يأتي ذلك في شكل زيادة في عدد الهجمات التي ينفذها التنظيم.
وقال أمارناث أماراسينجام، الأستاذ المساعد في جامعة كوينز وزميل معهد الحوار الاستراتيجي في لندن إن خليفة البغدادي “سيكون شخصا مناسبا لاحتياجات (التنظيم) الحالية .. أي قائد عسكري له خلفية جهادية بإمكانه أن يكون بمثابة إشارة إلى عملية انتقالية قوية”.
وأضاف: “ربما نشهد زيادة محدودة في الهجمات، وهذا أمر متوقع لكن لا ينبغي أن يتم الخلط بينها وبين القوة”.
وفي سياق متصل، قال كمران بخاري، المدير المؤسس لمركز “غلوبال بوليسي” للدراسات السياسية في واشنطن: “إن الظروف الجيوسياسية الأساسية التي سمحت لتنظيم “الدولة ” بالظهور في المقام الأول، ستظل قائمة في المستقبل القريب، وسيتمكن أتباع البغدادي من استغلال ذلك من أجل العودة مجددا”.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن مقتل البغدادي في عملية عسكرية استهدفت مخبأه بقرية باريشا بمحافظة إدلب السورية الليلة الماضية.
وقال ترامب ، في خطاب تلفزيوني اليوم الأحد ، إن البغدادي قتل بعد أن حُشر في نفق، وبعد أن فجر سترة ناسفة كان يرتديها، مشيرا إلى أن البغدادي قتل مع ثلاثة من أطفاله .
وأضاف: “حصلنا على وثائق حساسة بعد مقتل البغدادي” لافتا إلى أن “البغدادي كان عنيفا وقتل بطريقة وحشية” .
وقال ترامب إن القوات الأمريكية قتلت زعيم “الدولة” بعدما قتلت حمزة بن لادن، مضيفا أنها ستدمر هؤلاء “الوحوش” الذين لن يتمكنوا من الفرار، مؤكدا استمرار ملاحقة باقي الإرهابيين من التنظيم.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن روسيا تعاونت وسمحت بالتحليق فوق مناطق خاضعة لها في سوريا، كما قدم الأكراد معلومات قيمة.
وقال ترامب إنه تم تحديد موقع البغدادي قبل أسبوعين، مشيرا إلى مقتل كثير من رجال زعيم “الدولة” معه في نفس الغارة، وقال إنه سيتم الإعلان عن العدد بدقة في وقت لاحق.
وأوضحت “بلومبيرغ” أن هناك أسئلة أخرى تبقى قائمة حول مستقبل التنظيم، خاصة بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب القوات الأمريكية وأبعدها عن الطريق في سوريا مما سمح بهجوم تركي ضد المسلحين الأكراد.
وكان الأكراد قد شكلوا قوة المواجهة والخط الأمامي في المعارك ضد تنظيم “الدولة” عندما كان التنظيم لا يزال متواجدا على الأرض وفارضا سيطرته على الأراضي.
واستطردت الوكالة تقول إن ” الأهم من ذلك يتمثل في عدم وضوح ما سيحدث للآلاف من معتقلي تنظيم “الدولة” الذين كان قد احتجزهم الأكراد ذات مرة، وما إذا كان هناك عدد يكفي منهم يمكنهم الهروب أو أن يتم إطلاق سراحهم لتشكيل تهديد جديد وسط فوضى الحرب الأهلية الطويلة في سوريا .