ايرانيون يرفضون مزاعم ترامب حول دعم الشعب ضد حكومة بلادهم
في خطوة غير متوقعة ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تدعي دائما بإنها تقف مع المعترضين ضد النظام الإيراني، أعلن عقب التهديدات الاخيرة التي أطلقها ان إيرانيون اليوم الاثنين رفضهم مزاعم واشنطن بأنها تقف معهم ضد حكومتهم وسط تصاعد التوتر بين البلدينلرئيس الاميركي دونالد ترامب.
ثورة تقود لفوضي
وقالت اخصائية الطب النفسي للاطفال هاليه في ضاحية شمال طهران “صحيح أن مجتمعنا يعاني في الوقت الحالي من أزمة وضغوط تخلق حالة من الاستياء.. ولكننا لا نريد أن يفرض علينا الغرب ثورة يمكن ان تقود الى الفوضى”.
وأضاف “كل تغيير وتطور يجب أن ينبع من تطلعات الشعب”.
الحكومة الإيرانية كابوس للشعب الإيراني
وألقى وزير الخارجية الامريكي مايك بومبييو كلمة في كاليفورنيا الاحد وصف فيها الحكومة الايرانية بأنها “كابوس على الشعب الايراني”.
وقال متوجها الى “الايرانيين العاديين في ايران والعالم”، “الولايات المتحدة تسمعكم، الولايات المتحدة تدعمكم، الولايات المتحدة تقف الى جانبكم”.
وتصاعد التوتر الاحد بعد تغريدة لدونالد ترامب على موقع “تويتر” بالبنط العريض، متوجها الى الرئيس الايراني حسن روحاني “إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددا والا ستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ”.
وقال “لم نعد دولة يمكن ان تسكت عن تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل. كن حذرا”.
روحاني يحذ ر بإغلاق مضيق هرمز
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني حذر الاحد من ان إيران يمكن ان تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي والخط الشحن الحيوي لامدادات النفط العالمية. وقال مخاطبا ترامب “لقد ضمننا دائما أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم”.
وقال روحاني إن “السلام مع ايران سيكون أم كل سلام، والحرب مع ايران ستكون أم المعارك”.
ويخشى الكثير من الايرانيين حتى بين المعارضين، فرض تغيير للنظام السياسي في بلادهم، لا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 واعلانها اعادة فرض العقوبات على طهران.
– الامن أولوية –
وقالت فيروزة “الناس يريدون التغيير ولكن ليس بالضرورة تغيير النظام”.
وأضافت “مرّ على آخر ثورة 40 عاما ولا نزال ندفع الثمن. لقد دفع جيل بأكمله الثمن. هل يريدون فعلا ثورة أخرى؟”.
وبغض النظر عن رأيهم في حكومتهم، الا ان الايرانيين مسرورون على الاقل بأن بلادهم لا تعاني من اعمال عنف كتلك التي تجتاح العديد من دول المنطقة.
وقال هاليه “بالنسبة لنا، الأمن هو أهم شيء، وفي الوقت الحالي نحن ننعم بالأمن. يجب ان تطبق اصلاحات في البلاد، ولكن الناس يأملون في ان يتم ذلك دون عنف حتى يكون الجميع فائزين”.
الأمل مازال للتوصل لاتفاق أمريكي إيراني
ويشعر آخرون انه لا يزال من الممكن التوصل الى اتفاق مع الرئيس الامريكي.
وقال أمير الذي يقوم بأعمال عدة صغيرة لكي يتدبر معيشته وسط صعوبة الوضع الاقتصادي “ترامب رجل أعمال.. سيقدم عرضا وسنتوصل الى اتفاق بيننا باذن الله”.
واضاف الرجل الاربعيني ان جميع الايرانيين قلقون بشأن الاقتصاد مع انتشار البطالة وارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة الى مستويات قياسية مقابل الدولار.
واكد ان “على الحكومة الاستماع الى مشاكل الشعب. وذلك أمر ممكن وليس مستحيلا”.
وتابع “لكن الايرانيين لن يقبلوا بفرض شيء عليهم من قوى خارجية. سوف يردون بالدفاع عن شرفهم وكرامتهم الوطنية”.
الحرب النفسية
واعتبر قائد قوات الباسيج الايرانية شبه الحكومية الاثنين ان تهديدات ترامب لايران انما تدخل في اطار “الحرب النفسية”، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام ايرانية.
وقال الجنرال غلام حسين غيب برور، وفق ما نقلت عنه وكالة “ايسنا”، إن “تصريحات ترامب الموجهة ضد إيران هي حرب نفسية. إنه ليس في موقع يسمح له بالتحرك ضد إيران”.