تحولت الهند إلى محرقة كبيرة لضحايا فيروس كورونا، بعد ارتفاع معدلات الإصابة بالفييروس إلى 300 ألف يوميا، وآلاف الوفيات التي لم يعد بالإمكان تحديد عددها بدقة.
وأصبحت المدافن والمحارق الخاصة بالهندوس عاجزة عن استيعاب أعداد الموتي، التي بلغت 50 ألف خللا أسبوع واحد، فأصبح الناس يحرقون الضحايا في الشوارع، لتتحول الهند إلى محرقة كبيرة.
كورونا المتحور المزدوج
ومما أثار ذعر العالم حول تفشي الفيروس في الهند هو ظهور سلالات جديدة متطورة أشد فتكا وأكثر مقاومة للقاحات، انتشرت في مناطق كثيرة بالهند، التي يزيد عدد سكانها عن مليار و300 مليون نسمة.
وتم الكشف عن سلالة جديدة في الهند، وتسمى (B.1.617)، أطلق عليه البعض تسمية “المتحور المزدوج” لأنه يجمع بين طفرتين مختلفتين.
وهناك بعض الأدلة المختبرية التي تشير إلى أنه أكثر قابلية للانتشار ولو بدرجة قليلة، وأن الأجسام المضادة قد تجد صعوبة في مواجهته، لكن العلماء لا يزالون يقيّمون مقدار تراجع المناعة في محاربة هذا الفيروس.
وقال جيف باريت، مدير مبادرة الجينوم لكوفيد 19 من معهد “ويلكوم سانجر” لبي بي سي نيوز: “لا أعتقد أن هناك أي دليل على أنها سلالة تلتف على جهاز المناعة، مما يعني أنه لا يمكن محاربتها بشكل أساسي بواسطة اللقاحات”.
“أعتقد أنه يتعين علينا أن نراقب ذلك عن كثب، في كل الأحوال لا يوجد حالياً ما يدعو للقلق”.
محارق جديدة
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن مساحات المقابر في العاصمة الهندية نيودلهي بدأت بالنفاد، والمحارق التي يقيمها الأهالي لحرق ذويهم من ضحايا الفيروس تضيء سماء الليل وتزيد التلوث.
وأضافت أنه في وسط مدينة بوبال، زادت بعض محارق الجثث من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة مع ذلك، يقول المسؤولون، لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.
وقال عمال محرقة “بهادهادا فيشرام غات” بالمدينة، إنهم “أحرقوا أكثر من 110 حجثة في يوم واحد.
وقال مامتيش شارما، المسؤول في الموقع: “الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش”.
وأضاف: “نحن نحرق الجثث فور وصولها، كأننا في وسط حرب”.
وأشارت الوكالة إلى أن اندفاع الجثث غير المسبوق أجبر محرقة الجثث على تخطي الاحتفالات الفردية والطقوس الشاملة التي يعتقد الهندوس أنها تحرر الروح من دورة الولادة الجديدة.
حفار القبور
وقال حفار القبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي محمد شميم، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء، إن “المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضي”.
وأضاف: “أخشى أن تنفد المساحة في القريب العاجل”.
واظدهرت وظيفة حفار القبور في الهند مثلما اظدهرت صناعة المحارق، وأصبح هناك طلب كبير على حفاري القبور في كل المدن.
لقاحات ضعيفة
لتلقيح يجري بوتيرة بطيئة في الهند، فحتى الآن، لم يتلقَ سوى 10 في المئة من سكان البلاد الجرعة الأولى من اللقاح، كما أن نسبة من أخذ اللقاح بشكل كامل أقل من 2 في المئة، رغم أن الهند مقر أكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم (معهد أمصال الهند). وهذا سبب آخر لتأثير زيادة عدد حالات الإصابة في الهند على بقية دول العالم.
في مارس الماضي أوقفت سلطات البلاد كميات كبيرة من صادرات لقاح أكسفورد/ أسترازينيكا مع بدء ارتفاع عدد الإصابات.
وشمل قرار الحظر اللقاحات المخصصة لمبادرة كوفاكس التي ترعاها الأمم المتحدة لتوفير اللقاحات للبلدان النامية والفقيرة.
وقال التحالف العالمي للقاحات والشريك في مبادرة الأمم المتحدة، يوم الأثنين الماضي، إنه لا يزال بانتظار معرفة موعد استئناف الإمدادات من الهند. وسيؤثر هذا بالتأكيد على برامج التطعيم في العديد من البلدان.
وبالتالي فإن الكثير من اللقاحات التي تعمل البلاد على زيادة إنتاجها، ستذهب للاستخدام المحلي بسبب الوضع السيء في البلاد، فهم الأولى بها حسبما يقول خبراء.