بسبب الاعتقالات في تركيا.. “طيار تركي واحد” يقوم بعمل 5 طيارين في سوريا
اعترف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لأول مرة، بأن طيارا واحدا في القوات الجوية يضطر إلى تنفيذ مهام يقوم بها عادة 5 طيارين، مما يكشف الخسائر الفادحة التي سببتها عملية اعتقالات غير مسبوقة للطيارين العسكريين بالبلاد.
ونشر موقع “نورديك مونيتور” المراقب للأوضاع العسكرية، على حسابه بموقع “يوتيوب”، مقطعا مصورا لحديث أكار الذي قام أيضا بجولة في قبر سليمان شاه الواقع في قرية أشمة بمحافظة حلب السورية، الثلاثاء.
وقال أكار خلال حديثه للقوات العسكرية التركية المتواجدة على الأراضي السورية إن العمليات الجوية العابرة للحدود شهدت، في الآونة الأخيرة، اضطلاع طيار واحد في سلاح الجو بمهام 5 طيارين.
وفي محاولة لرفع معنويات جنوده، قبيل معركة قالت تركيا إنها ستخوضها ضد الأكراد في شرق سوريا، أشاد أكار بالقوة الجوية في كلمته، وقال: “عندما نجري عمليات برية، فإن سلاحنا الجوي، ببطولة وتضحية، يحقق أهدافه بنجاح، مع اضطلاع قائد واحد بمهام يفترض أن يقوم بها 5 طيارين”.
وذكر الموقع ومقره في ستوكهولم، أن تصريحات أكار تعد أول اعتراف علني من قبل مسؤول حكومي كبير بالنقص الحاد في الطيارين المقاتلين في الجيش التركي، عقب اعتقالات جماعية بحق ضباط من القوات الجوية على خلفية محاولة الانقلاب التي جرت في صيف 2016.
وتلقي أنقرة على رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، مسؤولية المحاولة الفاشلة، التي هاجم فيها جنود البرلمان وأطلقوا النار على مدنيين، بينما ينفي غولن أي دور له في هذه المحاولة الانقلابية.
ويقول مسؤولون أتراك إن المعتقلين من القوات الجوية على علاقة بغولن، لكن مراقبين يشككون في صحة هذه الاتهامات.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، فصلت الحكومة التركية، منذ عام 2016، ما يزيد على 700 طيار، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي لقوتها، بذريعة قرارات تنفيذية فرضتها حالة الطوارئ التي لم تنته بعد، ولا تخضع لأي مراجعة قضائية أو عسكرية أو تشريعية فعالة، بحسب “نورديك مونيتور”.
ورافق أكار في زيارته للقوات التركية بسوريا، رئيس الأركان العامة الجنرال ياشار غولر، وقائد القوات البرية الجنرال آميت داندار، وقائد القوات البحرية اللواء عدنان أوزاب، وقائد القوات الجوية الجنرال حسن كوجاكويوز.
وفي 2017، استدعت القوات الجوية التركية 1040 من الطيارين العسكريين الذين تم استبعادهم في اختبارات سابقة. وأفادت تقارير أن 830 منهم اجتازوا اختبار الكفاءة، وكانوا يتدربون ليدخلوا الخدمة.
وفي نفس العام أيضا، استدعت الحكومة التركية طيارين عسكريين سابقين، يعمل معظمهم في مجال الطيران المدني، واستجاب 40 من أصل 300 طيار سابق، تمت دعوتهم للعودة إلى العمل الحربي.