بطل لعبة الجودو الإيراني يرفض العودة لبلاده والسبب إسرائيل
كشفت صحيفة The Washington Post الأمريكية أن أحد أبطال العالم الإيرانيين في لعبة الجودو يخشى من العودة إلى موطنه بعد مخالفة أوامر الحكومة بالانسحاب من بطولة العالم المقامة في مدينة طوكيو، لتجنب خوض مباراة محتملة ضد خصم إسرائيلي.
بطل لعبة الجودو إيراني الجنسية يخشى العودة إلى وطنه بسبب النزاع مع إسرائيل
وحسب الصحيفة الأمريكية، قال الاتحاد الدولي للجودو، الأحد 1 سبتمبر إن سعيد مولاي أُمر بالانسحاب من البطولة التي أقيمت في الأسبوع الماضي، من قِبل دافار زاني، نائب وزير الرياضة الإيراني. وقال الاتحاد إن مولاي تلقى اتصالاً بعد ذلك من رضا صالحي أميري، رئيس اللجنة الأولمبية الإيرانية، الذي أخبره أن أجهزة الأمن كانت في بيت والديه.
وقد كان مولاي هو الحائز على البطولة السابقة، وكان من الممكن أن يواجه اللاعب الإسرائيلي ساغي موكي في النهائي. وحظي اللاعبان بأعلى تصنيف في فئتيهما قبل بطولة العالم. وقال مولاي إنه أُمر بالانسحاب قبل المباراة التمهيدية التي كانت ضد لاعبٍ روسي؛ لذا لم يكن الأمر ضمن سياق مقاطعة إسرائيل.
واستمر مولاي في المنافسة لكنه خسر في النهاية في نصف النهائي، ولم يضطر إلى مواجهة موكي، الذي ربح الذهبية ووَصَفَ مولاي لاحقاً بأنه «مُلهِم».
وقال مولاي في البيان الصادر عن الاتحاد الدولي للجودو: «أرغب في المنافسة في أي مكان أذهب إليه. أعيش في بلدٍ لا تسمح قوانينه لي بفعل ذلك. لا خيار لدينا، وعلى جميع الرياضيين الامتثال له. كل ما فعلته اليوم كان من أجل حياتي، ومن أجل حياة جديدة».
وتابع: «أحتاج للمساعدة. حتى إن أخبرتني سلطات بلدي أن بإمكاني العودة دون أي مشاكل، ما زلت خائفاً».
فيما قال الاتحاد الدولي للجودو إنهم سوف يعاقبون الاتحاد الإيراني بسبب اللاعب
حيث قال ماريوس فيزر، رئيس الاتحاد الدولي للجودو، على حسابه بموقع تويتر إن مولاي كان في ألمانيا وكان «يتَّبِع الإجراءات الخاصة» باللجوء.
وأضاف فيزر: «قريباً سيُتَّخَذ إجراءٌ ضد اتحاد الجودو الإيراني».
وقال الاتحاد الدولي للجودو إنه سيساعد مولاي في التحضير لأولمبياد العام القادم، التي ستقام أيضاً في طوكيو. وإذا رفضت إيران إدراجه في البطولة، فقد يكون فريق الرياضيين اللاجئين المدعوم من اللجنة الأولمبية الدولية أحد الخيارات المتاحة.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية: «لدى علمها بشأن القضية، طَلَبَت اللجنة تقريراً كاملاً من اتحاد الجودو الإيراني. وسوف نُقيِّم الموقف بناءً على هذا التقرير».
غير أن اللجنة لم تُعلِّق حين سُئلَت عمَّا إذا كانت ستدعو مولاي بصفته لاجئاً، أو عمَّا إذا كان من الممكن أن تتخذ إجراءاتٍ ضد اللجنة الأولمبية الإيرانية.
لعدة عقود، التزمت الفرق الرياضية الإيرانية بسياسة عدم المنافسة ضد إسرائيليين، الذين لا تعترف بهم الدولة. ويقول الاتحاد الدولي للجودو إن الإيرانيين تعمَّدوا خسارة المباريات واستخدموا «إصابات مشكوك فيها» لتجنُّب اللعب ضد إسرائيليين.
خاصة وأن هناك انتقادات للاتحاد الإيراني بعرقلة اللاعب ومنعه من النجاح
وقد ظهرت قضية مولاي قبل 4 أشهر بعد أن أشاد مسؤولو الجودو بالتقدم المُحرَز في العلاقات مع إيران، إذ نشروا رسالةً مُوقَّعةً من صالح أميري يتعهَّد فيها بـ»الاحترام الكامل للميثاق الأولمبي ومبدأ عدم التمييز».
وفي يوم السبت 31 أغسطس، ذكرت وكالة IRNA الإيرانية أن مسعود سلطاني فر، وزير الرياضة الإيراني، اتَّهَم الاتحاد الدولي للجودو بمحاولة «خلق مشاكل» مع مولاي. وقال إن إيران سترسل خطابَ احتجاجٍ إلى اللجنة الأوليمبية الدولية.
كذلك، انتقد ماجد زريان، مدير الفريق الإيراني، الاتحاد قائلاً: «أُعِدَّت الأمور مُسبَّقاً بحيث يوضع مولاي ضد مشاركٍ من إسرائيل».
وقال زريان: «لم يسمحوا لي بالحضور إلى جانب لاعبي في صالة التدريب». وتابع: «بعد المسابقات غيَّروا فندق مولاي دون إذنٍ مني، وهو ما يخالف اللوائح».
وأنكر زريان الأنباء التي تفيد بأن السلطات الإيرانية ضغطت على مولاي.