بريطانيا سترد بحزم إذا ثبت وقوف دولة وراء تسميم عميل مزدوج روسي سابق
هدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء ان بلاده سترد “بحزم” في حال تبين ان دولة تقف وراء تسميم عميل مزدوج روسي سابق.
ولمح جونسون كذلك الى ان انجلترا قد تنسحب من بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستجري في روسيا في 2018 اذا ما ثبت انها كانت وراء الحادث.
وعثر على سيرغي سكريبال وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقدا الوعي مع ابنته يوليا في مدينة سالزبيري جنوب غرب انكلترا الاحد.
ويخضع الرجل وابنته، اللذان تم العثور عليهما على مقعد امام مركز للتسوق، لعلاج من “تعرض مشتبه به لمادة مجهولة” وهما حالياً في حالة حرجة في مستشفى في المنطقة، بحسب ما افادت الشرطة.
وأكد جونسون للبرلمانيين أنه من المبكر تحديد سبب الحادث “المقلق” الذي تسبب في اطلاق تحذير امني كبير في المدينة المعتادة على الهدوء.
إلا أنه اشار الى تسمم العميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو بمادة البولونيوم المشعة في لندن في 2006.
وقال جونسون “أؤكد أنه في حال ظهرت أدلة تشير الى مسؤولية دولة فإن حكومة جلالتها سترد بشكل مناسب وحازم”.
وأضاف امام مجلس العموم “رغم أنني لا اوجه اصابع الاتهام لأي جهة الان، فإنني اقول للحكومات حول العالم أنه لن تمر اي محاولة لقتل شخص بريء على الاراضي البريطانية بدون عقاب”.
واشار جونسون بشكل غير مباشر الى الاشتباه بضلوع روسيا. وقال انه اذا تأكد ذلك “فسيكون من الصعب ان نرى كيف يمكن للمشاركة البريطانية في كأس العالم ان تستمر”.
واعلن الكرملين من جانبه ان لا معلومات لديه عن اصابة الرجل، واصفا الحادث بانه “مأسوي”.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي “نسجل وقوع هذا الحادث المأسوي. لكن ليس لدينا معلومات حول الاسباب، وما فعله هذا الشخص”.
واضاف ان لندن لم تقدم اي طلب للحصول على مساعدة في التحقيق الذي اطلقته الشرطة بعد العثور على الكولونيل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي البالغ من العمر 66 عاما.
وأكد ان “موسكو مستعدة دائما للتعاون”.
– “بصمات هجوم روسي” –
ناقش مجلس الامن القومي البريطاني الحادث في اجتماع الثلاثاء تم خلاله اطلاع رئيسة الوزراء تيريزا ماي وجونسون وكبار الوزراء على التحقيق الجاري، بحسب متحدث باسم الحكومة.
ورغم أن الحادث لم يعتبر ارهابيا، الا ان وحدة مكافحة الارهاب البريطانية تولت القضية وقالت ان لديها الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه “الظروف غير المعتادة”.
وذكرت الشرطة في وقت سابق ان عدداً من العاملين الطبيين احتاجوا الى فحص طبي بعد الحادث، وان احدهم لا يزال في المستشفى.
إلا أنهم أكدوا ان لا خطر على عامة الناس.
ولا تزال الشرطة تغلق المنطقة التي عثر فيها على سكريبال وابنته البالغة 33 عاماً، كما تم اغلاق مطعم في الشارع المجاور “وقائيا”.
ويساعد مختصون من وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة في التحقيق.
واعادت هذه الحادثة الى الاذهان حادث مقتل ليتفيننكو بمادة البولونيوم المشعة التي وضعت له في الشاي في لندن.
وفي 2016 قال تحقيق بريطاني ان عملية القتل “قد تكون حصلت بموافقة” بوتين، وحددت اندري لوغوفوي وديمتري كوفتون مشتبها بهما رئيسيين.
وتسبب الحادث بازمة دبلوماسية بين لندن وموسكو. ولكن وبعد ان تحسنت العلاقات بين البلدين، عاد التوتر مجدداً بسبب اتهامات بشن روسيا هجمات معلوماتية على الغرب.
وقال توم توغيندات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم ان الادلة تشير الى ضلوع روسي في حادث سالزبيري.
الا انه قال “من المبكر تحديد ما اذا كان ذلك مؤكدا ام لا، ولكنه بالتأكيد يحمل بصمات هجوم روسي”.
والعام 2006 حكم على سكريبال بالسجن 13 عاماً في روسيا لكشفه اسماء عملاء مخابرات روس لجهاز الاستخبارات البريطاني “ام آي 6”.
وحصل على عفو وتوجه الى بريطانيا في اطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة في 2010.
وتصدر خبر اصابته بالتسمم عناوين الصحف البريطانية الثلاثاء، وذكرت صحيفة “ديلي ميل” ان سكريبال قد تكون استهدفته “ضربة” انتقامية من زملائه السابقين. وذكرت ارملة ليتفيننكو وتدعى مارينا، لصحيفة “ذي تايمز” ان صور العاملين الطبيين وهم يرتدون بزات مضادة للمواد السامة “اعادت لها ذكريات” حادث زوجها الراحل.
وفي تعليق على تقارير اعلامية حول قضية سكريبال قال اندري لوغوفوي، احد كبار المشتبه بهم في قضية ليتفيننكو والنائب في البرلمان الروسي، إن بريطانيا “تعاني الرهاب” وقد تستخدم الحادث لالحاق الضرر بروسيا قبل الانتخابات الرئاسية في 18 اذار/مارس المقبل.
وقال لوغوفوي لوكالة انباء انترفاكس “بسبب الانتخابات الرئاسية، وعملياتنا في سوريا، قد يتم تحويل وضع سكريبال الى (عملية) استفزاز معاد لروسيا”.