باراك.. بين صراع الأحزاب التي دعاها لإسقاط نتنياهو وخطته المستحيلة
أجرت البروفيسورة يفعات بيتون، نهاية الأسبوع، مقابلة مع “جلوباس” قالت فيها: “في الساعة الواحدة إلا ربعاً ليلاً، أرسلت إلى باراك مقالاً لأحد أصدقائي الجيدين، البروفيسور نسيم مزراحي. وبعد 45 دقيقة كان ينتظرني عبر البريد الإلكتروني رد مدهش مع تحليل للمقال، وإحالة إلى مفكرين آخرين وإشارة إليّ كمن عليها الآن أن تقوم وتفعل شيئاً وترتبط به… كان هذا مدهشاً من ناحية فكرية ومثيراً للانفعال على المستوى الشخصي”.
كل من يعرف باراك سيضحك بالتأكيد. قبل نحو عشرين سنة قرأ باراك كتاب “يوليست” في يومين تقريباً، وقدم تحليلاً رائعاً للكتاب الذي يحتاج أشخاص أذكياء عاديون إلى أشهر لفهمه. هذه خدعة قديمة له، وهذه خدعه دائماً. البروفيسورة بيتون تعرف الألاعيب، لكنها تحتاج إلى تبرير للحوارات السياسية التي قامت بها في الأشهر الأخيرة.
عضو آخر في “إسرائيل ديمقراطية”، الملياردير كوبي رختر، أجري مقابلة مع “كلكليست” قال فيها: “يقولون إنه يأخذ أشخاصاً ويرميهم جانب الطريق، لكني لست النموذج الذي يرمى جانب الطريق. لا أحد يتجرأ على القيام بذلك. أعتقد أنه يقدر التفكير الأمني ومعرفتي بالصحة والاقتصاد. اسأله وسيقول لك إنني لست بأقل منه… وكذلك يفعل بيتون ويئير غولان، وهما شخصان مفكران مجتهدان. هذا طاقم يجبر باراك على العمل بصورة تشاركية، وهو يعرف أن هناك أشخاصاً يفهمون أكثر منه في مواضيع معينة”.
ليكن واضحاً: أنا أفضل باراك على أي واحد في رباعية أزرق أبيض، بالتأكيد على بني غانتس. باراك له تجربة أكبر، أكثر حدة، أكثر قسوة، لن يتردد في رميه على جانب الشارع. لقد رمى مقربين له دون أن يتراجع. وهو لا يتخذ قرارات ضمن طاقم. إذا قال له باراك إنه يفهم (ليس أقل منه) سيظهر تلك القدرات المدهشة التي لباراك كي يمزح أيضاً مع أشخاص رائعين مثل رختر.
منذ الخطوات الأولى لـ”إسرائيل ديمقراطية” كان على رختر أن يفهم كيف يبدو هذا. قرر باراك إطلاق الحزب بإشعار مدته ساعتان، بدون اسم وبدون شعار. وفي غضون أيام تمكن بالفعل من الانفصال مع قائد الحزب. وبعد ذلك أعلن عن تعديل لقانون التجنيد، الذي سيصعب على تشكيل ائتلاف مع افيغدور ليبرمان، وأطلقه بشكل متعمد في يوم الانتخابات التمهيدية لحزب العمل. وشكل فريق عمل جماعي، وأحضر إلى المؤتمر الصحفي عضوتين جديدتين انضمتا إلى الحزب، ولم يسمح لهما بالتحدث.
من يتدبرون أمورهم مع باراك خلال سنوات هم الذين يعرفون كيفية معايرة توقعاته، ولا يذهبون بعيداً ولا يتخيلون وجود حساسية اجتماعية لديه أو قرارات ضمن طاقم. وهم يعرفون أنه شخص له دور فعال في علاقاته مع الناس، وأن زعامته مرتبطة بهذه القسوة، ويعرفون قدرته على التنكر في لحظة للمبادئ التي دعا إليها حتى قبل ثانية، وللأشخاص الذين ضحوا من أجله، وفقاً لصحيفة “هآرتس” العبرية.
الاستطلاعات الأخيرة تظهر أن باراك في مشكلة. بعد كل السحر، والجمل الرائعة والخطابات الحادة، تراه يتأرجح بين نسبة الحسم وستة مقاعد – أرقام تحول خطته السياسية إلى غير ممكنة تقريباً. أصلاً، نيتسان هوروفيتس وعمير بيرتس لم يريدا قبول وجوده على رأس القائمة وتوحيد حزبيهما تحته. الأمر الأكثر معقولية أن حزب ميرتس وحزب العمل سيتحدان من أجل الانتخابات. في الاستطلاعات سيجتازان باراك بسهولة، وعندها ستبدأ الضغوط عليه كي يتنازل، فقد دعا كل الآخرين لفعل كل ما في استطاعتهم من أجل إسقاط بنيامين نتنياهو.
هل يريد أن يكون الشخص الذي يعرض للخطر الـ100 ألف صوت التي يمكن أن تخلق الفرق بين نهاية حكم نتنياهو وحكومة نتنياهو – سموتريتش – درعي. من غير المعروف ما الذي سيقرره باراك في هذا السيناريو. لكني على استعداد لتخمين مستوى التعاون الذي سيحظى به يئير غولان ودختر من باراك.