“بلومبرج” تكشف تفاصيل الخطة العربية “ب” لاحتواء إيران
كشفت شبكة “بلومبرج ” الأمريكية عن خطة عربية “ب” لاحتواء إيران، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضه المجتمع الدولي ولكن رحبت كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بإنسحاب الولايات المتحدة من الأتفاق.
الخطة “أ”
وأوضحت الشبكة أن الخطة “أ” كانت تتعلّق بالاتفاق النووي، ولكن بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، تريد دول الخليج من الولايات المتحدة ان تظهر قوة اكبر، و لدي دول الخليج وإدارة ترامب وإسرائيل أفكار تتعلق بالخطة “ب” لاحتواء إيران في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد إيران.
واشارت الشبكة إلي أن إسرائيل تقول أن الاتفاق النووي لم يكن كافياً لمنع إيران أن تصبح قوة نووية في المستقبل، واعتقدت دول الخليج أن الاتفاق منح إيران غطاء لشن حملتها المكثفة لزعزعة استقرار العالم العربي.
خطة أوباما لم تقنع دول الخليج
ولفتت الشبكة إلي أن الأمارات والسعودية لم يكونوا مقتنعين بخطة الرئيس السابق باراك أوباما بإن الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف العقوبات من علي إيرام سيساهم في إضعاف الثورة الإيرانية والتدخل الإقليمي ودعم المتطرفين الطائفيين، لذلك كانت هذه الدول مسرورة من خطاب ترامب الهجومي واعادة فرض عقوبات ضد النظام الإيراني، كما انها تريد من الولايات المتحدة أن تحبط أي جهود إضافية من جانب الدول الأوروبية التي تواصل تعاملها التجاري مع المؤسسات الايرانية.
تحول إيران لقوة إقليمة
وأضافت الشبكة أن توسع إيران كقوة إقليمية حدث قبل الاتفاق النووي مع وجود العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ سنوات وسبقت الاتفاق النووي ولم يردع ذلك إيران من دعمها للجماعات المتطرفة في البلدان العربية مثل العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن.
العقوبات لا تكفي
لذلك لا تتوقع دول الخليح أن العقوبات بمفردها ستكون كافية لردع التدخل الإيراني لزعزعة الدول العربية، وتأمل دول الخليج أن تعتمد الولايات المتحدة استراتيجية إقليمية منسقة لخفض قوة إيران، من بينها القيام بعمل عسكري محدود ومركز على بعض المكاسب التي حققتها إيران منذ الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.
وفي الواقع تواجه دول الخليج الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بجانب محاربة تنظيم القاعدة المحلي، ويأملون أيضاً في لعب دور في مواجهة سلوك إيران الخارج عن القانون في مياه الخليج الأقليمية، ويتطلعون إلى أن تأخذ واشنطن زمام المبادرة في مواجهة إيران في العراق ، ولكن هناك أيضا ، أظهرت المملكة العربية السعودية أنها مستعدة للعب دور دبلوماسي وسياسي ومالي.
المسرح السوري
ولفتت “بلومبرج” إلي أن المسرح الأكثر استراتيجيا في أي حملة من هذا القبيل هو سوريا ، التي هي بعيدة كل البعد عن دول الخليج، ولكنهم يأملون أن تقوم إسرائيل بالتشدد مع ناشطي حزب الله في سوريا وفي قاعدتهم في لبنان.
روسيا العقبة الكبري لصد إيران
وتحث دول الخليج الولايات المتحدة علي منع إيران من الاستفادة من انهيار تنظيم داعش في غرب العراق وشرق سوريا، لان مثل هذه الاستراتيجية ستضمن ظهور إيران كقوة إقليمية عظمى، وأيضاً تحث دول الخليج الولايات المتحدة على إقناع كل من تركيا وروسيا بأن ايران القوية لن تخدم مصالحهما في سوريا، ولكن قد تشكل روسيا عقبة رئيسية امام تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وجعل مقاتلي حزب الله يعودون أدراجهم الى لبنان.
الهدف العربي من إيران
وأضافت الشبكة أن الهدف الاساسي الان ليس تغيير النظام الايراني بل القيام بحملة للضغط على إيران لتغيير سلوكها في المنطقة والحد من طموحاتها وتوسعها وتقييد قدرتها على زعزعة استقرار الجيران، ولا تطالب دول الخليج بتكرار مغامرة عام 2003 في العراق مع إيران وأنما بريدون جهد متعدد الجبهات لتقليص نفوذ إيران وإضعاف الحرس الثوري الإيراني وعملائه في المنطقة، ولاحتواء إيران وتنفيذ الخطة “ب” سيستغرق وقتاً وجهداً وجنودا من خلال تأمين أهداف محدودة وموارد محدودة وعمل الحلفاء معا وهذا ما تريده السعودية والإمارات من الخطة “ب”.