انفجار بركان إندونيسي ساهم في هزيمة نابليون
حتى لو كنت لا تعرف شيئاً عن الأمور العسكرية، ربما سمعت عن معركة واترلو، التي قال عنها فيكتور هوغو في رواية البؤساء «كانت سماء ملبدة بالغيوم كافية لانهيار عالم».
شاهد هذا الفيديو التمثيلي من دقيقتين بتقنية 360 للمعركة
إنها الهزيمة التي أسقطت الإمبراطور نابليون
هي واحدة من أشهر المعارك في التاريخ لأنها كانت بمثابة السقوط النهائي لنابليون بونابرت، الإمبراطور الفرنسي الذي غزا معظم أوروبا في بداية القرن التاسع عشر، حسب موقع BBC Mundo الإسباني.
هرب من المنفى ليقود جيشه الهائل
في عام 1815، بعد هروبه من منفاه في جزيرة إلبا، قرر نابليون، الذي يقود جيشاً من أكثر من 70 ألف رجل، غزو هولندا، حيث واجه ما يسمى الائتلاف السابع، الذي سعى إلى الإطاحة به.
واشتبك مع أربع دول أوروبية كبرى
في 18 يونيو/حزيران من ذلك العام، اشتبكت قوات نابليون مع القوات البريطانية والهولندية والبلجيكية والألمانية بقيادة دوق ويلينغتون، والجيش البروسي تحت إشراف المارشال الميداني جبهارد فون بلوخر.
وتأخر بدء المعركة بعض الوقت بسبب الأمطار والوحول في اليوم السابق، وهذا ما أعاق تنقل المدفعية
لكن الأمطار والوحول هما ما سبب هزيمته
استمرت المعركة في محيط بلدة واترلو البلجيكية حوالي عشر ساعات، تحت أمطار غزيرة، وقد استنتج العديد من المؤرخين أن الأمطار والطين لعبا دوراً أساسياً في هزيمة نابليون، الأمر الذي غير مجرى التاريخ الأوروبي، ويرى المؤرخون أن المخطط الفرنسي العظيم قد أخر استخدام سلاح الفرسان الثقيل لأن الأرض كانت مبللة للغاية، مما أعطى أفضلية لأعدائه، حسب الموقع الإسباني.
إذن، لماذا كان الطقس ضد نابليون رغم الصيف المفترض؟
الآن، وبعد حوالي 200 سنة ظهرت نظرية تشرح لماذا كان الطقس في ذلك الصيف الأوروبي عام 1815 عاصفاً بشكل غير معتاد.
إنه البركان الإندونيسي الهائل
قبل شهرين من معركة واترلو، على الجانب الآخر من العالم، في إندونيسيا، اندلع بركان جبل تامبورا الذي تسبب في مقتل أكثر من 100 ألف شخص بسبب أعمدة الرماد الضخمة المنبعثة منه..
ولكن، ما دخل هذا بذاك؟
وفقاً لدراسة نشرها عالم الجيولوجيا ماثيو جينج من كلية إمبريال كوليدج في لندن، تسبب الرماد البركاني المشحون في «ماس كهربي» في طبقة الأيونوسفير، وهي المستوى العلوي من الغلاف الجوي المسؤول عن تكوين السحب.
ماس كهربائي ينتقل من الجانب الآخر من العالم
تسبب ذلك في هطول الأمطار الغزيرة على أوروبا التي كانت سبباً في هزيمة نابليون.
كما أظهر البحث الذي نشره جينج في مجلة Geology العلمية أن الانفجارات يمكن أن تدفع الرماد المشحون أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
يقول جينج «في السابق، اعتقد الجيولوجيون أن الرماد البركاني محصور في الغلاف الجوي السفلي بسبب الدخان البركاني الذي يطفو هناك».
وأضاف «ومع ذلك، يظهر بحثي أن القوى الكهربائية يمكن أن تصيب الرماد في الغلاف الجوي العلوي».
من خلال سلسلة من التجارب والمحاكاة الحاسوبية، أثبت جينج أن الجسيمات البركانية المشحونة، التي يبلغ حجمها أقل من 0.2 مليون متر في القطر، يمكن أن تصل إلى طبقة الأيونوسفير خلال الانفجارات البركانية الكبيرة، وتسبب التيارات الكهربائية اضطراباً في الأيونوسفير، مما يسبب مستويات غير عادية من تكوين السحب والمطر.. تم تسجيل هذا النوع من الاضطرابات بعد ثوران بركان ماونت بيناتوبو في الفلبين في عام 1991.