بكين وواشنطن تقللان من شأن التوقعات بالتوصل الى حل للخلاف التجاري
بدأت محادثات تجارية مهمة الخميس في بكين بين وفد اميركي رفيع المستوى ومسؤولين صينيين، إلا أن الجانبين سعيا الى التقليل من شأن التوقعات بالتوصل الى حل سريع للخلاف المحتدم بين القوتين الاقتصاديين الاكبر في العالم.
وتأتي هذه المحادثات بعد اطلاق الرئيس الاميركي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم باهظة على سلع صينية بمليارات الدولارات، ما اشاع مخاوف من اندلاع حرب تجارية قد تكون لها اثار وخيمة.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ الاربعاء “انها مرحلة بناءة ونأمل أن تكون الولايات المتحدة صادقة (…) لكن بالنظر الى التعقيد في اقتصادي البلدين ليس من الواقعي ان نتصور امكان حل كل الخلافات بجولة واحدة فقط من المحادثات”.
وقالت الخميس في اعلانها عن بدء المحادثات ان “المناقشات والمفاوضات يجب أن تستند إلى المساواة والاحترام المشترك، وستكون النتيجة مفيدة للطرفين. دعونا ننتظر ونرى”.
ووصل الوفد الاميركي الخميس الى العاصمة الصينية وعلى رأسه وزير الخزانة ستيفن منوتشين. وضم نخبة السياسة التجارية في واشنطن من بينهم وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري روبرت لايتهايزر وكبار المستشارين الاقتصاديين للبيت الابيض لاري كادلو وبيتر نافارو والسفير تيري براندستاد.
ويمكث معظم اعضاء الفريق في فندق في وسط بكين الخميس قبل أن يتوجه الى السفارة الاميركية وبعد ذلك يجري محادثات في بيت الضيافة التابع للحكومة الصينية.
ولدى توجهه الى الموكب علت الابتسامات وجه اعضاء الوفد الاميركي الذي تجاهل اسئلة الصحافيين.
ويعرف عن اعضاء الفريق ان لهم اراء قوية بدرجات مختلفة من التشدد حول الخلاف مع الصين. فنافارو هو مؤلف كتاب “الموت بايدي الصين” ومنوتشين هو الرئيس التنفيذي السابق لغولدمان ساكس، وكان اعرب عن تشاؤمه بحل الخلاف. وحذر لايتهايزر قبل مغادرته واشنطن بالقول “اريد التسلح بالامل لكنني لست متفائلا فهو تحد كبير جدا”.
وترامب يراقب ويبعث بالتغريدات من واشنطن.
فاثناء استعداد وفده للمحادثات في فندق في بكين كتب ترامب “فريقنا المالي العظيم في الصين يحاول التفاوض على تعامل متكافئ بشأن التجارة”.
وأضاف “اتطلع الى لقاء الرئيس شي في المستقبل غير البعيد. وستكون بيننا دائما علاقات عظيمة”.
ويقود الفريق الصيني كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني ليو هي، نائب رئيس الوزراء.
ولم تثمر زيارة ليو الى واشنطن في وقت سابق من هذا العام عن اية نتائج ملموسة.
– خطوات تصالحية –
مع احتدام الخلاف التجاري هذا الربيع، اطلقت الصين سلسلة من البادرات التصالحية.
فقد القى شي كلمة تعهد فيها بخفض الرسوم الجمركية في بعض القطاعات، وهو ما قوبل برد فعل جيد من ترامب.
واتبعت الصين ذلك بجدول زمني لرفع القيود عن الملكية الاجنبية لشركات صناعة السيارات، وأعلنت في عطلة نهاية الاسبوع الماضية انها ستخفف من القيود على بعض قطاعات عالم الاموال بما يسمح للشركات الاجنبية بحصص اغلبية.
غير ان مسؤولين صينيين قالوا ان تلبية مطلب ترامب بخفض فائض التجارة الثنائية بمقدار 100 مليار دولار سنويا هو أمر “مستحيل”.
وفي حال فشلت المحادثات، فيمكن ان يبدأ فرض الرسوم الاميركية في اواخر ايار/مايو بحيث تشمل واردات مثل الاجهزة الالكترونية وقطع الطائرات والادوية.
ويرجح ان ترد الصين بفرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 50 مليار دولار ومن بينها حبوب الصويا والسيارات ولحم البقر المجمد والويسكي ومجموعة من السلع الاميركية الاخرى.
وسجلت اسواق المال الاميركية هبوطا الاربعاء مع استمرار المخاوف التجارية، كما انخفض مؤشر بورصة هونغ كونغ الخميس.
– حرب تكنولوجية –
يطغى تهديد فرض رسوم تجارية على المنافسة المتصاعدة بين البلدين في مجال التكنولوجيا.
فالمسؤولون الاميركيون يشعرون بالقلق من سياسة الصين الصنعية “صنع في الصين 2025” التي يعتبروها خطة صينية للهيمنة على صناعات التكنولوجيا المتطورة الرئيسية.
وقبل صعوده الى الطائرة متوجها الى بكين، وصف روس تلك السياسة بأنها “مخيفة”.
الشهر الماضي حظرت واشنطن على شركة الاتصالات والهواتف النقالة “زي تي اي” شراء مكونات اميركية حساسة لمدة سبع سنوات عقابا لها على انتهاك ضوابط الصادرات الاميركية، وهو ما يهدد قدرة الشركة على الاستمرار.
وتردد أن الولايات المتحدة فتحت تحقيقاً مماثلا بحق شركة “هواوي” الصينية الضخمة للاتصالات، بعد ان قيدت عملياتها في البلاد لاسباب تتعلق بالامن القومي.
واعتبرت الصين الخطوات الاميركية بأنها محاولة لاحتواء تطلعات الصين الاستراتيجية في مجال التكنولوجيا المتطورة.
وقال شي للعلماء الاسبوع الماضي ان على البلاد أن تطور التكنولوجيا.
واضاف “لمواجهة المشاكل الرئيسية المقبلة في العلوم والتكنولوجيا، علينا ان نتخلى عن الاوهام ونعتمد على انفسنا”.