بلومبرج: السعودية تزود العراق بالكهرباء بسعر أقل من إيران
قالت شبكة “بلومبرج” الأمريكية أن المملكة العربية السعودية وافقت على بناء محطة للطاقة الشمسية وبيع الكهرباء للعراق بسعر زهيد، وذلك لتعويض البلد الذي مزقته الحرب عن الإمدادات التي كان يشتريها من إيران، عدو السعودية اللدود في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، مصعب سرّي، في حديث هاتفي إن الاتفاق، الذي لم يتم الإقرار عليه من السلطات العراقية بعد، يتضمن بناء مصنع بسِعة 3000 ميغاوات في السعودية في غضون عام من توقيع الاتفاق.
وقال سرّي إن العراق سيشتري الكهرباء بسعر 21 دولاراً لكل ميغاوات في الساعة، أي رُبع ما كان يدفعه لإيران.
إيقاف وزير الكهرباء
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أمر، أمس الأحد 29 يوليو 2018، بإقالة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي بعد 3 أسابيع من اندلاع موجة احتجاجات جنوبي العراق ونددت بشكل خاص بنقص الكهرباء المزمن في البلاد.
وأفاد بيان مقتضب صادر عن مكتبه الإعلامي بأن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أمر بسحب يد وزير الكهرباء على خلفية تردي خدمات الكهرباء».
وأكد مسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية أن العبادي أمر بفتح تحقيقات في ملفات العقود والتوظيف والمشاريع غير المنجزة.
وكان المتظاهرون طالبوا خلال الاحتجاجات في وسط وجنوبي البلاد بإقالة الفهداوي بسبب الضعف الحاد في خدمات الكهرباء التي لا تحصل عليها العائلات العراقية إلا ساعات محدودة في اليوم.
ويعاني العراق من نقص كبير بالطاقة الكهربائية في البلاد التي تتجاوز فيها درجات الحرارة الخمسين مئوية.
الكهرباء مشكلة ليست جديدة
ومع تصاعد درجات الحرارة من كل عام يتناقص تجهيز الكهرباء للسكان الأمر الذي يساعد في تنامي الغضب الشعبي ضد الحكومة.
ومنذ عام 2003 خصصت الحكومات المتعاقبة أكثر من 40 مليار دولار لهذا القطاع الذي بات يؤرق حياة العراقيين، إلا أنهم لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على مولدات كهربائية خاصة تتقاضى أضعافاً من الأجور الحكومية.
ومنصب وزير الكهرباء بات الأقل شعبية في البلاد لعدم إيفائه بوعود حل هذه المشكلة، ولم يكمل وزير منذ عام 2003 دورته إلا أن يُقال أو يستقيل أو يهرب من البلاد بتهم فساد.
وفي عام 2012 تسلّم نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني منصب وزير الكهرباء بالوكالة بعد استقالة الوزير رعد شلال، وتعهد بأن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية إلى دول الجوار خلال عام 2013، الأمر الذي بات العراقيون يعتبرنه مزحة.
وانطلقت موجة الاحتجاجات الأخيرة في الثامن من يوليو/تموز 2018 من مدينة البصرة، ثم امتدت إلى عدد من المدن العراقية.
ومنذ عام 2015، تخرج تظاهرات ضد الفساد كل جمعة في العاصمة العراقية، ينظمها مؤيدون لتحالف «سائرون» غير المسبوق بين الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر والشيوعيين، والذي حل أولاً في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو 2018.